نشر موقع "لايف ساينس" الأمريكي، تقريرا سلّط من خلاله الضوء على الأوهام السبعة التي أذهلتنا خلال سنة 2018.
وتعددت هذه الأوهام والألغاز التي حيرت الكثيرين، وكان بعضها من الخداع البصرية والأخرى الصوتية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إنه من السهل جدا خداع عقولنا بالأشكال التي يفضل رؤيتها أو الأصوات التي يخير سماعها.
وفي الحقيقة، هناك جانب عملي للأوهام، حيث تساعدنا على تنظيم المعلومات، وفهم كيفية عمل الدماغ في حال تعرض للحيرة أو التشويش.
الومضات والصوت
وأفاد الموقع، أولا، بأن السفر عبر الزمن لا يساعدنا على العودة بالزمن إلى الوراء، إلا أنه سيوهمنا بالعودة لوقت سابق ولو لثانية واحدة. ويظهر في مقطع الفيديو مفهوم يسمى نبوءة ما بعد الحدث، بمعنى توقع شيء بعد حدوثه، وليس قبله.
ويحتوي هذا المقطع على حيلة يمكن الكشف عنها عند عدّ الومضات الضوئية التي يمكن مشاهدتها.
وفي الحقيقة، يحتوي مقطع الفيديو على ومضتين. ولكن للوهلة الأولى، يتراءى لك أن هناك ثلاثة أصوات طنين، أحدها يظهر بين الومضتين. ويعتمد الدماغ على هذه النقطة من أجل التنبؤ بما سيحدث مستقبلا وافتراض أن هناك ومضة ضوء ثالثة في المنتصف. فضلا عن ذلك، تكشف هذه الحيلة أن الصوت والرؤية يمكن أن يتداخلا ويعرقلا بعضهما.
السهم الصحيح
وأشار الموقع، ثانيا، إلى حيلة السهم الصحيح من الأوهام التي أذهلت العالم هذه السنة. وخلال الوهم البصري، يعمل الدماغ على إيجاد الزوايا الصحيحة، حتى عندما لا يكون ذلك ضروريا.
وفي الواقع، يرى الدماغ بعض المنحنيات ويفترض أنها زوايا صحيحة.
يشار إلى هذه الظاهرة بعبارة وهم الأسطوانة الغامضة، حيث يحاول الدماغ إيجاد النظام من وسط الفوضى، ولكنه يجعلك تشاهد شيئا مختلفا تماما عن الواقع خلال هذه العملية.
اختفاء الألوان
وأورد الموقع، ثالثا، أن وهم اختفاء الألوان من الخداع البصرية التي حيرت الكثيرين خلال هذه السنة. وتظهر هذه الخدعة في صورة تبيّن لنا أن الألوان سوف تختفي بعد التحديق فيها.
وللقيام بهذه التجربة، عليك أن تختار نقطة محددة لتركيز نظرك عليها، وسترى أن الألوان ستبدأ بالاضمحلال، لأن الدماغ يحاول العمل بفاعلية ويحسن التأقلم مع المحفزات الجديدة. وتظهر هذه الحيلة ما يسميه العلماء تأثير تروكسلر.
وفي الحقيقة، يقوم دماغنا بهذا الأمربشكل يومي حتى نتمكن من التعود على المحفزات التي تتكرر بشكل دائم والتركيز على أشياء أخرى، على غرار صوت المكيّف، وتجاهل الشعور بالخاتم في أصابعنا.
بطة أم أرنب؟
وأضاف الموقع، رابعا، أن رسمة "بطة أم أرنب" تظهر أن العقل قد يقع في فخ تحديد الأشكال الموجودة في الصورة، حيث يمكننا رؤية نفس الشيء بطريقتين مختلفتين. ويكشف هذا الجانب بدوره أنه يمكننا أن نرى الأشياء كما نريدها نحن.
وقد يبدو أن الحيوان الموجود في الصورة، للوهلة الأولى، بطة في حين أنه يتراءى للبعض الآخر في شكل أرنب. وفي حال افترضت من النظرة الأولى أنها صورة بطة، ثم جاء شخص آخر وبيّن لك أنك مخطئ، فسيميل دماغك الآن إلى الاعتقاد بأن هذا الحيوان أرنب. ولكن في كل الأحوال، لا يمكنك رؤية الحيوانين في نفس الوقت.
نص حرب النجوم
وأوضح الموقع، خامسا، أن هناك حيلة تسمى وهم "نص حرب النجوم" وقد اكتشفها لأول مرة آرثور شابيرو، وهو خبير الوهم البصري وأستاذ في الجامعة الأمريكية.
ويوجد أيضا نسخة غير متحركة من هذه الحيلة، تسمى وهم البرج المائل، التي تفيد بأنه عند وضع صورتين متطابقتين لبرج بيزا المائل جنبا إلى جنب، فسيبدوان وكأنهما يسيران في اتجاهين مختلفين.
وترتبط هذه الحيلة بالطريقة التي ينظر بها دماغنا لنقاط التلاشي في الشاشة، أو نقطة اختفاء النص أو البرج. ولسبب غير معروف، يرى الدماغ النقاط المتلاشية في أماكن مختلفة عن الأماكن الحقيقية في النصين اللذين يتحركان في الشاشة، وذلك عند وضعهما جنبا إلى جنب.
أوهام سمعية
وكشف الموقع، سادسا، أن سنة 2018 تميزت أيضا بظهور أوهام سمعية، حيث انتشر على شبكة الإنترنت في أيار/ مايو من هذه السنة مقطع فيديو يحمل اسم "ياني أم لوريل".
وفي الواقع، تتشارك كلمتا ياني ولوريل التوقيت ذاته، وطاقة المحتوى، ولذلك يسهل الخلط بينهما. ويقول الخبراء إنه لا توجد علميا أي كلمة حقيقية، بل ما يحدث هو أن هنالك مجموعة من الترددات التي نسمعها ويقوم دماغنا بتحليلها.
وفي الواقع، يختار الدماغ كلمة ويقنع نفسه بأنها هي التي نطق بها، ولذلك، نسمعها بالشكل الذي اختاره الدماغ.
علاوة على ذلك، هناك عوامل أخرى خارجية تؤثر في اختيارنا، على غرار العمر، وحالة الأذن، وجودة سماعات الهاتف.
زوجتي وحماتي
وأكد الموقع، سابعا، أن لوحة "زوجتي وحماتي" التي تعد من الأوهام البصرية، قد ظهرت لأول مرة في بطاقة بريدية في ألمانيا نهاية القرن التاسع عشر.
وتظهر في هذه الصورة امرأتان، الأولى شابة تدير رأسها فوق كتفها، والثانية عجوز تنظر إلى الأمام مباشرة.
واختلف الكثيرون حول المرأة التي يرونها منذ الوهلة الأولى. وتوصلت دراسة جديدة إلى أن عمر الإنسان يمكن أن يؤثر على الجانب الذي يراه أولا.
وبيّن استطلاع رأي أن الأشخاص الأصغر سنا يرون الشابة أولا، أما كبار السن فيرون العجوز أولا.