تظاهر المئات من اللاجئين السوريين، أمس السبت، جنوب الدنمارك، احتجاجا على قرارات الحكومة بإجراء تعديلات على وضعهم في البلاد، في حين أكد أعضاء من اللجنة المنسقة للتظاهرة لـ"عربي21" أن الاحتجاجات ستتواصل في أكثر من مدينة، في الأيام المقبلة.
وأجج توافق أحزاب الحكومة الدنماركية على إجراء تعديلات على وضع اللاجئين بصفة مؤقتة في البلاد (إلغاء الإقامة الدائمة)، مخاوف نحو 30 ألف لاجئ سوري في الدنمارك، داعين للتحرك قبيل المصادقة عليها من قبل البرلمان، الأسبوع المقبل.
وأرجع عضو منظمة "فنجان الثقافية" الداعية للتظاهر، عاصم سويد، في حديثه لـ"عربي21"، التوجه الحكومي الدنماركي إلى خلفيات عنصرية، متهما "حزب الشعب" اليميني، الذي يقف وراء التعديلات بالعنصرية ومعاداة اللاجئين.
وأوضح أن الحكومة الدنماركية اضطرت إلى مجاراة حزب الشعب اليميني الداعم الرئيسي لها، الممتلك للأكثرية في البرلمان، مبينا أن القرار في حال اعتماده من البرلمان، سيؤدي إلى حرمان اللاجئين السوريين من الإقامة الدائمة، وتخفيض الإعانة المالية لتكون غير قادرة على تغطية إيجار المنزل.
وأضاف سويد أن نحو 4600 لاجئ سوري (إقامة مؤقتة)، سيكونون في مواجهة خطر الترحيل إلى النظام السوري في حال لم يتم تجديد إقامتهم، مؤكدا أن الدنمارك تمنح ثلاثة أنواع من الإقامة، لجوء سياسي، لجوء إنساني، لجوء حماية مؤقتة (إقامة مدتها عام واحد، تجدد تلقائيا).
اقرأ أيضا: معارض سوري: نؤيد عودة اللاجئين لكن بعد تسوية سياسية
وعن خلفيات القرار والتعديلات الجديدة، استبعد عضو منظمة "فنجان الثقافية" أن يكون وراء ذلك خلفيات اقتصادية، وقال إن "حزب الشعب الدنماركي، يقوم بالتحريض على اللاجئين السوريين عبر دعايات تحض على العنصرية ضد الإسلام".
وبالمقابل، شدد سويد على رفض اللاجئين السوريين لهذه القرارات التي وصفها بـ"المجحفة والظالمة"، وقال سنواصل التصعيد بالتظاهرات إلى أن تستجيب الحكومة، مؤكدا أن اللجنة المنسقة تلقت ردودا إيجابية من المنظمات الحقوقية الدنماركية.
بدوره، عبّر طبيب الأسنان شادي توتنجي، في حديثه لـ"عربي21"، عن حزنه البالغ، ومخاوفه على مصير عائلته وأطفاله، مبينا أن "أطفاله الذين أتقنوا اللغة الدنماركية، وتفوقوا على أقرانهم من الأطفال الدنماركين، اليوم مهددون بالترحيل إلى جزيرة معزولة أو إلى النظام السوري".
واعتبر توتنجي، أن الحكومة الدنماركية عندما منحت اللاجئين السوريين، إنما هي نصبت الفخ لهم، فهي حرمتهم من اللجوء في بلدان أوروبية أخرى، واليوم هي تهددهم بالترحيل.
وسخر الطبيب من تخصيص الحكومة الدنماركية لمبلغ مالي كبير لكل لاجئ سوري يعود إلى سوريا (10 آلاف دولار أمريكي لكل فرد)، وقال "ماذا سنفعل بالأموال، والسجن ينتظرني فور وصولي مطار دمشق".
اقرأ أيضا: محكمة مجرية تبرئ مصورة ركلت وعرقلت لاجئين سوريين
ولفت إلى أن اسمه من بين الأسماء المطلوبة لأجهزة النظام المخابراتية، مشيرا إلى وهمية وزيف مراسيم العفو التي يصدرها رئيس النظام بشار الأسد.
وأكد توتنجي على استمرار التظاهرات والاعتصامات إلى حين الاستماع إلى مطالب اللاجئين المحقة والعادلة، حسب وصفه.
ووفق التعديل الجديد، يتمكن الواصلون إلى الدنمارك منذ ثلاث أو أربع سنوات، من الحصول على مبالغ مالية كبيرة لمرة واحدة للاجئين العائدين، بذريعة أن هؤلاء غير مناسبين للمجتمع الدنماركي.
كيف يستعيد العراقيون الثقة بعملية سياسية نخرها الفساد؟
بري يكشف عن آليات جديدة لحل "العقدة السنية" لتشكيل الحكومة
أنصار الحريري يغلقون طرقا ببيروت إثر سخرية سياسي منه (صور)