أثارت تعهدات الرئيس السوداني عمر البشير بإجراء إصلاحات اقتصادية في البلاد، سخرية وانتقادات واسعة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان البشير قد وعد الاثنين، خلال لقائه بهيئة قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بإجراءات حقيقية تعيد ثقة المواطنين في القطاع المصرفي، وفقا لـوكالة أنباء السودان الرسمية "سونا".
وتعهد بإجراء إصلاحات اقتصادية توفر للمواطنين حياة كريمة، داعيا السودانيين إلى عدم الالتفات لما سماهم "مروجي الشائعات"، والحذر من الاستجابة لـ"محاولات زرع الإحباط".
اقرأ أيضا: البشير يعد بإصلاحات اقتصادية ويحذر من الالتفات للشائعات
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي وسوما عدة، وتفاعلا واسعا مع الاحتجاجات السودانية بين الأحزاب والحركات السياسية العربية وإعلاميين وحقوقيين، متسائلين: "هل سيشهد السودان ربيعا عربيا؟".
ولا يزال وسم "#مدن_السودان_تنتفض" الأبرز عبر مواقع التواصل، لمتابعة تطورات الاحتجاجات الشعبية بالصور والمقاطع المسجلة.
وعبر الوسم اليوم، تداول النشطاء أغنية أعدها عدد من المغنين السودانيين، منهم مغني الراب أيمن ماو، ولاقت انتشارا واسعا بين النشطاء على مواقع التواصل .
وتداول النشطاء أنباء الإضراب العام الذي اجتاح مدنا عدة، وتطورات المسيرة المتجهة إلى القصر الجمهوري بالخرطوم للمطالبة بتنحي البشير وإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية.
اقرأ أيضا: تواصل الدعوات لمسيرة اليوم وانتشار كثيف للجيش بالخرطوم
وتداول النشطاء صور ومقاطع لتكدس القوات المسلحة السودانية في مدينة ودمدني. واجتاحت مواقع التواصل سخرية واسعة من وعود البشير التي أطلقها أمس بإجراء إصلاحات اقتصادية في البلاد.
يشار إلى أن الاحتجاجات اشتعلت للتنديد بالغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد. فيما أكد شهود أن "أقل مقومات الحياة في المدن السودانية لا تتوفر، وإن توفرت فهي بأسعار مرتفعة".
وسقط خلال الاحتجاجات 8 قتلى بحسب السلطات، بينما تقول المعارضة إن عدد القتلى بلغ 22، فيما أكدت العفو الدولية في بيان لها مساء الاثنين، أن هناك 37 مواطنا سودانيا قتلوا على يد قوات الأمن منذ بداية الاحتجاجات. إضافة إلى عشرات الجرحى.
وقالت سارة جاكسون مساعدة مدير المنظمة غير الحكومية لمنطقة شرق أفريقيا والبحيرات الكبرى والقرن الأفريقي: "إن واقع استخدام قوات الأمن للقوة المميتة دون تمييز ضد المتظاهرين العزل هو أمر مقلق للغاية".
ودعت المنظمة السلطات إلى "وضع حد لاستخدام القوة المميتة وتجنب إراقة المزيد من الدماء بلا طائل".
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا الـ60 جنيها مقابل الدولار الواحد، وتعاني السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم حوالي الـ70 في المئة.
ورغم أن الاحتجاجات بدأت بالتنديد بغلاء المعيشة إلا أنها تحولت إلى الهتاف بإسقاط النظام على غرار الشعار الذي توج تظاهرات الربيع العربي في 2011.
إخوان السودان: نقف مع المواطن صفا واحدا ونرفض التخريب
مقتل 8 متظاهرين وإصابة العشرات يشعل الاحتجاجات بالخرطوم
روسيا تحتفي بزيارة البشير للأسد وتوجه رسائل للجامعة العربية