أكدت صحيفة "واشنطن بوست "الأمريكية أن مديرة المخابرات المركزية
الأمريكية، جينا هاسبيل، استمعت للتسجيلات التركية الخاصة بجريمة مقتل الصحفي
السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، في الثاني من الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة إن التسجيل الصوتي يضع المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة، من أجل مطالبة السعودية بمحاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي.
وكانت صحيفة قريبة من الحكومة التركية ذكرت، الأربعاء، أن أجهزة الاستخبارات التركية
أطلعت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" على الأدلة
التي جمعتها في إطار التحقيق في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي خلال زيارتها لتركيا.
وذكرت "الصباح" التركية أن أجهزة الاستخبارات التركية "أطلعت جينا
هاسبل على الأدلة المرتبطة" بقتل الصحافي السعودي خلال زيارتها لتركيا الثلاثاء.
وقالت الصحيفة خصوصا إن الجهاز التركي عرض على مديرة الـ"سي آي إيه "مشاهد فيديو وتسجيلات صوتية، والدلائل التي تم الحصول عليها خلال تفتيش القنصلية العامة
ومنزل القنصل السعودي" في إسطنبول.
من جهة أخرى، قالت "واشنطن بوست"، في افتتاحيتها الخميس، إن واشنطن
بحاجة إلى حوار شامل بشأن السعودية، وما إذا كانت العلاقة
الحالية معها بوضعيتها الحالية تخدم مصالح الولايات المتحدة.
وأضافت أنه هل من الممكن أن يكون لدينا مثل هذا النقاش الصادق ونحن لدينا
هذا العدد الكبير من الخبراء تدفع لهم السعودية بطريقة أو أخرى.
وقالت الصحيفة إن هاسبل استمعت للأشرطة التي تسجل عملية التحقيق ومقتل خاشقجي، بشكل منح مسؤولة بارزة في حكومة الرئيس دونالد ترامب الفرصة للاطلاع على الدليل الذي استخدمته تركيا للقول إن العملية كانت مخططة وعن سبق إصرار.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هاسبل، التي غادرت تركيا يوم الاثنين بعد زيارة سرية، استمعت إلى الشريط المسجل خلال زيارتها، وذلك بحسب أشخاص على علم باللقاءات التي أجرتها.
وتفيد الصحيفة بأن ترامب الذي جعل السعودية مركزا لاستراتيجيته في الشرق الأوسط أبدى تشككا من روايتها، بأن "قتلة مارقين" هم من نفذ العملية، وأن وفاته جاءت بعد عراك بالأيدي داخل القنصلية في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، وقال الرئيس ترامب يوم الثلاثاء إن السعوديين متورطون في "أسوأ عملية تستر في التاريخ"، وبأن من يقفون خلف عملية القتل سيواجهون مشكلة كبيرة.
وينقل التقرير عن شخص على معرفة بالتسجيل، قوله إنه كان "قاطعا"، وقد يزيد الضغوط على الولايات المتحدة لتحميل السعودية مسؤولية مقتل خاشقجي، وهو الكاتب المساهم في صحيفة "واشنطن بوست".
وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤول السابق في "سي آي إيه" والباحث في معهد بروكينغز بروس ريدل، قوله: "هذا يضع الكرة وبقوة في ملعب واشنطن.. لن يكون هناك ضغط من الإعلام، لكن الكونغرس سيقول: جينا نحب أن نراك شخصيا لتخبرينا بالضبط عما سمعتيه".
ويلفت التقرير إلى أن إدارة ترامب اتخذت خطوتها الأولى لمعاقبة السعودية يوم الثلاثاء، عندما سحبت تأشيرات العملاء السعوديين الذين تورطوا في القتل، و"هي خطوة متواضعة"، خاصة أن 18 شخصا من 21 هم معتقلون الآن.
وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية مايك بومبيو، قوله إنه يعمل مع وزارة الخزانة لفرض عقوبات على المسؤولين عن مقتل الصحافي، وأضاف بومبيو: "هذه العقوبات لن تكون الكلمة الأخيرة من الولايات المتحدة في الموضوع.. سنواصل البحث عن إجراءات أخرى لمحاسبة المسؤولين".
ويستدرك التقرير بأن ترامب عاد وكرر موقفه بأن السعودية هي حليف مهم، وأكبر مشتر للدبابات والقنابل والطائرات الأمريكية، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفى يوم الأربعاء أي علاقة له بالقتل، ووعد بجلب المسؤولين عنها للعدالة. ووصف الجريمة بـ"الشنيعة".
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الأتراك عبروا عن شكوكهم في أنه سيدعم تحقيقا شاملا، وقال مسؤول تركي: "كيف سيكون هناك تحقيق شامل والمشتبه الرئيسي هو ولي العهد (أم بي أس)"، وأضاف المسؤول: "هو واحد من المشتبه فيهم، وأعضاء من حرسه كانوا جزءا من فرقة القتل، وعلى الولايات المتحدة وبقية العالم ألا يقبلوا بهذا".
وينقل التقرير عن ريدل، قوله إنه من الصعوبة على هاسبل رفض مطالب من الكونغرس لإطلاعه على نتائج زيارتها، وأضاف: "سيكون من الصعب عليها أن تقول لا؛ لأن لجنة الاستخبارات ستطلب في الحد الأدنى الحضور سرا، وحتى لو كانت جلسة سرية فسيتم تسريب ما حدث فيها سريعا".
وتنوه الصحيفة إلى أن المشرعين زادوا من ضغوطهم على إدارة ترامب، واتهموا ولي العهد بإصدار أمر القتل.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول السيناتور الجمهوري عن تينسي بوب كوركر، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن": "هل أعتقد أنه فعلها؟ نعم أعتقد أنه فعلها"، فيما قال السيناتور الجمهوري توم تيليس لمحطة أنباء "أن بي سي": "في السعودية لا تفعل أمرا بهذه الضخامة دون الحصول على إذن من الأعلى".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
تركيا أطلعت مديرة CIA على تسجيلات مرتبطة بمقتل خاشقجي
خاص: اتصالات سعودية-تركية عالية المستوى لحل أزمة خاشقجي
أول رد رسمي سعودي على اختفاء خاشقجي.. وخطيبته تعلق