تحت عنوان "المعتذرون للأسد"؛ قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها إن قساوسة بريطانيين وأعضاء في مجلس اللوردات يدافعون عن نظام الأسد الفاسد.
وقالت في افتتاحيتها التي ترجمتها "عربي21"، إن الهجوم القاسي للأسد ضد الشعب السوري والذي بدأ بقمع الانتفاضة الشعبية عام 2011 طال أمده أكثر من الحرب العالمية الثانية بعام. وأضافت أن وصف ما يجري في سوريا بالحرب الأهلية غير دقيق نظرا لعدم تساوي الأطراف فيها. فالنزاع السوري يضع ديكتاتورا قاسيا ضد شعب أسير؛ مات منه نصف مليون نسمة وشُرّد 11 مليونا أصبحوا لاجئين في بلادهم وفي الشتات.
وتعبّر الصحيفة عن استغرابها من حصول الأسد على تأكيدات وتطمينات أخلاقية لحملته من نواب في البرلمان البريطاني والمؤسسة الدينية المسيحية، قائلة: "وسواء تصرفوا بناءً على سذاجة أو أمر أسوأ، فإن مشاركتهم تعتبر تواطؤا مع الشر.
وأشارت الصحيفة إلى التقرير الذي نشرته عن تحذيرات الخارجية البريطانية من زيارات وفود نواب البرلمان وأعضاء مجلس اللوردات والقساوسة البارزين إلى سوريا باعتبارها تهديدا للسلام في الشرق الأوسط، وأن هؤلاء يقومون بترديد دعاية نظام الأسد مثل الببغاوات.
ومن الرموز الذين زاروا دمشق ضمن وفود "لتقصي الحقائق" أو مهام "رعوية" دينية؛ البارونة كوكس؛ والتي جُرّدت من حصانتها في حزب المحافظين بعدما دعمت قبل أكثر من عقد حزب الاستقلال، وأسقف كانتبري السابق لورد كيري، والأسقف السابق لدورشيستر، ناظر علي، والمستشار السابق في سانت بولز، غايلز فريزر.
وتعلق الصحيفة قائلة إن أيا منهم لا خبرة له في الدراسات الاستراتيجية وسياسات الشرق الأوسط أو الأساليب الوحشية التي استخدمت في الحرب السورية. ويبدو جهلهم واضحا في النزاع. فبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)؛ أثنت ليدي كوكس على "الإنجازات التي حققها الجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب".
أما القس أندرو أشداون، الذي قاد "الوفود" من اللوردات والقساوسة إلى سوريا، فقد حمّل، على ما قيل، بريطانيا مسؤولية "العدد الكبير" من القتلى في الحرب، واعتذر للعائلات الثكلى. وتم بث هذا الكلام في الإعلام الرسمي السوري. كما أن هؤلاء الزوار جاءوا إلى سوريا بصفة رسمية، ولديهم مواقع في صناعة القرار وليسوا مجموعة من المضلَّلين.
وتعلق الصحيفة قائلة إن الجرائم ليست مسؤولية طرف واحد في الحرب. فقد وسع تنظيم الدولة تأثيره وسط الفوضى والخراب وارتكب أسوأ الممارسات الرهيبة ضد المدنيين. ولم يكن الأسد أبدا حاجزا ضد التطرف الإسلامي بل القابلة له. فمن خلال قتل المتظاهرين السلميين فتح الأسد المجال أمام المتطرفين المجانين لتقديم أنفسهم كمنافحين عن الشعب السوري.
وتقول الصحيفة: "هذا لا علاقة له باستحضار المسيحيين للسلام. وتعتقد أن أفكار الوفود المشوشة تعبر عن خطأين في الفهم؛ الأول، هو الفشل في التفريق بين الراديكالية الإسلامية والسكان المسلمين العاديين. فالأسد ليس الحامي للحرية الدينية، بل هو حاكم مطلق شنَّ هجمات كيماوية ضد مواطنيه. أما الثاني فهو الوهم الذي يعاني منه المعادون للحرب ونظرهم لأخطاء الديمقراطيات الغربية بدلا من التركيز على عملية النهب الأكبر للسوريين.
وتقول الصحيفة إن عالم اللاهوت الكبير رينولد نيبور حذر في الثلاثينيات من القرن الماضي من أن "تدفعنا ثقافة السلم؛ إما لعدم إصدار أحكام بالمرة أو لتفضيل الطاغية وبشكل مفرط". وقد تأكدت ملاحظاته في النزاعات الكارثية الأخيرة، في البوسنة 1992– 1995، التي شنَّ فيها الصرب حرب إبادة ضد المسلمين البوسنيين. وتم تصوير الضحايا وتشويههم عبر الإعلام من خلال تحالف غير مقدس بين المعادين المتطرفين للمسلمين والمدافعين عن السلام المعادين للإمبريالية. وللمأساة فقد جمع الأسد من خلال آلته الدعائية وبدعم من رعاته الإيرانيين والروس تجمعا مقدسا منحرفا. والمتواطئون معه في هذه الجهود يسيئون للحياة البريطانية العامة إن لم يكونوا يغشون أنفسهم.
بوتين: القوات الأمريكية في سوريا غير شرعية وعليها المغادرة
روسيا تسلم نظام "أس300" رسميا للنظام السوري
أنقرة تطالب واشنطن بتنفيذ اتفاق منبج "بشكل حرفي"