نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن نجم
كرة القدم غير النمطي، محمد
صلاح، الذي يؤكد في كل مناسبة على تواضعه وقربه من الفئات المهمشة. إضافة إلى ذلك، لم ينس صلاح أصوله، وتعوّد على التعبير عن رأيه بكل صراحة والتنديد بما يعارضه.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن القضية الأخيرة التي يدافع عنها صلاح تتعلق بحقوق الحيوان، خاصة بعد موافقة النظام
المصري على تصدير الكلاب والقطط الضالة إلى البلدان التي يستهلك فيها لحوم هذه الحيوانات. واعتبر نجم كرة القدم أن هذا السلوك غير مقبول.
وأضافت الصحيفة أن نجم ليفربول رفع شعار "لا لانتهاك حقوق الحيوان" على حسابه في موقع التويتر، الذي صاحبته صورة له رفقة قطين. وقد انضم إلى صلاح العديد من المشاهير للتنديد بقرار وزارة الزراعة المصرية بالسماح بتصدير 4100 من القطط والكلاب الموجودة في شوارع هذه الدولة العربية.
وأضافت الصحيفة أنه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فتحت برلمانية مصرية باب الجدل حول حقوق الحيوان في مصر، حين اقترحت تصدير الكلاب لحل مشكلة 22 مليون نوع من هذه الحيوانات التي تجوب الشوارع المصرية. واقترحت أن "يتم تجميع الكلاب في الصحراء، وتقديم نظام غذائي صحي لها قبل تصديرها".
وأوردت الصحيفة أن النائبة المصرية، مارجريت عازر، اقترحت أن كوريا الجنوبية وجهة مثالية لتصدير الكلاب المصرية، واعتبرت أن مصر فشلت في حل مشكلة الكلاب الضالة التي لا تكون إلا عبر تصديرها.
ونقلت الصحيفة أن انتقاد محمد صلاح للقرار الوزاري المصري الذي يهدد حقوق الحيوانات في مصر، والجدل الذي أثاره موقفه في مصر؛ من العوامل التي جعلت نظام المشير السابق، عبد الفتاح السيسي، ينفي وجود خطة للتخلص من الكلاب المصرية وإرسال إلى الدول الآسيوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف صلاح من انتهاك مصر لحقوق الحيوان ليس التحدي الأول الذي يقوده
النجم العالمي ضد حكومة بلاده. ويذكر أنه في مناسبة سابقة، هدد صلاح بمغادرة المنتخب المصري بعد تجربته السيئة في الشيشان الصيف الماضي.
وذكرت الصحيفة أن صلاح عرف برفضه التدخل في الشؤون السياسية واختار تكريس نشاطه للأعمال الخيرية. ولهذا السبب، شعر صلاح بأن الرئيس الشيشاني قد استغل شهرته لتبييض صورته، وهو ما أثار غضبه.
وأوضحت الصحيفة أن صلاح لم يتردد دائما في التنديد بالممارسات التي يعارضها. ولا تعد حادثة الشيشان الخلاف الأول بينه وبين منتخب بلاده. وفي وقت سابق، ندد النجم المصري بالمعاملة السيئة التي يتلقاها من الاتحاد المصري، الذي عرف بإدارته السيئة، وبقي في خلاف معه لعدة أشهر. وبرر موقفه بأنه "لا يريد معاملة خاصة أو أن يتم تمييزه عن زملائه".
وأوردت الصحيفة أن صلاح طالب في العديد من المرات بتوفير ظروف ملائمة لعناصر المنتخب المصري. وشدد أيضا على ضرورة توفير حماية لهم عند السفر؛ الأمر الذي تجاهله الاتحاد المصري.
وبينت الصحيفة أن صلاح ندد أيضا بعدم معاملة منتخبه كما يجب وتقديم امتيازات له على غرار باقي منتخبات القارة الأفريقية. وفي إحدى المناسبات، أشار إلى أن السفر في الدرجة السياحية أمر يرهق اللاعب، ومن الواجب أن يسافر اللاعبون في الدرجة الأولى.
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن صلاح يبرهن على تواضعه في جميع المناسبات، وخير دليل على ذلك أنه اختار أن يبعد عائلته عن أضواء الإعلام كي يعيشوا حياتهم الخاصة بسلام. بالإضافة إلى ذلك، لا يتردد صلاح في الحديث عن مشاكله التي سبقت وصوله إلى النجومية، وهو ما حوله إلى أيقونة ومثال يحتذى به في نظر الشباب العربي المحبط.