توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الطويلين لديهم خطر أكبر للإصابة بالسرطان؛ لأنهم أكبر حجما، وبالتالي لديهم خلايا أكثر في أجسامهم، ما يمكن أن تحدث فيه طفرات خطيرة.
وقد وجدت عدة دراسات سابقة وجود صلة بين القامات العالية وخطر تطوير شكل من أشكال السرطان، حيث تشير الأبحاث إلى أنه مقابل كل 10 سم من الارتفاع ضمن النطاق النموذجي للبشر يزداد الخطر بنحو 10%.
وقد طرح العلماء عددا من التفسيرات المختلفة، بما في ذلك هرمونات النمو التي يمكن أن تلعب دورا في كل من الطول والسرطان، أو الظروف البيئية مثل التغذية أثناء الطفولة، أو المرض، قد تكون عوامل مؤثرة.
يقول لينارد نوني، أستاذ علم الأحياء بجامعة كاليفورنيا: "إحدى الافتراضات الرئيسية هي أن هناك شيئا ما يحدث في وقت مبكر من الحياة، ما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالسرطان".
ويقول إن الشخص الطويل ببساطة يمتلك خلايا فيها شيء من الخطأ، وبالتالي أصبح طويلا. وإن النموذج الأساسي لكيفية تطور السرطان يبدأ من مجموعة معينة من الطفرات، تنشأ، ثم يبدأ سرطان معين، وبالتالي تشير النظرية إلى أن وجود المزيد من الخلايا يعني وجود المزيد من الانقسامات في كل خلية، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
وعند مقارنة إجمالي الخطر للرجال والنساء، كشفت النتائج أن التنبؤات كانت متناغمة مع الواقع، حيث إنه ازداد خطر الإصابة بنسبة 13 % للنساء مقابل كل 10 سم إضافيات، و11% للرجال لكل 10 سم.
كما ألقى البحث بعض المفاجآت؛ فعلى سبيل المثال، أظهر سرطان الجلد الميلانيني ارتباطا قويا مع الطول أكثر مما كان متوقعا، ويقترح نوني أنه يمكن أن يعزى السبب لهرمون النمو الذي يكون لدى الأشخاص طويلي القائمة مستويات أعلى قليلا من الطبيعي.
وأضاف أن هذه الزيادة الطفيفة قد يكون لها تأثير قوي على الخلايا الجلدية أكثر من باقي الأنسجة الأخرى. وربما لأن الورم الميلانيني قد يحتاج إلى مجموعة كبيرة من الطفرات حتى يحدث.