نشر معهد حقوقي، تقريرا تحدث عن شهادة صادمة، لتعذيب طالبة جامعية معتقلة في المملكة السعودية، قال إنها "اعتقلت بشكل تعسفي"، مشيرا إلى تورط مستشار لولي العهد السعودي بتعذيب نشطاء بإشراف منه.
والطالبة تدرس في جامعة "الإمام"، وتدعى "شدن خالد العنزي"، معتقلة منذ سبعة أشهر، دون سبب قانوني، وفق تقرير معهد باريس الفرانكفوني للحريات، الذي حصلت "عربي21"، على نسخة منه.
ونقل المعهد شهادة شفوية صادمة عن تعذيب ممنهج تعرضت له الطالبة شدن، بعد اعتقال تعسفي على خلفية دعوى كيدية، وفق ما أورده.
وأفاد المعهد بأن رسالة وصلت إليه من معتقلة أفرج عنها مؤخرا من سجن سعودي، نقلت معاناة الطالبة شدن، التي أوردت أنها تتعرض لحبس انفرادي وتعذيب جسدي بما يصل إلى الصعق بالكهرباء، إضافة إلى تعذيب نفسي.
وذكر معهد باريس وهو منظمة حقوقية دولية، أن شدن تم اعتقالها على خلفية دعوى كيدية بقرار من النيابة العامة السعودية، بزعم توجيهها انتقادات للسلطات السعودية في مكان دراستها، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
تورط القحطاني
واتهم المعهد سعود القحطاني، المساعد البارز السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأن ما يمارس من تعذيب بحق معتقلي ومعتقلات الرأي في السعودية يأتي في ظل رعاية رسمية منه.
وكان القحطاني أقيل لدوره في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر.
اقرأ أيضا: رويترز: القحطاني أشرف على تعذيب معتقلة.. وهذا وضع الأخريات
وفرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بسبب مقتل خاشقجي، الذي كان كاتبا لمقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأكد معهد باريس الحقوقي أن تعذيبا ممنهجا تتعرض له معتقلات الرأي في السعودية، أغلبهن من الداعيات لحق النساء في قيادة السيارات، ومن المطالبات بإنهاء نظام ولاية الرجل لتمكين النساء السعوديات من حقوقهن، ولا يعرف تحديدا أماكن احتجازهن وما يتعرضن له، رغم ترويج الرياض أنه بات من المسموح للمرأة القيادة.
مطالب حقوقية
وطالب معهد باريس الحقوقي في تقريره، بتدخل دولي للضغط على السلطات السعودية لضمان سماحها لمراقبين مستقلين دوليين بالوصول إلى ناشطات حقوق الإنسان السعوديات المعتقلات للتأكد من سلامتهن.
وطالب كذلك بضرورة تبييض السجون السعودية من مئات معتقلي ومعتقلات الرأي والدعاة والأكاديميين والناشطين الحقوقيين الذين يشكل استمرار اعتقالهم جميعا تعسفيا صورة واضحة لتحول المملكة إلى سجن كبير للمعارضين.
اقرأ أيضا: عسيري والقحطاني باتا مهددين بتحويلهما للإنتربول الدولي
وأكد معهد باريس الفرانكفوني للحريات، أن على السعودية التحقيق فورا وبطريقة موثوقة في ادعاءات سوء المعاملة أثناء الاحتجاز، ومحاسبة أي متورط في التعذيب وإساءة معاملة المحتجزات، وتوفير العدالة للناشطات اللواتي أُسيئت معاملتهن خلال الاحتجاز المطوّل قبل المحاكمة.
وشدد على مطالبته بالتحرّك الدولي سريعا وفقا للأدلة المتكررة على التعذيب الوحشي للناشطات الحقوقيات في السعودية، ومطالبة السلطات فيها علنا بالإفراج عن جميع النشطاء السلميين فورا أو فرض عقوبات على الرياض ومقاطعتها.
وجدد المعهد الحقوقي التأكيد أن الاعتقالات التعسفية في السعودية تخالف أدنى التزاماتها بالقوانين والمواثيق الدولية وما تنص عليه مبادئ حقوق الإنسان العالمية.
وخرجت للأضواء أدوار عدة مثيرة للجدل للقحطاني في السعودية، بدأت تتكشف بعد قضية مقتل خاشقجي.
اتهامات للسلطات الأسترالية بتعذيب طالبي اللجوء
"الأورومتوسطي" يحمل السعودية مسؤولية إخفاء ثلاثة ليبيين
السعودية تنفي تعذيب المعتقلين وتدافع عن نظامها القضائي