بعد انقطاع دام ثماني سنوات، حطت أول طائرة قادمة من دمشق نحو تونس تقل سياحا سوريين في رحلة مباشرة سيرتها شركة طيران جوية سورية خاصة.
وأكدت شركة "أجنحة الشام للطيران" عن انطلاقها في تسيير أولى رحلاتها من مطار دمشق الدولي إلى مطار الحبيب بورقيبة بالمنستير في تونس، وعلى متنها 150 مسافراً.
ورفع مجموعة من النشطاء التونسيين والسوريين في بهو مطار المنستير أعلام النظام السوري وصور بشار الأسد وسط أهازيج ورقصات فلكلورية أمنتها فرقة شعبية سورية احتفاء بقدوم الوفد السوري.
وأكد الناشط السياسي أحمد قفراش لـ"عربي21" أن الرحلة من دمشق نحو تونس جاءت كمبادرة شعبية من مجموعة من الإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني لعودة العلاقات بين الشعبين التونسي والسوري، مشددا على خلوها من أي نفس حزبي أو سياسي.
وأوضح أن "المبادرة تهدف لإرسال رسالة للسياسيين في تونس وسوريا مفادها بأن العلاقات التاريخية بين الشعوب لا يمكن أن تهدمها الأنظمة".
اقرأ أيضا: "نداء تونس" يرحب بعودة الأسد للجامعة العربية وحضوره القمة
ودعا قفراش القيادة السياسية في البلاد لإعادة فتح سفارتها بشكل رسمي في دمشق أسوة بالخطوة التي قامت بها دولة الإمارات.
وكانت وسائل إعلام تونسية قد تحدثت عن دور سياسي للرئيس التونسي في منح ترخيص لتسيير هذه الرحلة من دمشق نحو تونس، سيما بعد قرار رسمي بقطع العلاقات اتخذته حكومة الترويكا منذ 2012.
وفي هذا الصدد عبر المستشار السياسي لرئيس الجمهورية نور الدين بنتيشة في تصريح لـ"عربي21" عن تثمين مؤسسة الرئاسة لهذه الخطوة لإعادة العلاقات بين الشعبين التونسي والسوري، وامتنع عن التعليق عن وجود أي دور سياسي للرئيس السبسي وراء هذه الرحلة.
وشدد على أن الدولة التونسية بصدد القيام بمجهودات لعودة العلاقات مع النظام السوري على مستوى التمثيلية الدبلوماسية وستعلن عن ذلك في الوقت المناسب.
من جانبه، عبر القيادي في حزب "حراك تونس الإرادة" بشير النفزي عن استنكاره لرفع بعض المناصرين لبشار في تونس صورته في مطار المنستير الدولي معتبرا ذلك استفزازا لمشاعر الملايين من الشعب السوري الذين قتلهم وشردهم الأسد.
اقرأ أيضا: تونس تنفي دعوة الأسد للقمة.. والإعلام الروسي يروج للنظام
وشدد في تصريح لـ"عربي 21" على أن هذه المشاهد التي تحاول بعض الأطراف تسويقها، نكاية في هذا أو ذاك تمثل إهانة لتونس ورمزيتها وهي التي تستعد للاحتفال بالذكرى الثامنة لاندلاع ثورة الحرية والكرامة.
وحول عودة الرحلات الجوية بين تونس وسوريا اعتبر القيادي في الحراك "أن الحكومة والرئاسة فشلتا في إعادة العلاقات مع النظام السوري بشكل رسمي كما وعد السبسي خلال حملته الرئاسية فعمدت لمسألة الشو والاستفزاز السياسي".
وختم في حديثه على أن حكومة الترويكا التي تتهم اليوم بقطع العلاقات مع النظام السوري كانت من أشد الحريصين على توفير أرضية آمنة للشعب السوري من خلال حملة تسويق دولية قادها الرئيس السابق المنصف المرزوقي من أجل قبول اللاجئين السوريين على الأراضي التونسية.
هل يحضر بشار الأسد القمة العربية المقبلة في تونس؟
القضاء يحفظ شكاية "الانقلاب" بتونس.. هل انتصر الشاهد؟
معارض تونسي: تنسيق إماراتي إسرائيلي ضد ربيع العرب (شاهد)