حذرت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، من خطورة حالة الضعف التي تعاني منها السلطة الفلسطينية "العاجزة" وأجهزتها الأمنية المختلفة، والتي تتسبب بفراغ تدخل إليه حركة "حماس" بقوة.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري، أليكس فيشمان، أن هناك "مصلحة لأحد ما في القيادة السياسية الإسرائيلية، بأن تبقى عيون الجمهور الإسرائيلية نحو غزة، وآذانه تنصت لما يجري في سوريا ولبنان، وهم يتصورون مع الجنود ولا يتصارعون مع المسائل الأيديولوجية".
وذكرت أن عملية "معالجة الانفجار الأمني الآخذ في النضوج على جبهة الضفة الغربية، يفضلون إبعاده عن الأضواء، وهم ينجحون في ذلك"، موضحة أن العمليات التي نفذت في الضفة خلال هذا العام، قتل فيها عشرة إسرائيليين وأصيب 76 آخرون، وهذا العدد أكثر من العدد الذي وقع في جبهة غزة وجبهة الشمال معا".
وأضافت: "عندما تقع مثل هذه العملية يستيقظون للحظة، ويسألون الأسئلة المجردة؛ أين كان جهاز الأمن العام؟، ماذا حصل للجيش؟، كيف لم يعرفوا ويمنعوا هذا؟، وماذا عن الردع؟، وبعدها يعودون للغرق في الهدوء الخادع".
اقرأ أيضا: الاحتلال قلق من تزايد نجاح العمليات بالضفة.. من خلفها؟
ونوهت "يديعوت"،إلى أنه "بعد كل عملية تنتج القيادة السياسية، صلية من التعابير الوطنية الحماسية، أما التصدي الجدي فلا يوجد".
وأضافت: "وحتى عندما ظهر رئيس الأركان ورئيس جهاز "الشاباك"، في الأسابيع الأخيرة أمام لجنة الخارجية والأمن (التابعة للكنيسيت) ويحذران من دمل العنف الذي ينمو في الضفة، لا يكون هذا في الصدارة إلا ليوم واحد".
وأكدت أن "المعطيات التي يعرضها قادة جهاز الأمن الإسرائيلي، تشير إلى ارتفاع جوهري في مدى العمليات، في محاولات العمليات وفي الإخطارات الواردة من الضفة".
وكشفت الصحيفة، أن "جهاز الشاباك اعتقل حتى الآن في هذا العام 250 خلية تنتمي لحماس، في حين بلغ مجموع الاعتقالات في عام 2017، 148 خلية كهذه"، معتبرة أن "هذه القفزة في عدد الخلايا والمجموعات المعتقلة؛ ليست صدفة".
وزعمت أن "الفكرة التي توجه حماس والتي تعودت إسرائيل التعايش معها؛ هي أن حماس تريد تدمير السلطة، والمس بإسرائيل، والوصول إلى تسوية في غزة"، مؤكدا أن المؤشرات تدلل على "زيادة نجاح العمليات بشكل أكبر في الخروج إلى حيز التنفيذ".
اقرأ أيضا: بداية تصعيد مسلح.. هكذا قرأ مختصون عملية إطلاق النار بالضفة
و"تفيد المعطيات بأن الثقوب في شبكة جهاز الأمن لم تتسع أو تضعف، ولكن كمية السمك أكثر بكثير"، وفق وصف الصحيفة، التي بينت أنه "تم إحباط نحو 400 عملية في2017، ذات مغزى (اختطاف، إطلاق نار وعبوات)، في حين تم إحباط 530 عملية هذا العام، وكل واحدة منها كان من شأنها أن تنتهي بعشرات المصابين".
ورأت أن عملية إطلاق النار مساء الأحد، بالقرب من مستوطنة "عوفرا"، هي "قطعة أخرى في لوحة الفسيفساء لصورة العمليات"، موضحا أن تحذيرات رئيس المخابرات ورئيس الأركان، تشي بأن "السلطة الفلسطينية توجد في مسيرة جوهرية من الضعف، فهي لا تمتلك أي إنجاز يمكن أن تعرضه لجمهورها وهكذا تفقد السلطة الشارع الفلسطيني".
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن السلطة في نظر الفلسطينيين "جسم عاجز، بخلاف حركة حماس؛ فالسلطة غير قادرة على الضغط على إسرائيل، في حين الحكومة الإسرائيلية تفعل كل شيء لتعميق هذا الميل".
ونوهت إلى أنه "حين تضعف السلطة وأجهزتها الأمنية وتفقد قوتها، تدخل حماس بكامل قوتها لهذا الفراغ وتوفر الوقود للطاقات التي تعتمل في الميدان"، مضيفة: "عملية عوفرا؛ هي تذكير آخر بذلك، سننساه يوم غد".
الاحتلال قلق من تزايد نجاح العمليات بالضفة.. من خلفها؟
جيش الاحتلال يتدرب على سيناريوهات لقتال حماس وحزب الله
نتنياهو: قطاع غزة سيبقى أولى أولويات الحكومة والجيش