فجرت تصريحات لمحافظ البنك المركز العراقي علي العلاق، خلال استضافته بالبرلمان عن تلف مبلغ ضخم بسبب مياه الأمطار، موجة غضب عارمة بين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال العلاق، أمس الاثنين، إن مبلغ 7 مليارات دينار عراقي قرابة (5 ملايين 882 ألف دولار) تعرض للتلف بنسبة مائة بالمائة، جراء تسرب مياه الأمطار إلى خزائن مصرف الرافدين، مقللا من أهمية الأمر لأن المبلغ لا قيمة له سوى تكلفة الطباعة.
ولاقت تصريحات محافظ البنك المركزي، تفاعلا واسعا وتساؤلات عن جودة العملة ومكان إيداعها، وما يوفره البنك من إجراءات لحماية النقد المحلي من التلف نتيجة أي عارض يلحق بها.
وفي اتصال مع "عربي21" قال عضو اللجنة المالية في البرلمان أحمد الحاج رشيد إنه "لا يهمّنا المبلغ، لكن الأهم هو أعداد الأوراق النقدية لأنها هي من تحدد كلفة الخسائر وليس المبلغ المكتوب على الورق".
وأضاف النائب: "في الحسابات النقدية هي النقود المتداولة وليس في خزائن البنك المركزي، وبالتالي هذه نقود متداولة ويحسب لها حساب، وليس كما صرح محافظ البنك المركزي بأن هذه الأوراق ليست لها قيمة حقيقية طالما أنها في خزائن البنك".
وأوضح: "طلبنا من محافظ البنك أن يأتي الأسبوع القادم بجميع البيانات حول هذه المسألة حتى نعرف ما مدى الخسائر الحاصلة، ومن هو المتسبب وهل تم إتلاف النقود حقيقة أم أن هناك إشكالات أخرى".
وعن تساؤل طرحه نشطاء بخصوص جودة العملة التي تطبع في سويسرا ومقاومتها للمياه، فكيف تتلف بالأمطار؟ قال النائب: "فعلا كان مسؤولو البنك المركزي يتحدثون خلال لقاءاتنا السابقة عن جودة العملة العراقية، وأن المواطنين لديهم حق بهذا التساؤل وأحيانا تتعرض للغسل مع الملابس ولا يحدث لها شيء، وبالتالي نريد أن ندقق في هذه المعلومة".
وأضاف النائب: "أنا اقتصادي لا يهمني ما هو المبلغ، وإنما عدد الأوراق التي تعرضت للتلف، لأن الكلفة ينتج عن عدد الأوراق النقدية وليس المبلغ الإجمالي للعملة المحلية".
وأردف: "كل ورقة نقدية تطبع بمبلغ معين من المال، حيث أن العملة فئة 50 ألف دينار عراقي تطبع بستة سنتات أمريكية وهذا المبلغ يجمع على عدد الأوراق النقدية التالفة، ناهيك عن ارتفاع كلفتها إذ أن العملة الأمريكية فئة مائة دولار تطبق بأربعة سنتات".
وخلال رصد لـ"عربي21" على مواقع التواصل، فلم يترك النشطاء القصة تمر بسهولة، حيث نشر أحدهم مقطعا مصورا رد فيه على تصريحات المحافظ، وذلك بوضع عملة ورقية في الماء، ثم سكب الطين عليها وغسلها بمادة منظفة، ورغم ذلك لم تتعرض للتلف، فكيف أتلفت مياه الأمطار 7 مليارات دينار؟
واتهم النشطاء المسؤولين العراقيين بـ"اختراع طريقة جديدة لسرقة المال العام، وذلك برمي الأسباب على الظروف الجوية وأن ما حصل هو قضاء وقدر نتيجة لظروف جوية".
وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي بالتحقيق في الموضوع وكشف مصير هذا المبلغ الضخم من النقد العراقي المحلي.
وسخر آخرون، من السبب الذي تذرع به محافظ البك المركزي، حيث كتب أحدهم: "لو قلت أن جرذا أكلهم لكان ذلك أحسن لك"، فيما اتهم العلاق بـ"إعطاء المبلغ إلى إيران".
ودعا نشطاء رئيس الوزراء العراقي إلى إقالة العلاق لأنه من "تركة" حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، متهمين الأخير بتعيين العلاق أثناء فترة تصريف الأعمال حتى يبقى المال العراقي تحت سيطرة حزب الدعوة.
ومنذ نحو شهرين أثار محافظ البنك المركزي علي العلاق، جدلا واسعا بعد وضع اسمه على العملة العراقية بدلا من التوقيع، في سابقة لم تحدث منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1920.
وقبل انتهاء الحكومة عمر بشهر في آذار/ مارس 2016، عين رئيس الوزراء نوري المالكي، الأمين العام لمجلس الوزراء علي العلاق محافظا للبنك المركزي.
عبد المهدي يعلن إجهاض محاولات لعبور تنظيم الدولة من سوريا
رئيس برلمان العراق "يخذل" محافظات السُنة بأول اختبار له
خلافات واتهامات بالإرهاب تؤجل استكمال حكومة عبد المهدي