هاجم المتحدث باسم قوات "حفتر"، أحمد المسماري دولة "بلجيكا" واتهمها بدعم "الإرهاب" في ليبيا، وأنهم سيقاضونها قريبا، وسط تكهنات عن تحرك الدولة الأوروبية ضد "حفتر" والانتهاكات التي قامت بها قواته في الشرق الليبي كرد فعل على هذه الاتهامات.
وقال المسماري خلال مؤتمر صحفي إن "بلجيكا قامت
بإيصال السلاح إلى المتشددين في الغرب الليبي، وأن عاصمة الاتحاد الأوروبي هذه
دعمت الإرهاب في ليبيا، ولدينا طرق كثيرة للمقاضاة ولدينا مستندات تثبت ذلك"، مضيفا أنه "يوجد لدينا أدلة على تورط
كل من علي الصلابي وعبد الحكيم بلحاج وخالد الشريف، في إيصال أسلحة صينية خطيرة
إلى المتطرفين في مدينة درنة".
دلالة الهجوم
كما كشف المتحدث باسم "حفتر" عن وجود
"طائرة إيطالية تقوم بتحركات استطلاعية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتساعدهم
في ذلك"، مؤكدا تواصل المعركة لمحاربة "الإرهاب"، وشدد على رفض وضع
القوات المسلحة (قوات حفتر) تحت أي جسم من مخرجات الصخيرات، محذرا في الوقت ذاته من
"مساعي تقسيم ليبيا"، كما زعم.
ورأى مراقبون أن "دلالة هذا الهجوم هو محاولة
إثبات وجود من قبل حفتر وضغط على الاتحاد الأوروبي، من أجل التغطية
على أي تحركات هناك ضد ملف حقوق الإنسان المتورطة فيه قوات الجنرال الليبي في
الشرق".
اقرأ أيضا: هجوم على تصريحات حفتر حول "القائد الأعلى".. ما تداعياته؟
وحول إمكانية رد بروكسل على اتهامات "حفتر"،
رأى المحلل السياسي الليبي أسامة كعبار أن "حفتر ومن يدور في فلكه يعملون
جاهدين، لخلق اتهامات من أجل عرقلة الاستقرار في ليبيا، في الوقت الذي تسعى فيه
حكومة الوفاق بالتعاون المشترك مع المنظومة الدولية في تعزيز الأمن
والاستقرار".
وأوضح كعبار في تصريحات لـ"عربي21" أن
"النتائج الإيجابية للحكومة ومؤشرات الاستقرار الأمني والاقتصادي وبناء
الدولة وفق نظام مدني، كلها أمور تزعج حفتر ومن خلفه حليفه السيسي والإمارات، خاصة
أن كل هؤلاء هم خارج هذه الصورة الايجابية حاليا ولا يملكون أدوات التأثير"، بحسب
كلامه.
بدوره، قال الناشط الليبي المقيم في كندا خالد الغول إن "كلام "المسماري" هو دائما للاستهلاك الداخلي، وموجه لمنطقة ينتشر فيها حب الفخر الذي يجعلهم يصدقون هذا "الكذب"، أما الاتهامات الموجهة لبلجيكا "فلن تلق أي صدى في الاتحاد الأوروبي"، وفق تقديره.
وبخصوص إمكانية رفع قضايا ضد "حفتر"، استبعد
الغول أن "يهتم الأوروبيون بإجراءات كهذه ولم يحن وقتها، فهم يحاولون كسب
الرأي العام في كل اتجاه قدر الإمكان وإيجاد حلول بما لا يضر بمصالحهم
الاقتصادية"، كما صرح لـ"عربي21".
"ازدواجية
معايير"
من جانبه، أشار الباحث السياسي الليبي علي أبو زيد
إلى أن "اتهامات المسماري تأتي ضمن استعراضات معسكر الكرامة الإعلامية ليس
إلا، وهي موجهة للداخل بأنهم مؤسسة لها أجهزتها وقوتها وقادرة على تحدي دول
أوروبية، وأعتقد أن بلجيكا لن تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد كونها تتعامل فقط
مع حكومة الوفاق".
وتابع أبو زيد لـ"عربي21": "أما فيما
يخص طائرة الاستطلاع الإيطالية فهي تأكيد على ازدواجية المعايير لدى حفتر وأنه
مخترق وليس له أي قوة نوعية كما يدعي، وإيطاليا تحاول بهذه التحركات تليين حفتر
واستمالته ليدعم توجهها في ليبيا"، بحسب تقديراته.
هجوم على تصريحات حفتر حول "القائد الأعلى".. ما تداعياته؟
مؤتمر "باليرمو".. من الأقوى مشاركة بين الأطراف الليبية؟
ماذا وراء أمر حفتر بإطلاق سراح سجناء من درنة الليبية؟