أكد خبراء
استراتيجيون أن معرض إيديكس 2018، الذي افتتحه بالقاهرة رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، يمثل فرصة لتجارة
السلاح أكثر من كونه فرصة لتبادل الخبرات العسكرية
والتسليحية.
ويشير
الخبراء إلى أن المعرض تنظمه شركة أيديكس التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك)،
وأن الترويج له باعتباره من مصاف المعارض الدولية للتسليح دعاية زائدة، ولكنه أيضا
لا يقلل من أهميته.
ويشارك بالمعرض، الذي يستمر من الثالث إلى الخامس من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، 373 شركة متخصصة
في مجالات الدفاع والأمن والتسليح ونظم المراقبة وتقنيات الاتصالات العسكرية، سواء
في المجالات العسكرية الحربية أو المجالات العسكرية المتعلقة بالأمن الداخلي الذي
تستخدمه وزارات الداخلية.
من جانبه، أكد وزير الإنتاج الحربي
المصري، اللواء محمد العصار، أن المعرض هو الأول من نوعه
الذي تنظمه القوات المسلحة المصرية، معلنا أن مصر سوف تقدم في المعرض منتجات
عسكرية محلية الصنع ستكون مفاجأة للجميع، على حد وصفه.
وأضاف
العصار الذي يرأس فعاليات المعرض خلال المؤتمر الصحفي التعريفي، أن القوات المسلحة
المصرية تعتزم استغلال المعرض في تعزيز التصنيع العسكري المصري، بإقامة مصانع
حربية لتصنيع الأسلحة محليًا، بالتعاون مع بعض الدول التي تأتي روسيا في مقدمتها.
من جانبه، يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء مجدي الأسيوطي لـ"
عربي21" أن
معرض أيديكس 2018، له أهميته، لكنه ليس بالقدر ذاته الذي يتم الترويج له من خلال
الإعلام المصري، الذي يعدّ تنظيم المعرض انتصارا للقوات المسلحة المصرية في
معركة ليس لها وجود على أرض الواقع.
ويوضح
الأسيوطي أن العلاقات المصرية الإماراتية هي التي سمحت بتواجد المعرض هذا العام بالقاهرة
بدلا من أبو ظبي التي تدير الشركة المنظمة للمعرض، كما أن حضور وزراء الدفاع لا
يعبر إطلاقا عن القوة التي يتحدث بها المنظمون.
ويشير
الخبير العسكري إلى غرابة التصريحات التي أطلقها وزير الإنتاج الحربي محمد العصار عن
المفاجآت التي سوف تقدمها مصر في مجال التصنيع العسكري المحلي. وعلى حد وصف
الأسيوطي، فإن هذه المفاجآت لم يظهر منها شيء خلال افتتاح السيسي لأجنحة المعرض
الثمانية، بما فيها الجناح المصري، والذي لم يشهد شيئا مما أشار إليه العصار.
وطبقا
لحديث الأسيوطي، فإن مصر ليس بها إنتاج عسكري بعد تجميد مصانع الإنتاج الحربي،
وتحويلها لصناعات مدنية مثل الغسالات والثلاجات وأدوات الطبخ والمائدة.
ويضيف
الأسيوطي قائلا: "على حد علمي، ليس في مصر تصنيع حربي منذ عشرات السنوات، وحتى الرصاص يتم استيراده من الخارج، فمن أين أتى الوزير العصار بهذه التصريحات؟ خاصة أنه كان في السابق رئيس هيئة التسليح العسكرية".
ويؤكد
الأسيوطي أن العالم يعرف بعضه جيدا في مجال التسليح، وبالتالي فإن الحديث عن
مفاجآت في مجال التصنيع الحربي ومن دولة نامية مثل مصر، لم يكن ليمر مرور الكرام
لو كان له واقع ملموس على أرض الواقع.
ويتفق الخبير
العسكري اللواء عادل الحوبي مع حديث الأسيوطي، مشيرا إلى أن هذا المعرض تحديدا له
فضل كبير على قيادات الانقلاب العسكري، حيث شهد أول ترتيبات للانقلاب على الرئيس
محمد مرسي، خلال مشاركة رئيس الأركان وقتها ووزير الدفاع فيما بعد، صدقي صبحي، في
فعاليات المعرض الذي عقد بالإمارات عام 2012، وأعلن فيه أن
الجيش سوف يقف مع
الشرعية التي يريدها الشعب.
ويضيف
الحوبي لـ"
عربي21" أن هذه المعارض تمثل سوقا أساسية لتجار السلاح الذي
ينشطون في عقد صفقات، بعضها من الباطن وبعضها في العلن، كما أنه يمثل فرصة لقيام
بعض الهيئات العسكرية الرسمية بدور السمسار بين الشركات والدول التي عليها حظر
تصدير السلاح.
وعن حرص
القوات المسلحة المصرية على تنظيم المعرض، يؤكد الحوبي أن هناك أهدافا سياسية،
وأخرى تجارية. أما السياسية، فهي متعلقة باستراتيجية القوات المسلحة منذ الانقلاب
العسكري بتقديم نفسها في دور البطل العظيم الذي يحقق الإنجازات غير المسبوقة، وهي
رسالة للداخل المصري أكثر من الخارج، بأن جيشه أصبح محط الأنظار وقبلة الدول
والهيئات الدولية.
وعن
الأهداف التجارية، يشير الخبير العسكري إلى أنها متعلقة أيضا بالعقلية التجارية التي
تسيطر على السيسي، الذي يعدّ الرأس الأولى في القوات المسلحة، ويقوم باستغلال الجيش
في كل المناسبات التي يمكن أن تحقق له مكاسب اقتصادية، سواء باستخدامه في تنفيذ
مشروعات الإسكان والطرق أو توفير الأمن الغذائي، ولذلك فليس غريبا أن يقوم الجيش
بتنظيم هذا المعرض من أجل الاستفادة الاقتصادية الخاصة.
وفيما
يتعلق بأن المعرض فرصة لبدء مصر في مجال التصنيع العسكري، يؤكد الحوبي أن التصنيع
الحربي لا يتم الاتفاق عليه في المعارض الإقليمية أو الدولية؛ لأنه يخضع لمنظومة
دولية معقدة، كما أن ما يتم عرضه من أسلحة وأجهزة في مثل هذه المعارض هي المسموح
بتداولها، والتي لا يمثل عرضها أي اختراق لأسرار صناعتها العسكرية، وبالتالي فإن
أي حديث عن خلاف ذلك هو للدعاية لا أكثر.