لماذا فرح المصريون بمنصب تركي آل الشيخ الجديد؟ (فيديوهات)

في قرار ملكي سعودي أسعد المصريين، تم إعفاء رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ من منصبه، ليتولى منصبا جديدا هو رئيس هيئة الترفيه، ليشهد الشارع الرياضي المصري مجددا حالة من الجدل.

وفي أول تعليق له، قال آل الشيخ عبر "تويتر": "‏اليوم أغادر الوسط الرياضي، عرفت فيه رجالا ثقات يستطيعون المساهمة في دفع عجلة الرياضة، تشرفت بالعمل معهم، جئت محبا للرياضة، وأغادرها محبا لها ولجمهورها وفعالياتها، وسأظل".

 

"أزمات آل الشيخ"

وخلال عام 2018، أثار تركي آل الشيخ الجدل في مصر، وفجر العديد من الأزمات، وكان الظهور الأبرز لرئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية بمصر في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2017، حيث منحه الأهلي المصري منصب الرئيس الشرفي للنادي، لتتفجر الخلافات لاحقا، وتظهر أزمة تبرعاته لمجلس الإدارة بـ261 مليون جنيه، الذي تبعه سحب المنصب الشرفي، وبداية مواجهة مع الفريق الأحمر.

وعلى إثر ذلك، توجه آل الشيخ باستثماراته بمصر لشراء نادي "الأسيوطي" منتصف 2018، وغير اسمه إلى "بيراميدز"، وأطلق فضائية بهذا الاسم، وكان سببا في رفع أسعار اللاعبين بشكل جنوني وغير مسبوق.

وكان أصعب المواقف التي عاشها آل الشيخ في القاهرة هتافات جماهير الأهلي ضده في إحدى المباريات، في أيلول/ سبتمبر الماضي، التي كانت سببا في إعلان انسحابه من الاستثمار الرياضي بمصر.

وعلى جانب آخر، أثار زواج آل الشيخ بالمطربة المصرية آمال ماهر حالة من الجدل، تزايد بعد اختفاء آمال ماهر، وتناثر أنباء عن طلاقها منه، ثم اختفائها عن الوسط الفني بشكل أثار المخاوف حول تعرضها لمكروه.

وأغضب آل الشيخ المصريين مرارا بتغريداته حول لاعب المنتخب المصري ونادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، بعد إصابته الشهيرة، وأمنيات آل الشيخ بعدم مشاركة صلاح بمباريات منتخب بلاده بكأس العالم أمام السعودية.

"فليفرح المصريون"

وفي تعليقه، يتوقع المحلل الرياضي أحمد سعد أن استثمارات تركي آل الشيخ في المجال الرياضي والإعلامي بمصر لن تتوقف، قائلا: "أتصور أنها لم تكن خاصة به، وأن خلفها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان"، موضحا "أنه كان هناك توجه لعمل شيء في مصر، لكن تركي فشل في تحقيقه، بعدما تسبب بأزمات كثيرة مع الأهلي وجماهيره، وكانت هناك حالة رفض عام له، ففشلت تجربته".

سعد، قال لـ"عربي21"، إن "مغادرته مصر تنهي حالة الاستقطاب بالشارع الرياضي المصري، وتنزع فتيل فتنة قائمة تسبب بها؛ باستخدامه لأمواله، وتسخير البعض مثل المذيع مدحت شلبي للتحريض على أزمات بالنادي الأهلي، واستخدامه رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور بهجومه على الأهلي وكل من ينتقد تركي".

وأكد الرياضي المصري أن "ابتعاد آل الشيخ سيكون له أثر إيجابي، خاصة أن الجماهير كانت مستنفرة لما كان يفعله تركي وأذنابه وإعلامه، وكان يمكن إحداث كارثة بين جماهير الأهلي والزمالك بعد تأجيج الفتنة بينهما".

وشدد سعد على أنه خبر بالفعل يفرح له المصريون، موضحا أن "هذا ظهر من خلال ردود فعل جماهير الأهلي والزمالك والكرة على حد سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي السعيدة بخروجه من مصر، لأنه صنع لنفسه عداوات كثيرة، وأعتقد أنه يصنع لنفسه حزبا في مصر، لكنه خرج غير مأسوف عليه".

"يخفف الاستقطاب"

وحول توقعاتها لاستثمارات آل الشيخ الرياضية وأعماله المرتبطة بهذا المجال في مصر، تعتقد الكاتبة الصحفية المتخصصة بالشأن الرياضي، أسماء عمر، أنه "لا يمكن الآن التكهن وتحديد أبعاد القرار، لكن بالتأكيد ستتأثر، إن لم يكن بتركه مصر، فسوف تتأثر بتراجع سطوة تركي نفسه بعد عزله من منصبه".

وعلى عكس سعد، أكدت لـ"عربي21"، أن "انسحابه من الرياضة المصرية لن ينهي حالة الاستقطاب أو يزيل حالة الاحتقان بالرياضة المصرية والإعلام الرياضي؛ لأنها موجودة قبل دخوله المجال بمصر، فقط هو زادها اشتعالا، وغيابه عن المشهد يهدئ الاستقطاب نوعا ما، لكن لن يقضي عليه".

وترى عمر أن المصريين من مشجعي النادي الأهلي لا شك فرحوا بالقرار، لكن مشجعي الزمالك لم يظهروا فرحا، بينما يحاول بعضهم إخفاء فرحته بمواجهة جماهير الأهلي؛ لأنه من الصعب اتفاق الجمهورين.

من جانبه، يرى المحلل السياسي، محمد حامد، أن استثمارات تركي آل الشيخ في مصر من نادي بيراميدز إلى فضائية تحمل هذا الاسم ستبقى استثمارا سعوديا في مصر بعيدا عن تركي.

وقال حامد لـ"عربي21"، إنه شأن سعودي داخلي، ورغم أنه حقق إنجازات داخل المملكة، إلا أنه في مصر خسر جماهير الأهلي سريعا؛ بسبب الخلافات مع إدارة النادي.

وتصدر هاشتاغ "#شكرا_تركي_ال_شيخ" و"#اعفاء_تركي_ال_الشيخ"، موقع "تويتر"، فيما تباينت ردود الفعل بين فرح وشماتة وتندر وبين إشادة بالوزير السعودي.

وتساءل الكاتب الصحفي سليم عزوز عن نفوذ آل الشيخ بمصر قائلا: "تم إعفاء تركي آل الشيخ من منصبه كوزير للرياضة، فهل لا يزال مستمرا بموقع المندوب السامي السعودي بمصر؟".

 

وتندر الإعلامي محمد ناصر، بقوله "أخد جوائز في 2018، بالشعر، والرياضة، وجرجر وراه مطربين، ورياضيين، ويشاء ربك ماتعديش 2018، إلا وهو مطرود".

 

وعلى الجانب الآخر، أشاد الإعلامي عمرو أديب به قائلا: "غير آل الشيخ وجه الرياضة السعودية، وأعطاها سمعة عالمية، وحقق الكثير من الإنجازات، ويغادر الرياضة لموقع جديد يحقق فيه طفرة جديدة".

 

وأشعلت مغادرة تركي مجال الرياضة سجالا بين مشجعي النادي الأهلي والزمالك، وسخر المشجع وليد زكي بقوله "عاجل: تغيير اسم المختلط إلى نادي الزمالك للألعاب الترفيهية برعاية طال عمره".

 

اقرأ أيضا: الأوامر الملكية والإطاحة بالجبير وآل الشيخ تثير النشطاء