بعد اختيار الرياض عاصمة للإعلام العربي.. تساؤلات عن خاشقجي

أطلقت وزارة الإعلام السعودية، الشعار الرسمي لإعلان "الرياض عاصمة الإعلام العربي" 2018/2019 في ظل تورط المملكة باغتيال الصحفي جمال خاشقجي، واتهامات لها بسجن وملاحقة نشطاء إعلاميين سعوديين داخل وخارج البلاد.

وأشارت الوزارة إلى أن الشعار يعكس "هوية الرياض الضاربة في عمق الزمن، التي تجمع العراقة والأصالة التاريخية".

وكان مجلس وزراء الإعلام العرب، قرر في دورته التاسعة والعشرين، التي عقدت في 9 أيار/مايو الماضي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة،إعلان الرياض عاصمة للإعلام العربي .

ومن المزمع أن تقيم وزارة الإعلام السعودية احتفالا الاثنين، بمناسبة إعلان الرياض عاصمة للإعلام العربي، بحضور وزراء إعلام عرب، ومسؤولين بجامعة الدول العربية وصحفيين.

قمع الصحافة

وكانت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، أشارت في بيان الشهر الماضي بمناسبة اليوم الدولي لـ"إنهاء إفلات العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين"، إلى أن تصنيف السعودية في حرية الصحفيين، يتراجع "مع تزايد أنواع العنف الخطيرة، في المملكة".

واستعرضت المنظمة في بيانها حالات لعشرات "الكتاب والصحفيين والإعلاميين والمدونيين السعوديين، الذين شملتهم حملات الاعتقال التعسفي وإلصاق تهم العمالة والتجسس بهم".

ولفتت المنظمة إلى أن "الرياض لا تزال تطوّق عمل الصحفيين، وتمنع الوسائل الإعلامية الحرة كافة من العمل فيها، وتلاحقهم من خلال الاعتقالات التعسفية والمحاكمات غير العادلة والأحكام الجائرة، كما تطوقهم بقوانين وسياسات تشرّع انتهاكات ممنهجة لحرية الصحافة"، بحسب بيانها.

واستهجن عدد من المغردين، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اختيار الرياضة عاصمة للإعلام العربي، في ظل الانتهاكات بحق الصحفيين وآخرها اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، في الثاني من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

وقال أحد المغردين معلقا على إعلان الشعار:

وقال مغرد آخر:

وتساءل مغرد آخر "بأي حق صارت الرياض عاصمة للإعلام العربي وهي ما عندها وسائل إعلام حقيقة".

. فيما سخر آخر من الإعلان وأرفق صورة منشار في تغريدته وقال:

تضخيم الحدث

الإعلامي المصري قطب العربي قال، إن اختيار الرياض عاصمة للإعلام العربي، "اختيار غير مناسب وسيئ في ظل الأساليب التي تمارس بحق الصحفيين"

وأوضح العربي لـ"عربي21" أن الاختيار جاء من أطراف "لا تقل سوءا عن المملكة، والجامعة العربية تضم دولا لديها سجلات سيئة، في الحالة الإعلامية"، لكنه أشار إلى أن سجل المملكة "يتفوق على تلك الدول" بأنه "الأكثر قمعا وتكبيلا للحريات الصحفية".

وأشار إلى أن "السعودية حالها حال مصر في قمع الصحفيين، واعتماد نظام الصوت الواحد الذي يسبح بحمد الملك وولي عهده فقط، ولا يسمح لبقية الأصوات بالتعبير عن آرائها".

وبشأن حشد الإعلاميين والمسؤولين العرب للمشاركة في الفعاليات بحسب إعلان وزارة الإعلام السعودية، قال العربي: "الرياض تستطيع بالمال شراء العديد من الأشخاص المحسوبين على عالم الصحافة، ولديها شبكة قنوات تروج لها صباح مساء داخليا وخارجيا"، مشيرا إلى "فترة وفاة الملك عبد الله وكيف تفاجأ الناس بالعديد من القنوات أنها ممولة سعوديا حين قطعت بثها، وأذاعت القرآن الكريم ومنها قنوات مخصصة للأغاني والأزياء".

وأضاف: "تضخيم الحدث سيكون الهدف الرئيسي للسعوديين من وراء هذه الفعالية، من أجل التغطية على قضية اغتيال جمال خاشقجي، وسحب الأضواء من المسألة التي شغلت العالم خلال الفترة الماضية".