أكدت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" أن المقاومة
الفلسطينية
تمكنت من تحويل "نزهة" الاحتلال
الإسرائيلي ونخبته العسكرية والأمنية إلى
"كابوس" يعصف بالمؤسسة الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية.
"ضربات مؤلمة"
وأوضح القيادي في حركة "حماس"، النائب مشير المصري، أن
"المقاومة الفلسطينية تثبت نفسها من خلال؛ أدائها النوعي، وإبداعها المتصاعد،
وقدرتها على إيلام العدو، ويقظة مجاهديها".
وأضاف في تصريح خاص لـ"
عربي21": "تزامن ذلك بالتأكيد
على أن أرض
غزة لحمها مر، وهي محرمة على الصهاينة، وذلك بإفشالها العملية السرية الاستخباراتية
الإسرائيلية شرق مدينة خان يونس"، منوها بأن "غزة ليست كغيرها من المدن والعواصم
التي يرتكب فيها العدو الصهيوني اغتيالات هادئة".
ولفت المصري إلى أن "غزة تدير معركتها مع العدو بكل حكمة واقتدار؛
سواء من خلال غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، وهذه سابقة تاريخية في إطار
صراعنا مع العدو الصهيوني، أو عبر توجيه ضرباتها المؤلمة والدقيقة والمحسوبة للاحتلال بقصف الحافلة الإسرائيلية أو قصف قلب عسقلان، إضافة لاستشرافها المستقبل، وتأكيدها أن
في جعبتها الكثير".
وذكر أن "المقاومة وضعت معادلات جديدة؛ بأن توسيع دائرة
العدوان
الإسرائيلي يعني توسيع دائرة الرد من قبل المقاومة في العمق الصهيوني"، مؤكدا
أن "المقاومة استطاعت في هذه الجولة أن تفرض معادلة أكثر ترسخا في صراعها مع العدو".
ونوه القيادي في حماس بأنه "لم يكن أمام الكابينت (المجلس
الوزاري الإسرائيلي المُصغر للشؤون السياسية والأمنية) في اجتماعه ربما الأطول، إلا
أن يرضخ لإرادة المقاومة بالتوصل لتفاهم التهدئة".
إدارة موحدة
وحول إفشال المقاومة للعملية السرية الإسرائيلية، التي تسببت بعاصفة
داخل المحافل الأمنية والعسكرية للاحتلال، قال: "من الواضح أن العدو كان يحمل
تقديرا خاطئا في التعامل مع غزة ورجال مقاومتها، وظن أن غزة ربما تكون نزهة لنخبته
الأمنية والعسكرية".
وأكد النائب المصري أن "اكتشاف المقاومة لضباط النخبة المتسللين في خان يونس (مساء الأحد الماضي)، تسبب بكابوس لقيادة الاحتلال ووضعها في أزمة أمنية وسياسية
كبيرة".
وتابع: "ظن العدو أن رد المقاومة سيكون محدودا، على إثر هذه
الجريمة الجبانة واختراقه لتفاهمات التهدئة، وإذ بالمقاومة تضربه في العمق، وتوجه ضرباتها
النوعية للعدو الذي ظن أنه قادر على أن يضع حدا للمقاومة عبر البدء بما انتهت عليه
العصف المأكول، بقصف المباني السكانية والمؤسسات المدنية".
ولفت إلى أن "هذا الوضع دفع المقاومة بفرض معادلات جديدة، وتوسيع
رقعة الضرب في العمق الصهيوني، إضافة لاستعدادها وضع ملايين الإسرائيليين تحت الأرض،
وعندئذ لم يكن بوسع العدو أمام هذه الإدارة الموحدة والحكيمة للمقاومة في إطار جولتها
العسكرية مع الاحتلال، إلا أن يستسلم لإرادة المقاومة يرضخ للتهدئة".
واعتبر، أن "المقاومة نجحت في ترسيخ معادلة أكثر رسوخا في
إطار صراعنا مع الاحتلال، تدشن من خلالها مرحلة جديدة مع الاحتلال لها ما بعدها".
خرق التهدئة
ووفق ما أثبتت التجربة، بأن الاحتلال لا يلتزم بأي اتفاقيات أو
تفاهمات، وحول طبيعة رد المقاومة على قيام الاحتلال باختراق جديد للتهدئة، قال القيادي
بـ"حماس": نحن ملتزمون ما التزم الاحتلال"، منبها بأن "المقاومة
يدها على الزناد في كل لحظة، وهي تدرك أن هذا العدو غادر وجبان".
وبين في حديثه لـ"
عربي21"، أن "أي اختراق للتهدئة
لن يقابل إلا بالرد المناسب"، موضحا أن "استمرار الاحتلال بخرقه للتهدئة
يعني أن ردود المقاومة ستكون أكثر إيلاما".
ونوه بأنه "تم التوصل لتفاهم التهدئة من منطلق القوة، ولهذا عظيم الاعتبار في إدارة أي معركة مستقبلية مع الاحتلال"، مؤكدا أن "الساعات
والأيام القادمة هي محل اختبار في مدى التزام الاحتلال بالتهدئة".
وشدد المصري على أن "معادلة المقاومة ستبقى ثابتة؛ أن القصف
بالقصف والدم بالدم"، مضيفا: "إذا أراد الاحتلال مواجهة، فنحن لها بكل ثقة".
وأدى اكتشاف عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح
لحركة "حماس"، للقوات الخاصة الإسرائيلية شرقي مدينة خانيونس مساء الأحد
الماضي، إلى اشتباك المقاومة معها، وقتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر.
ونتيجة لذلك استشهد 7 من عناصر المقاومة، أحدهم قائد في كتائب القسام،
وهو ما تسبب بشن الاحتلال سلسلة غارات على قطاع غزة، ما دفع المقاومة للرد بقوة واستهداف
المستوطنات الإسرائيلية بغلاف غزة، وتوسيع دائرة الرد نحو قلب عسقلان، ما أدى لمقتل
مستوطن وإصابة عشرات الإسرائيليين، إضافة إلى استهداف حافلة إسرائيلية بصاروخ
"كورنيت".
اقرأ أيضا:
#غزة_تقاوم_وتنتصر_وحدها.. النشطاء يحتفلون ويتضامنون