دخل الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح على خط الجدل حول تثبيت الساعة الصيفية طيلة السنة، في وقت سارعت فيه وزارة التربية الوطنية إلى طمأنة الأسر من خلال التنصيص على تأخير دخول التلاميذ ساعة واحدة مقارنة بباقي الإدارات.
وقررت الحكومة بشكل استثنائي في اجتماع مستعجل لمجلسها، تثبيت العمل بالساعة الصيفية الجمعة، فيما كانت قد عممت الثلاثاء دعوة إلى العودة إلى التوقيت العادي، ما فجر غضبا من القرار الأخير من طرف عموم المواطنين.
الريسوني: قرار ضد التبعية
اعتبر الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح (شريك حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة) أن قرار تثبيت الساعة الإضافية على طول السنة، "قرار جريء مبني على دراسة علمية متأنية موثوقة"، و"انتصار على الغوغائية"، و"تحرر من التبعية".
ونشر أحمد الريسوني مقالا على موقعه الرسمي على الإنترنيت، قال فيه إن قرار تعميم الساعة "قرار جريء، جاء بناء على دراسة علمية متأنية موثوقة، ومعطيات واقعية محسوبة".
وتابع الريسوني، في المقال الذي اختار له عنوان "تعميم الساعة الإضافية قرار نموذجي متميز"، إن "القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة المغربية، باستدامة التوقيت الذي كان يوصف سابقا بالتوقيت الصيفي، تميز بعدة مزايا جيدة، نفتقدها في كثير من القرارات والتدابير الحكومية..".
وأضاف "هو قرار متحرر من التبعية؛ فبينما كانت التوقعات الصحفية تشير إلى أن المغرب سيلغي نهائيا التوقيت الصيفي، اتباعا لما فعله مؤخرا الاتحاد الأوروبي، فإذا بالحكومة تقرر العكس تماما، وهو تعميم التوقيت الصيفي واستدامته".
اقرأ أيضا: غضب في المغرب.. بعد قرار الحكومة تثبيت الساعة الصيفية (شاهد)
وأوضح "هو قرار متحرر من ضغط الغوغائية والرفض الارتجالي، فرغم ارتفاع الصراخ والزعيق والتحريض العبثي ضد هذا القرار، فقد مضت الحكومة في قرارها المدروس علميا ومصلحيا".
وأفاد "شيء واحد ينقص هذا القرار، وهو التمهيد له ومواكبته بما يحتاجه وما يكفيه من الشرح والبيان، حتى يعلم من لا يعلم، ويفهم من لا يفهم".
التعليم وتهدئة الأسر
في ذات الاتجاه، دافعت وزارة التربية الوطنية عن التوقيت الجديد، وأعلنت استثناء الطلبة والتلاميذ من هذا التوقيت الجديد.
وقالت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أنه سيتم ابتداء من يوم الأربعاء 7 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، اعتماد توقيت جديد بجميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، وكذا بمعاهد التكوين المهني وبالجامعات".
وأضافت الوزارة، في بلاغ لها أصدرته السبت 27 تشرين الأول أكتوبر الجاري، إن "التوقيت المعتمد خلال الفترة الصباحية سيكون من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الزوال، على أن تبتدئ فترة ما بعد الزوال من الساعة الثانية إلى الساعة السادسة مساء، وذلك حرصا على تكييف الزمن الدراسي وإيقاعات الدراسة مع التوقيت الجديد بما يتوافق مع المصلحة التعليمية والتكوينية".
وأوضح البلاغ أن "هذا الإجراء، الذي تم اعتماده بعد مصادقة المجلس الحكومي أمس الجمعة، على مشروع المرسوم رقم 2.18.855 القاضي بالاستمرار بكيفية مستقرة في العمل بالتوقيت الصيفي المعمول به حاليا (غرينتش+1)، والذي سيدخل حيز التنفيذ فور نشره بالجريدة الرسمية، يأتي ضمانا لتطبيق التوقيت الجديد في أحسن الظروف، وتأمين شروط وظروف التحصيل الدراسي السليم، ومراعاة حاجيات الأسر".
وزاد البلاغ أن "الغاية تكمن في تمكين التلميذات والتلاميذ والمتدربات والمتدربين والطالبات والطلبة من التنقل إلى مؤسساتهم في ظروف آمنة وملائمة، وضمان التحاقهم بها صباحا ومغادرتها مساء في ضوء النهار".
عريضة واحتجاج
أنشأ نشطاء مغاربة عريضة دولية على موقع العرائض العالمي "أفاز"، وذلك لمطالبة حكومة سعد الدين العثماني بإلغاء التوقيت الصيفي بشكل نهائي.
وسجلت العريضة أن "شرائح واسعة من الشعب المغربي ترفض الساعة الإضافية GMT+1، لكن الحكومة اعتمدتها ضدا على رغبة الشعب".
وأجج قرار الحكومة باعتماد الساعة الإضافية على طول السنة غضبا شعبيا، حيث أرفق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ "لا للتوقيت الصيفي، ضد إضافة ساعة على التوقيت المغربي".
وذهب آخرون إلى إطلاق دعوات من أجل الاحتجاج على القرار معتبرين أن الحكومة لا تحترم ذكاء المواطنين، معلنين عزمهم على تقديم عرائض قانونية في الموضوع.
وشرع عدد من النشطاء في التنسيق بينهم من أجل خوض وقفات احتجاجية بمختلف المناطق، نهاية الأسبوع الجاري، مع إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على الحكومة قصد التراجع عن القرار.
الأمن المغربي يتدخل ضد محتجين احتلوا سكة القطار (شاهد)
غضب في المغرب.. بعد قرار الحكومة تثبيت الساعة الصيفية (شاهد)
"فلسطين" و"الأمازيغية".. تشعلان حربا داخل حكومة المغرب