جاءت زيارة اللواء الليبي، خليفة حفتر المفاجئة وغير معلنة إلى إيطاليا لتطرح بعض التساؤلات في هذا التوقيت، خاصة حول مصير منافسه رئيس الحكومة، فائز السراج والذي يصر البرلمان ومجلس الدولة على تغييره قريبا.
وذكرت صحف إيطالية أن "زيارة حفتر إلى روما قد
تناقش ترتيبات تتعلق بمصير السراج، بعد حالة الضعف لحكومته والحديث عن تغيير وشيك
له ولمجلسه الحالي، خاصة أن الزيارة ستشمل لقاء مع السفير الأمريكي في تونس،
والمسؤول عن ملف ليبيا، دانيال روبنشتاين".
تخلي عن "السراج"
وذكرت صحيفة "ليناردو" الإيطالية أن "حفتر سيلتقي رئيس الوزراء
الإيطالي، جوزبيي كونتي وأن الاجتماعات ستناقش خطة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار
في ليبيا والمحادثات الجارية في القاهرة حول إعادة توحيد المؤسسة العسكرية
الليبية".
وذكرت الصحيفة أنه "في الوقت الذي يزداد فيه
السراج ضعفا، قد يكون الأوروبيون، وإيطاليا في الصدارة، وقد تكون أيضا الولايات
المتحدة، قد قررت التخلي عن الأخير وحكومته، في ظل تأكد واشنطن وروما الآن أن
السلام في ليبيا مستحيل دون موافقة مسبقة من قبل حفتر"، بحسب زعمها.
وقال مراقبون وناشطون متابعون للزيارة
لـ"عربي21" إن "ذهاب الجنرال الليبي حاليا إلى روما قد تكون وراءه
محاولات البحث عن بديل للسراج بعد إصرار البرلمان الليبي ومجلس الدولة تغييره
حاليا، لكن لن يكون حفتر هو البديل، لأن الأخير يسعى لرئاسة الدولة عبر دعمه في
الانتخابات المرتقبة".
"الرئاسة هي الهدف"
وفي هذا الإطار، رأى الكاتب والناشط الليبي مختار
كعبار أن "حفتر يحاول بتكرار هذه الزيارات غير المعلنة أن يظهر للجميع أنه
ممسك بزمام الأمور في المشهد الليبي، خاصة اللقاءات التي تجمعه ببعض صناع القرار
الدولي ومنهم مسؤولون أمريكيون وحديث عن لقاء سري جمعه سابقا برئيس الاستخبارات
الإسرائيلية"، وفق قوله.
وأوضح كعبار في تصريحات لـ"عربي21" أن
"هدف الجنرال الليبي من هذه الزيارات واللقاءات هو إقناع الغرب، أنه المنقذ
وأنه رجل الجميع وليس فرنسا فحسب، وهو لا يريد منصب السراج وإنما رئاسة الحكومة هي
الهدف، لكن هذا سيكون من الصعب إقناع الأطراف في الغرب الليبي به".
واستدرك قائلا: "ذهاب السراج وحكومته لن يزعج
أهل الغرب الليبي ولن يكون مأسوفا عليها، لكن تبقى من هي الشخصية التي تحل محله،
وهل هي قادرة علي إيجاد حلول للنزاع، ولابد أن إيطاليا شعرت أن السراج مرحلة
انتهت، لكن تبقى أن تكون الشخصية من الغرب الليبي وليست حفتر"، كما قال.
"حفتر" هو الرجل الأقوى
لكن الناشط من الشرق الليبي والمقرب من القيادة
العامة هناك، فتح الله غيضان أشار إلى أن "استراتيجية إيطاليا تجاه الأزمة
الليبية تغيرت وبدأت معالم التخلي عن السراج واضحة، وبالتالي رأت روما الأفضل التعامل
مع الرجل الأقوى في ليبيا والذي يملك زمام الأمور وهو المشير حفتر".
وأضاف غيضان لـ"عربي21" أن "لقاء
السفير الأمريكي المسؤول عن ملف ليبيا هو دلالة واضحة أن واشنطن غيرت موقفها وباتت
على يقين بضرورة مشاركة المشير في المشهد"، متوقعا أن "تشهد الفترة
المقبلة تغيرات لدول عدة مثل بريطانيا وغيرها تجاه دور المشير وربما نراه في زيارة
قريبة لهذه الدول"، بحسب تقديره.
"خياران وفقط"
لكن المحلل السياسي الليبي السنوسي إسماعيل الشريف
رأى أن "الزيارة تؤكد إصرار المجتمع الدولي على تحريك العملية السياسية ورفض
التصعيد وفتح المجال أمام حفتر لكي يقبل بأحد خيارين؛ إما دور عسكري مناسب له في
جيش ليبي موحد تحت قيادة السلطة المدنية التنفيذية القائمة، أو أن يخلع بزته
العسكرية ويسعى لتحقيق طموحاته في الانتخابات القادمة".
وأشار الشريف إلى أن "حفتر سيستمع في روما إلى تأكيدات
بأن المجتمع الدولي لن يسمح بأي عرقلة للاستفتاء على الدستور أو الملتقى الوطني
الجامع ومن ثم الانتخابات، وأن الاستقرار في ليبيا والحل السياسي صار من أكبر مساعي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي"، وفق قوله لـ"عربي21".
ما حقيقة دعم حفتر لبقاء السراج في رئاسة الحكومة الليبية؟
عودة "داعش" إلى شرق ليبيا.. هل ستوحد قوات "حفتر" والوفاق؟
ما أهداف هجوم "حفتر" على تركيا وقطر بعد مؤتمر إيطاليا؟