نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها لشؤون الدفاع والجيش، ميسي ريان، تقول فيه إن أعضاء الكونغرس استمروا يوم الثلاثاء بالضغط على إدارة ترامب بخصوص مشاركتها في الحرب الأهلية اليمنية، في وقت تستمر فيه معاناة المدنيين، ويستمر فيه البيت الأبيض بدعم حملة السعودية هناك، ما يغذي المعارضة في الكونغرس.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الطريقة التي قام فيها الشيوخ بمساءلة المرشحين لمناصب عليا في إدارة ترامب قدمت مؤشرات جديدة عن كيف أصبح دفاع الإدارة عن السعودية بالرغم من الحرب المدمرة في اليمن، ودور المملكة في قتل الصحافي جمال خاشقجي، القضية الرئيسية لمنتقدي سياسة الرئيس ترامب الخارجية من الحزبين.
وتذكر ريان أن أمريكا قامت في عام 2015 بتقديم الدعم العسكري، بما في ذلك مشاركة المعلومات الاستخباراتية، والمساعدة اللوجستية، وحتى الشهر الماضي تزويد الطائرات القتالية بالوقود، للسعودية ودول أخرى تحارب الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه الحرب ولدت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتركت ملايين اليمنيين محرومين من المواد الغذائية والعناية الصحية الكافية، فيما يحذر المنتقدون بأن المساعدات الأمريكية المستمرة للتحالف الذي تقوده السعودية سيديم الحرب، وربما يؤدي إلى انزلاق الملايين نحو الحرمان.
وينوه التقرير إلى أن الفريق في البحرية، كينيث ماكنيزي جونيار، مرشح ترامب للقيادة المركزية، دافع عن المشاركة الأمريكية، حيث حاجج بأنها تخدم هدف تحقيق السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة دوليا، وقال: "أعتقد أن قدرتنا على المشاركة ودفع تلك المفاوضات يحتاجان أن نكون على اتصال بكل من الإمارات والسعودية".
وتفيد الكاتبة بأن ماكنزي تحدث بعد أقل من أسبوع من تصويت مجلس الشيوخ للدفع بتشريع يفرض على الجيش الأمريكي إنهاء دوره في الصراع مع الحوثيين، وفي الوقت الذي كانت فيه المعارضة تزيد بصمت لأشهر طويلة، إلا أن دعم إدارة ترامب للقيادة السعودية بعد جريمة القتل البشعة لخاشقجي كانت بمثابة الصدمة التي دفعت المنتقدين للعمل، ويتوقع ان تتم مناقشة التشريع الأسبوع القادم.
وتشير الصحيفة إلى أن السيناتور تيم كين (ديمقراطي فيرجينيا) عبر عن إحباطه فيما أسماه "قضية مصداقية" متجذرة في تصوير الإدارة لدورها في الحرب، وقال "لقد شاهدنا قيادات عسكرية يقفون أمام الشيوخ، ويقولون إننا لسنا متورطين في العمليات القتالية دعما لأي جانب في الحرب الأهلية اليمنية".
وينقل التقرير عن كين، قوله: "أحد الأسباب التي تجعلنا نناقش هذا الموضوع .. هو أننا لا نحب أن يقال لنا -ونحن وكلاء للشعب الأمريكي- لا نحب أن يقال لنا إننا لسنا متورطين في القتال، عندما تكون القنابل التي تسقط من صناعة أمريكية، وعندما تكون الطائرات الأمريكية تزود الطائرات السعودية التي تقوم بطلعات قصف في اليمن بالوقود.. إن في ذلك إهانة لنا.. ولا نجد ذلك قابلا للتصديق".
وتقول ريان إن محامي البنتاغون يصرون على أن الدور الأمريكي في اليمن لا يصل إلى العتبة القانونية للمشاركة في القتال، مشيرة إلى أنه كانت أمام أعضاء البرلمان فرصة ثانية للتعبير عن آرائهم بعد ذلك بساعات، عندما مثل كريستوفر هنزل، المرشح ليكون السفير الأمريكي القادم لليمن، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وهنزل يعمل حاليا قائما بأعمال السفير في السفارة الأمريكية في الرياض.
وتذكر الصحيفة أن معظم الأسئلة في جلسة المصادقة على تعيين هنزل وعدد من المرشحين الدبلوماسيين كانت حول اليمن، لافتة إلى أن الشهادات جاءت في وقت تحضر فيه الأطراف المتحاربة في اليمن للمفاوضات في السويد بوساطة من الأمم المتحدة، التي إن نجحت فإنها ستشكل معلما إيجابيا فيما يبدو مشهدا كئيبا.
وبحسب التقرير، فإن هنزل، مثل ماكنزي، دافع عن الدعم الأمريكي للتحالف، الذي قال إنه اتخذ خطوات للتقليل من وقوع ضحايا مدنيين في غاراته الجوية التي تستهدف الحوثيين، فيما يقول الناقدون إنه لم يحصل أي تقدم يذكر.
وتنقل الكاتبة عن المرشحين، قولهم إن المشاركة الأمريكية تبقى مهمة لجعل الظروف مواتية لحملة موازية ضد "المتطرفين الإسلاميين"، الذين سعوا إلى استهداف الغرب، وهي عملية كانت من أولويات البنتاغون، مشيرة إلى قول ماكنزي إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تم "إضعافه بشكل كبير" في عمليات مكافحة للإرهاب على مدى العام الماضي.
وتجد الصحيفة أنه مع أن معظم الانتقاد جاء من الديمقراطيين، إلا أن عددا من الأعضاء الجمهوريين شاركوا في التشكيك في سياسة الإدارة في الخليج، بمن فيهم السيناتور تود يونغ (جمهوري عن إنديانا)، الذي قال لهنزل إنه يعتقد أن أمريكا لم تستخدم نفوذها على السعودية لضمان نهاية للقتال.
ويذهب التقرير إلى أن تلك الشهادة وفرت مؤشرات إضافية على أن إدارة ترامب تشارك وجهة نظر دول الخليج، بأن اليمن أصبح مسرحا رئيسيا لمحاولة إيران بسط نفوذها في الشرق الأوسط.
وتورد ريان نقلا عن هنزل، قوله في شهادته: "الحرب في اليمن عقدت جهودنا في مكافحة الإرهاب، وساعدت الطموحات الإيرانية، وأدت إلى مزيد من تهديد الاستقرار الإقليمي".
وتذكر الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين قاموا الأسبوع الماضي بعرض أسلحة قالوا إنها تظهر أن إيران تدعم الحوثيين الذين يطلقون الصواريخ على السعودية، ويهاجمون السفن في البحر.
ويلفت التقرير إلى أن جلسات الاستماع تلك تمت في الوقت الذي قامت فيه مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل بالظهور أمام عدد من الشيوخ الرئيسيين؛ لتقديم إحاطة بما توصلت إليه المخابرات الأمريكية بشأن وفاة خاشقجي.
وتستدرك الكاتبة بأنه في الوقت الذي قامت فيه المملكة بتحديد هوية مجموعة من الرجال الذين قالت إنهم مسؤولون عن مقتل خاشقجي، إلا أن عددا متزايدا من أعضاء الكونغرس يقولون بأن على الإدارة أن تفعل المزيد لتحديد الدور الذي قد يكون ولي العهد محمد بن سلمان قام به، فيما قالت السلطات السعودية إنها عملية مارقة.
وتنوه الصحيفة إلى أن شهادة ماكنزي جاءت مصاحبة لشهادة الفريق المرشح لقيادة العمليات الخاصة ريتشارد كلارك، الذي وصف الحرب في أفغانستان بأنها "وصلت إلى طريق مسدود بشكل كبير"، بالرغم من التدخل الأمريكي، وتدخل التحالف على مدى 17 عاما، وأعرب عن ثقته بأن الظروف مواتية لصالح التفاوض السلمي مع حركة طالبان، لكنه حذر من أن القوات الأفغانية ربما لا تكون قادرة على حماية البلد بنجاح إن غادرت القوات الأجنبية.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول كلارك إنه سيعمل على أقلمة قوات العمليات الخاصة للوفاء بتفويض البنتاغون الجديد للسباق بفعالية أكثر مع روسيا والصين، في الوقت الذي تبقي فيه على تركيزها الذي دام عشرين عاما على المجموعات المتطرفة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
بلومبيرغ: هل سينجح غراهام بتغيير النظام في السعودية؟
ذا أتلانتك: هل أفسدت الأموال السعودية ترامب؟
موقع بريطاني: هل يمكن للكونغرس إيقاف "جرائم" السعودية؟