تصاعدت التراشقات الكلامية التي وجهها رئيس حزب التوحيد العربي، الوزير اللبناني السابق وئام وهاب، لتيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري، إلى اشتباكات بالسلاح أسفرت عن مقتل أحد مرافقي وهاب، بعد رفضه المثول أمام المحكمة.
ووجه القضاء اللبناني لوهاب تهمة "تهديد
السلم الأهلي"، بعد توجيه إهانات شخصية بذيئة لرئيس الحكومة المكلف سعد
الحريري، وطالت والده الراحل رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري.
وقبل مدعي عام التمييز اللبناني، القاضي سمير
حمود، البلاغ الذي تقدم به عدة محامين، وأحاله إلى شعبة المعلومات للتحقيق واتخاذ
الإجراءات اللازمة.
ووهاب شخصية درزية بارزة في لبنان وتربطه
علاقات وثيقة بالحكومة السورية. وللدروز ثمانية مقاعد في مجلس النواب اللبناني
المؤلف من 128 عضوا.
اقرأ أيضا: اشتباكات في لبنان بعد محاولة الأمن اعتقال وئام وهاب (شاهد)
لكن الزعيم الدرزي الأشهر، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، فقد انتقد التشهير والتعدي على رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري قائلا: "أشجب وأدين الكلام الذي صدر من قبل السيد وهاب (وئام وهاب) الذي تعرض فيه للشيخ سعد الحريري".
وأدخل وهاب حزب الله اللبناني على خط التصعيد
قائلا إنه لا أحد يقبل أن يعتدي أحد على حلفاء الحزب، وإن موضوع الدعوى القضائية
ضده يجب أن يراجع فيها الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله.
النائب السابق عن تيار المستقبل، محمد قباني، قال إن التيار ملتزم بالدولة
ومؤسساتها، والقضاء والأجهزة الأمنية جزء لا يتجزأ منها.
وتابع قباني في حديث لـ"عربي21" بأنه يأسف لعدم
تلبية الوزير السابق، وئام وهاب، رئيس حزب "التوحيد العربي" للدعوة إلى التحقيق، مؤكدا أن الأمور يجب أن تسير بالطرق القانونية.
وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة التي أوقفت قتيلا من مرافقي وهاب،
مؤسفة، وأن الدم الذي سال عزيز على الجميع.
وعن تصريحات وهاب الأخيرة بخصوص حزب الله، قال قباني إنها تأتي للزج
بالحزب في أمر هو ليس طرفا فيه، واستقواءً بالحزب.
وعن تصريحات وهاب التي قال فيها "بموضوع
الدعوى القضائية من اليوم وصاعداً احكوا مع السيد نصر الله"، علق قباني بأن
هذا يأتي في إطار التعجيز، لأنه لا أحد يعلم أين الأمين العام لحزب الله في
الحقيقة.
اقرأ أيضا: جنبلاط مدافعا عن الحريري ومحذرا وهاب: "المختارة" خط أحمر
وقالت الشرطة اللبناية في بيان لها إن ضباطا توجهوا لمنزل وهاب في قرية الجاهلية، السبت، بهدف استدعائه للاستجواب ولكنه فر قبل وصولهم.
وأضافت أن الشرطة لم تطلق النار ولكنّ مسلحين
مجهولين أطلقوا النار من مبان مجاورة وقد أطلق أنصار وهاب النار بشكل عشوائي ما
أدى إلى إصابة أحد مساعديه.
وقالت الشرطة إنه تم فرض حظر على سفر وهاب.
مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية في حزب الله،
محمد عفيف، قال لـ"عربي21" إن الحزب ليس طرفا في الأحداث الأخيرة، وإن
أسباب التوتر الأخير معروفة لكل اللبنانيين.
وأشار إلى أن دور الحزب اقتصر على المساهمة في
تخفيف التوتر، ويأمل أن يكون الحزب نجح في الحفاظ على الأمن والاستقرار.
وأكد أن الحزب أجرى ويجري اتصالات من أجل تهدئة
النفوس بين جميع الأطراف، ولملمة الموضوع كاملا.
وعن ما وصف بأنه استقواء من رئيس حزب
"التوحيد العربي" بالحزب، قال عفيف إنه تصريحات وهاب ربما تأتي في إطار
"حسن ظنه بسماحة السيد".
ونعى وهاب مرافقه محمد أبو ذياب الذي يشيع
الأحد في قرية الجاهلية مسقط رأسه، في منطقة الشوف جنوب بيروت، متأثراً بجروح أصيب
بها السبت.
القضاء يتحرك.. ووهاب يتحدى الحريري بحزب الله
مراقبون يحذرون: سوريا نحو التشيع واللاجئون باقون في لبنان
"التشابك" في لبنان.. هل يغير خارطة التحالفات الداخلية؟