يضغط المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، بشكل أكبر حول الانتهاء من تشكيل لجنة إعادة صياغة الدستور السوري، وذلك بلقاء أجراه في لندن مع دول "المجموعة المصغرة".
والمجموعة المصغرة تضم كلا من فرنسا وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ومصر.
ويتوقع أن يعقد دي ميستورا أيضا بوقت قريب، محادثات مع ممثلي الدول الضامنة لعملية أستانا في سوريا، وهي روسيا وتركيا وإيران.
جاء ذلك وفق ما أكده مكتب المبعوث الأممي في بيان أصدره الاثنين، واطلعت عليه "عربي21".
وأورد البيان: "أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا مشاورات في لندن، في إطار عملية جنيف مع كبار الدبلوماسيين من دول "المجموعة الصغيرة" التي كان تبادلاً مفيداً للآراء، مبني على الجدية والاستعجال نحو إنشاء لجنة دستورية في سوريا".
من جانبه، أكد رئيس اللجنة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، نصر الحريري، في حديثه لـ"عربي21"، أنه التقى دي ميستورا في لندن أيضا.
وقال إنهما تباحثا الانتهاء من تشكيل لجنة إعادة صياغة الدستور، موضحين أهمية أن تتم تجاوز عرقلة النظام السوري لتشكيل اللجنة.
والجمعة الماضي، كانت الهيئة العليا للمفاوضات، قد أنهت مباحثات مع الجانب الروسي في موسكو، حيث بحث الجانبان ملفات عدة أبرزها اللجنة الدستورية، وإدلب.
ويأتي ذلك على الرغم من أن الناطق الرسمي باسم "الهيئة العليا للمفاوضات" التابعة للمعارضة السورية، الدكتور يحيى العريضي، أكد أن النظام السوري لا يحترم الدستور السوري بالأساس.
وقال العريضي لـ"عربي21": "أبلغنا الروس بأن النظام لا يحترم الدستور"، موضحا أن الأهم هو العمل على "تطبيق الدستور".
يشار إلى أن دي مستورا يحاول الانتهاء من ملف الدستور السوري، قبل انتهاء مهمته في سوريا مع نهاية الشهر المقبل.
وفي إطار مساع حثيثة لذلك، كان دي ميستورا، قد زار دمشق الأسبوع الماضي، وعقد جلسة مباحثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إلا أن محاولته باءت بالفشل، إذ أعلن النظام رفضه للتعاون بهذا الخصوص.
اقرأ أيضا: دي ميستورا يفشل بإقناع دمشق بتشكيل لجنة صياغة الدستور
وتطالب الدول الغربية الموفد الأممي بأن يجمع لجنة لصياغة الدستور في أسرع وقت لإطلاق عملية سياسية لا تزال تتعثر في مواجهة الجهود الدبلوماسية الموازية التي تبذلها روسيا وإيران وتركيا، واستعادة النظام بدعم من حلفائه السيطرة على قسم كبير من البلاد.
وتنص خطة الأمم المتحدة على أن تضم اللجنة 150 عضوا: خمسون يختارهم النظام وخمسون تختارهم المعارضة وخمسون يختارهم الموفد الأممي.
وسيكلف 15 عضوا يمثلون هذه المجموعات الثلاث (خمسة أعضاء من كل مجموعة) بإعداد دستور جديد.
لكن دي ميستورا، أوضح الأسبوع الماضي لمجلس الأمن، أن النظام لم يوافق على الأشخاص الذين سيختارهم الموفد الأممي، واصفا الأمر بالتدخل الخارجي بالشأن السوري الداخلي.
يشار إلى أن دي ميستورا، أكد في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أنه سيتنحى عن منصبه نهاية الشهر المقبل، مبعوثا أمميا خاصا إلى سوريا، خلفا للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي الذي استقال في منتصف أيار/ مايو 2014.
دي ميستورا: لجنة دستور سوريا نقطة انطلاق وليست قرارا دوليا
ديمستورا يهدد دمشق بالتخلي عن جهوده بتشكيل لجنة الدستور
الأمم المتحدة تكشف عن خليفة دي ميستورا في سوريا