طرحت زيارة وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، إلى دولة تركيا رغم هجوم الجنرال حفتر المتكرر على أنقرة، مزيدا من التساؤلات حول دلالة هذا التقارب بين الحكومة الليبية وبين أنقرة وخاصة في الناحية العسكرية والأمنية.
وناقش باشاغا خلال لقائه بنظيره التركي، سليمان صويلو، بالعاصمة التركية أنقرة آلية استمرار التعاون بين البلدين حول تدريب الشرطة الليبية، وتبادل المعلومات الأمنية، إضافة إلى التعاون في مكافحة جميع أشكال الإرهاب"، بحسب وكالة "الأناضول".
زيارات عسكرية
وقام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في الخامس من أيار/نوفمبر الماضي بزيارة ضمت وفدا عسكريا كبيرا إلى العاصمة الليبية طرابلس، أجرى خلالها سلسلة لقاءات مع كل من رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، ورئيس الأركان الليبية، عبد الرحمن الطويل ووزير الداخلية فتحي باشاغا، ورئيس مجلس الدولة، خالد المشري، بحث فيها التعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية بين البلدين.
اقرأ أيضا: 2018.. عام المؤتمرات والاشتباكات والانتخابات في ليبيا
وخلال الزيارة الملفتة لوفد تركي عسكري كبير، أكد أكار أن "تركيا قادرة على المساعدة في حل بعض المشاكل التي تعاني منها ليبيا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وأن بلاده ترغب في التعاون الأمني مع ليبيا وتكثيف اللقاءات والتعاون بين البلدين".
وجاءت زيارة "باشاغا" إلى أنقرة لتؤكد على التقارب بين حكومة الوفاق وتركيا، ما يثير تساؤلات من قبيل: ما سر هذا التقارب الآن؟ وهل الزيارة جاءت نكاية في "حفتر" الذي اتهم "تركيا" مرارا بدعم الإرهاب في ليبيا؟
دعم "ثوار مصراتة"
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إن "التعاون العسكرى والأمني بين ليبيا وتركيا قائم منذ بداية إعلان تحرير ليبيا من قبضة "القذافي" نهاية 2011، وقد تم إرسال عدة مجموعات من الجيش والشرطة للتدريب في تركيا كما هو الحال في دول أخرى".
واستدرك قائلا لـ"عربي21": "لكن الساسة الأتراك يميلون إلى مساعدة ثوار مدينة "مصراتة" (غرب ليبيا)، ووزير الداخلية الليبي الحالي من نفس المدينة، بل من خلال اسمه قد تكون له أصول تركية".
مكاسب أمنية
وأشار الكاتب من الشرق الليبي، نصر عقوب إلى أن "اجتماعات وزير الداخلية الليبي مع نظيره التركي ومن قبل مع سفراء أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا تهدف كلها إلى تحقيق مكاسب سياسية وأمنية وإلى دعم حكومة "السراج".
وأضاف لـ"عربي21": "والتعاون الذي أعلنه الطرفان هدفه بناء منظومة أمنية جديدة تحت سلطة وسيطرة الحكومة الليبية في طرابلس، ولا أظن أن للزيارة علاقة بتصريحات "حفتر" المتكررة ضد تركيا، وإنما هدفها عملية تغيير وإبدال للمنظومة الأمنية".
متفجرات "تركية"
لكن الناشط المقرب من القيادة العامة في الشرق الليبي، فتح الله غيضان أشار إلى أن "الوزير الليبي تجاهل مناقشة ضبط حاويتين قادمتين من تركيا في ميناء الخمس الليبي البحري محملتين بالأسلحة والمتفجرات، في حين أنه أعلن مساندته لأنقرة في حربها ضد المعارض التركي فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني".
اقرأ أيضا: الذكرى الثالثة للاتفاق السياسي الليبي.. ما الذي تحقق؟
وفي تعليقه على علاقة الزيارة بـ"حفتر"، قال لـ"عربي21": "مسألة النكاية في "المشير حفتر" غير واردة بالمرة لأن تعامل هؤلاء مع تركيا منذ سنوات وليس الأمر بجديد، فهم (الغرب الليبي والحكومة) على تواصل مستمر مع الحكومة التركية الداعمة لتنظيم الإخوان وحكومة الوفاق "غير الشرعية".
سياسة حكيمة
في حين أكد وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "انفتاح حكومة الوفاق على كافة الدول والاستفادة من خبرتها في بناء القدرات هي سياسة حكيمة، أما خلق العداوات واتهام الدول فهي سياسة عرفها الشعب الليبي وجرب نتائجها على مدى فترة حكم معمر القذافي وهي طريق مسدودة ينبغي عدم سلوكه".
واستبعد الوزير الليبي وجود أي علاقة بين الزيارة وهجوم حفتر المتكرر على تركيا، مضيفا لـ"عربي21": "هذه الزيارات لا تتم بشكل مفاجئ، ولا أعتقد أن حكومة الوفاق تصرفت من منطلق ردة الفعل، فالحكومة تحتاج فعلا إلى مساعدة في مجال بناء الشرطة وأجهزتها ولا يمكن التفريط في الخبرة التركية لمجرد حملة دعائية اعتاد عليها الناس".
محتجون يقتحمون مقر المجلس الرئاسي الليبي في طرابلس (صورة)
بوجود حفتر في عمّان.. العاهل الأردني يلتقي السرّاج
دول جوار ليبيا تجتمع بالخرطوم.. ما الجديد الذي ستقدمه للأزمة؟