أفادت مصادر إعلامية كردية، الأربعاء، بأن وفدا عسكريا من المملكة السعودية والإمارات، اجتمع مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تشكل الوحدات الكردية القوة الرئيسة لها، شرقي الفرات، وذلك لبحث تقديم الدعم اللوجستي إليها.
وجاءت زيارة الوفد السعودي الإماراتي إلى شرقي الفرات، ولقاء قيادة "قسد"، بعد أيام قليلة على كشف صحيفة "يني شفق" التركية، عن إرسال كل من السعودية والإمارات، قوات عسكرية نحو مناطق سيطرة مناطق قوات سوريا الديمقراطية في شرقي الفرات.
وبحسب الصحيفة، فإن الأمر تم تحت غطاء القوات الأمريكية، بالتزامن مع استعدادات القوات التركية، لشن عملية عسكرية موسعة برفقة فصائل المعارضة السورية.
اقرأ أيضا: يني شفق تكشف: تحركات عسكرية إمارتية سعودية شرق الفرات
ونقل موقع "باسنيوز" الكردي عن "مصدر مطلع من المنطقة، مشترطا "عدم ذكر اسمه" الأربعاء، قوله: "إن وفدا خليجيا عسكريا سعوديا إماراتيا اجتمع مع وفد من قيادة سوريا الديمقراطية، بحضور ضباط من قوات التحالف الدولي في بلدة عين عيسى جنوب تل أبيض".
الدور الخليجي
وأضاف أن النقاش دار حول كيفية محاربة فلول وخلايا نائمة لتنظيم الدولة في المناطق المحررة والوضع الأمني بشكل عام، مشيرا إلى أن "الدور الخليجي سيتركز في مجال تدريب قوات حماية الحدود في شمال شرقي الفرات وتقديم الدعم اللوجستي لهذه القوات".
وأشار إلى أن زيارة الوفد الخليجي تأتي ضمن التفاهمات السابقة حول إنشاء قوة حرس حدود لحماية القوات الكردية شمال شرق سوريا من "التهديدات التركية"، وكذلك تحصينهم شرقا أمام التواصل الإيراني البري مع سوريا، لإضعاف وجودها هناك، وفق قوله.
وأكد المصدر أن الأهمية العسكرية للزيارة، تكمن في التأكيد على التزام دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في استمرارها، بدعم قوات سوريا الديمقراطية شريكا محليا لها، لإنهاء تنظيم الدولة في المرحلة الحالية، وإخراج إيران من سوريا.
وأن ذلك يأتي "لخلق توازن بين الوجودين الروسي والأمريكي في سوريا، والضغط باتجاه فرض حل سياسي يضمن مشاركة جميع السوريين فيه".
من جهته، رأى رئيس مجلس السوريين الأحرار، أسامة بشير، أن هناك تواصلا وتنسيقا سعوديا إماراتيا مع قيادات "قسد"، معتبرا أن ذلك جاء بطلب أمريكي لتقديم الدعم اللوجستي لقوات سوريا الديمقراكية، حتى لا تضع تركيا اللوم على أمريكا، وإنما على السعودية والإمارات.
وقال في حديثه لـ"عربي21" إن التنسيق والدعم السعودي الإماراتي سيكون باسم الحرب على تنظيم الدولة، ومنع التمدد الإيراني، متسائلا: "لكن متى كانت الإمارات ضد إيران؟".
وعبر بشير عن اعتقاده بأن الوجود السعودي الإماراتي في شرقي الفرات، ليس الهدف منه إيران، وذلك لأن أمريكا قادرة على ردعها وحدها، وإنما الهدف يتمثل بتركيا، فأمريكا لا تريد أن تقف بموقف المواجهة مع أنقرة، ولذلك تضع السعودية والإمارات في المواجهة لتأزيم الوضع بينهم.
اقرأ أيضا: نقاط مراقبة أمريكية شمال سوريا لمنع التوتر بين تركيا و"قسد"
أما الناشط السياسي السوري، جاسم المحمد، فقد رجح أن الاجتماع الذي عقده وفدا السعودية والإمارات مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية، يأتي في سياق مساعي الدولتين لوضع قدم لهما في مناطق سيطرة قسد، في شرق سوريا، تحت راية التحالف الدولي.
وحول الأنباء المتداولة بشأن مشاركة قوات سعودية إماراتية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم الدولة بمعارك دير الزور، استبعد المحمد في تصريحه لـ"عربي21"، صحة تلك الأنباء.
لكنه في المقابل، رأى أنه ربما يتواجد بعض المستشارين لتقديم المشورة لـ"قسد"، والاطلاع على سير المعارك في تلك المنطقة، خاصة أنهما جزء من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
يذكر أن السفارة السعودية في تركيا كانت قد نفت صحة الأنباء المتداولة حول وجود قوات تابعة للمملكة العربية السعودية في سوريا، وقالت في بيان صحفي، الثلاثاء، إنه لا صحة لهذه الأنباء على الإطلاق.
تركيا تؤكد انزعاجها من إنشاء أمريكا نقاط مراقبة شمال سوريا
نقاط مراقبة أمريكية شمال سوريا لمنع التوتر بين تركيا و"قسد"
43 قتيلا غالبيتهم مدنيون بغارات للتحالف الدولي بسوريا