يبدأ مؤتمر دولي حول ليبيا أعماله اليوم الاثنين في باليرمو، في إيطاليا، بحضور أهم أطراف النزاع المحليين، في محاولة جديدة لإطلاق عملية سياسية من المفترض أن تخرج البلاد من حالة الفوضى.
وتعاني ليبيا من انقسامات وصراعات على السلطة منذ انهيار نظام معمر القذافي عام 2011، ووفق الأمم المتحدة، فإن العملية الانتخابية تأخرت، ومن المتوقع أن تبدأ في ربيع 2019.
وتأتي الجهود الإيطالية، منافسة لأخرى فرنسية، حيث كان آخر اجتماع عقد في باريس في أيار/ مايو الماضي.
المشاركون في باليرمو
من أبرز الشخصيات التي من المفترض أن تحضر مؤتمر باليرمو الإيطالي، رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، ووزير دفاع حكومة الوفاق، ورئيس أركانها، ورئيس جهاز الحرس الرئاسي، وقيادات شاركت في مؤتمر داكار، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل عبد الحكيم بلحاج، وقيادات عسكرية من مصراتة.
أما المشاركة الدولية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق أن أكد عدم مشاركته شخصيا، وكذلك نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في حين أنهما بالإضافة إلى ألمانيا ستشارك على مستوى سفير، أما أمريكا ستشارك بالقائم بأعمال السفير الأمريكي في تونس.
ويشارك كذلك ممثلون عن دول عربية في المؤتمر الذي يستمر الاثنين والثلاثاء في باليرمو، في صقلية.
ودعت روما شخصيات بارزة، بالإضافة الى عدد من أعيان القبائل والمجتمع المدني في ليبيا.
وسبق أن وصل رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي بزيارة سريعة إلى ليبيا، في محاولة أخيرة لدفع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إلا أن محاولته باءت بالفشل.
وأكدت أنباء متطابقة عدة قرار اللواء حفتر مقاطعة مؤتمر باليرمو، وإبلاغه الحكومة الإيطالية بالقرار رسميا، وذلك عقب عودته من زيارة إلى روسيا.
اقرأ أيضا: مؤتمر "باليرمو".. من الأقوى مشاركة بين الأطراف الليبية؟
وأكد مصدر في وزارة الخارجية الإيطالية، عدم مشاركة حفتر فى المؤتمر، وأنه تم إبلاغهم رسميا بالقرار، مضيفا أن "رئيس الحكومة، جوزيبي كونتي حاول حتى اللحظة الأخيرة إقناع حفتر بالحضور، لكن الأخير لن يحضر للأسف"، وفق تصريحات لصحيفة "المرصد" المحلية.
في حين، ذكرت الصحيفة نقلا عن قيادي في قوات حفتر، أن كونتي قام بزيارة عاجلة وقصيرة اليوم إلى مقر حفتر في الشرق الليبي، وأنهما عقدا اجتماعا مغلقا لم تظهر نتائجه حتى الآن، وسط توقعات بتراجع "حفتر" عن قراره، ولم يصدر أي تأكيد أو نفي من قوات الكرامة.
أهداف إيطالية
وأكدت "روما" أنها تسعى من وراء المؤتمر لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن تكون "إيطاليا" هي البلد الرئيس لحل الأزمة الليبية ورعاية الملف الليبي، وأنها لن تسبعد أحدا من المشاركة في حل الأزمات هناك، في إشارة إلى منافستها "فرنسا".
وتشعر إيطاليا بقلق بالغ إزاء مشكلة المهاجرين الذين يحاول عشرات الآلاف منهم كل عام الوصول إلى شواطئها، انطلاقا من ليبيا، حيث ينشط المهربون للاستفادة من الفوضى.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن "مؤتمر باليرمو خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا وأمن حوض البحر المتوسط برمته".
منافسة فرنسية إيطالية
وعقب اجتماع باريس، اتهمت روما فرنسا بأنها تريد أن تكون وحيدة في ليبيا التي يحكمها كيانان متنافسان: حكومة السراج المنبثقة من عملية الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، وسلطات موازية في الشرق يدعمها برلمان منتخب عام 2014، وقوة مسلحة بقيادة المشير حفتر.
اقرأ أيضا: هل ستخرج ليبيا بالفعل من الأزمة بعد مؤتمر باليرمو؟
ورغم أن إيطاليا وفرنسا لديهما "الكثير من المصالح المشتركة في ليبيا مثل الطاقة والهجرة ومكافحة الإرهاب، لكن لديهما وجهات نظر متباينة حول كيفية تحقيق أهدافهما"، كما تقول فيديركا فازانوتي من مؤسسة بروكينغز.
وفي اجتماع باريس، تعهد الزعماء الليبيون إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2018. لكن هذا الموعد واجه شكوكا خصوصا في روما وواشنطن اللتين اعتبرتا أن الظروف غير مؤاتية للانتخابات.
مساعي أممية لإجراء الانتخابات الليبية في ربيع العام المقبل
شاهد كيف تضامن صحفيو بريطانيا مع خاشقجي (فيديو)
موسكو: زيارة بوتين إلى الرياض لن تتأثر بحادثة قتل خاشقجي