نشر موقع "
وايرد" تقريرا،
تطرق من خلاله إلى الخطوات الاستباقية التي تتخذها شركة
فيسبوك للتصدي لأي عملية اختراق أو تلاعب عن طريق موقعها خلال
الانتخابات البرازيلية والأمريكية القادمة.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"،
إنه قبل شهر من الآن، وقع تجهيز غرفة سرية في أحد أقبية شركة فيسبوك، أطلق عليها اسم "
غرفة الحرب"، وذلك للاستعداد للتصدي لأي عمليات نشر للأخبار الزائفة في خضم الانتخابات الرئاسية البرازيلية والانتخابات النصفية الأمريكية. وقد اتخذت الشركة هذه الخطوة لضمان عدم تفشي الاحتيال والتلاعب الذي طغى على مختلف منصاتها خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية سنة 2016.
وأشار الموقع إلى أن شركة فيسبوك كانت غالبا ما تتكتم على مثل هذه الاستراتيجيات الوقائية،
خوفا من أن يخدم ذلك منافسيها أو يكشف مواطن ضعفها. لكن سمعة الشركة قد تضررت بالفعل في أعقاب فضيحة التلاعب بالانتخابات الأمريكية، فضلا عن فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" التي جدت هذه السنة. وفي سابقة من نوعها، تم استدعاء نحو أربعين صحفيا،
صباح يوم الأربعاء، لإلقاء نظرة على الشركة، والسماح لهم بطرح جل أسئلتهم، فضلا عن توجيه رسالة إلى العالم مفادها أن شركة فيسبوك تحاول على الأقل تصحيح الأمور هذه المرة.
وذكر الموقع أن هذه الغرفة؛ أي "غرفة الحرب"،
تبدو من الخارج كما لو أنها غرفة مؤتمرات مظلمة حيث وقع تثبيت ورق تعتيم على نوافذها. وفي الداخل، كان هناك العديد من الكمبيوترات التي تعمل على مراقبة المحتوى الفيروسي، والرسائل غير المرغوب فيها،
والكلام الذي يحث على الكراهية، وقمع الناخبين عبر جميع منصات فيسبوك، وضمن المواقع الخارجية مثل تويتر وريديت، على حد سواء.
وأورد الموقع أن المتحدث باسم شركة فيسبوك،
توم رينولدز قال إن هناك أكثر من 20 فريقا مكلفا بالعمل ضمن "غرفة الحرب" مدعومين بنحو 20 ألف شخص تم تجنيدهم لتحسين مراقبة مختلف البرامج. وتضم الفرق متخصصين في التهديدات السيبرانية وعلم البيانات والهندسة والأبحاث والسياسة القانونية والاتصالات.
وذكر الموقع أنه في الوقت الراهن، تعمل هذه الفرق 20 ساعة في اليوم،
علما أن ساعات العمل ستصبح 24 ساعة قبل 5 أيام من انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات البرازيلية في 28 تشرين الأول / أكتوبر، ومرة أخرى قبل خمسة أيام من الانتخابات النصفية الأمريكية في 6 من تشرين الثاني/ نوفمبر.
والجدير بالذكر أن هذه الخطوات تعد بمنزلة اعتراف من قبل فيسبوك بأنها في سباق تسلح ضد المحتالين والمتلاعبين،
وأن التهديدات يمكن أن تصدر من أي مكان. يمكن لهؤلاء المحتالين أن يشنوا
هجومهم من خلال إنشاء حساب زائف، أو حتى حساب عادي، ليطلقوا منه حملة إخبارية
كاذبة أو يمكن أن يستخدموا الرسائل غير المرغوب فيها لبلوغ مبتغاهم بشكل سريع،
ويمكنهم اعتماد أي لغة، انطلاقا من أي دولة.
وأفاد الموقع أنه في ظل وجود
العديد من الخبراء ضمن مجموعة من الفرق المتنوعة التي تعمل بسرعة وتراقب عن كثب،
تأمل الشركة أن تتمكن من التصدي للتهديدات ومعالجتها في غضون دقائق قبل أن تجتاح
منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها. يوم الأربعاء، لم يقر الرؤساء التنفيذيون
بأنهم سيواصلون استخدام غرفة الحرب بعد انتهاء الانتخابات النصفية في الولايات
المتحدة الأمريكية، ولكنهم أطنبوا في الحديث عن نجاعتها ومدى فاعليتها، بحيث يصعب
عليهم التفكير في سبب يدفعهم إلى إغلاقها.
ونوه الموقع إلى أنه من الصعب أن تأخذ مساعي فيسبوك على محمل الجد، خاصة أن الحوادث والهفوات المتكررة،
قد أثارت سخط المستخدمين والمستثمرين والموظفين. ففي الشهر الماضي، أعلنت فيسبوك عن أكبر اختراق في تاريخها، الذي طال حوالي 30 مليون حساب.
وذكر الموقع أنه خلال البيان الموجز الذي ألقي يوم الأربعاء،
تساءل أحد الصحفيين البرازيليين عن سبب مواصلة تفشي الأخبار الزائفة في فيسبوك في البرازيل، على الرغم من الجهود التي تبذلها الشركة للقضاء عليها. في الأثناء، تجنب المديرون التنفيذيون الإجابة على السؤال مباشرة.
وقال الموقع إنه على الرغم من العقبات التي واجهتها،
اتخذت الشركة خطوات ملموسة هذه السنة لتحسين سبل مراقبة مختلف منصاتها، حيث تم تجديد خوارزمية "موجز الأخبار". كما فرضت مجموعة من القيود الجديدة على الإعلانات السياسية، وتضاعف حجم الفرق التي تعمل على هذه القضايا. في المقابل، صُدم المستثمرون حين علموا أنه يجب عليهم إنفاق نحو أربعة مليارات دولار قبل أن يقع معالجة هذه المشاكل على النحو المطلوب.
وفي الختام، أكد
الموقع أن شركة فيسبوك تحاول أن تتبنى سياسة الشفافية فيما يتعلق بمختلف المشاكل التي تواجهها، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون أن يقع الكشف علنا عن الهجمات التي تفطنت إليها والصفحات أو الحسابات التي قامت بإغلاقها.
للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا