تواصل مصر، جهودها نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتثبيت تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على الرغم من تعثرها ووصولها لمفترق طرق.
وكان وفد أمني مصري قد وصل إلى قطاع غزة، لإجراء مباحثات مع حركة حماس، يعقبها لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الخميس، حيث تثار التساؤلات حول ما يمكن أن يحققه الوفد في ظل تعثر مساري المصالحة والتهدئة.
الجدير بالذكر، بأن الاحتلال صعد من لغته التهديدية تجاه قطاع غزة، في ظل استمرار مسيرات العودة، واطلاق البالونات الحارقة، بعد جمعة دامية خلفت سبعة شهداء ومئات الجرحى الفلسطينيين.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حربه أفيغدور ليبرمان، بتوجيه ضربات قاسية إلى حركة حماس في غزة، إن لم تتوقف المسيرات، والطائرات الورقية الحارقة.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، قالت إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، قرر الأسبوع الجاري، الاستجابة للجهود المصرية لإرساء الهدوء في غزة، وأن نتنياهو قرر إعطاء فرصة لتلك الجهود قبل توجيه ضربة عسكرية إلى غزة.
اقرأ أيضا: وفد مصري يصل غزة لإجراء مشاورات مع حماس
حراك قبل الانفجار
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي ياسر أبو هين، إن الجلسات المكوكية بين مصر وحماس، تناولت طبيعة العلاقة بين الطرفين، إلى جانب ملف المصالحة والتهدئة، إلا أنهما لم يستكملا مباحثاتهما، لذلك الزيارة تأتي للإجابة على بعض التساؤلات، واستطلاع موقف حركة حماس حول التهدئة.
وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21"، أن الزيارة المصرية كانت مقرة مسبقا، وترتبط أيضا بالتصعيد الميداني الجاري، واللغة التهديدية الإسرائيلية تجاه غزة، مشيرا إلى أن مصر تسعى لتهدئة الميدان، وعدم تدهور الأوضاع في غزة.
في السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي حسام الدجني، أن زيارة الوفد المصري للأراضي الفلسطينية، إلى جانب دولة الاحتلال، تأتي ضمن سياق حرص مصر على بقاء حالة الاستقرار بالمنطقة، وضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة، وتخفيف حدة الاحتقان، وعدم التوجه لمواجهة شاملة.
وتابع في حديثه لـ"عربي21"، أن مصر ستحاول إقناع كافة الأطراف في دفع العجلة إلى الأمام باتجاه المصالحة والتهدئة.
من جهته، قال القيادي في الجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو، إن الأوضاع وصلت في قطاع غزة إلى حد الانفجار، لذلك تتحرك مصر على كل الجبهات.
وقال في حديثه لـ"عربي21"، إن الحركة المكوكية ليست فقط من مصر، بل من جهات أممية أخرى بدأت تتحرك بقوة، لأن جميع هذه الجهات بدأت بالشعور بأن القطاع وصلت لنقطة الصفر، وأن الواقع بدأ بالتدحرج بشكل جدي، وخاصة في ظل التسريبات التي تتحدث عن عقوبات جديدة على غزة، وفي ظل التصعيد المتطور بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية.
اقرأ أيضا: فصائل لـ"عربي21": عدوان الاحتلال يهدف لتخريب جهود التهدئة
وأضاف، بأن الجهود المصرية أمام هذه المعطيات، ستسعى لوضع حد لأي تصعيد مرتقب تجاه غزة، لأن من مصلحتها هدوء الجبهة في القطاع.
التسهيلات الأممية
وحول عرقلة التسهيلات المقدمة من قطر، وكذلك الجهود الاممية، لفت أبو هين إلى أن السلطة مازالت تتعنت أمام هذه الجهود، وتعرقلها، مضيفا أن هناك الحديث عن توافق حول التهدئة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، والجانب المصري يسعى لإغلاق الملفات المتبقية على صعيد هذا الملف.
وأوضح، أن إدخال الوقود بتمويل قطري إلى غزة، كان جزءا من اتفاق التهدئة الذي يتم بلورته، ويجري التفاف من الأطراف على أخذ الإذن من رئيس السلطة عباس، لأن جميع الأطراف لن تنتظر ليحدث أي انفجار في جبهة غزة.
من جهته قال الدجني، إن هناك جدلا حول قدرة مصر وقطر والأمم المتحدة، على تجاوز السلطة، مرتبط بتشابك وتعقيدات المشهد الفلسطيني وكثرة اللاعبين السياسيين فيه، وأهم اللاعبين هي إسرائيل، وبذلك حسابات تلك الخطوة تمر عبر ميزان الذهب، ومرتبطة بطبيعة المخططات التي تحاك على القضية الفلسطينية وموقع الرئيس عباس منها.
اقرأ أيضا: شهيد وإصابات في غارات إسرائيلية متجددة على قطاع غزة
وأضاف، لذلك سنرى تقدما بطيئا في ملف التسهيلات، إلا أن فكرة تجاوز السلطة مرتبطة بالفراغ الذي تركته في غزة وفرض العقوبات عليها، ولذلك قد تمر تلك المشاريع طالما بقيت الحالة الفلسطينية في قطاع غزة قريبة من الانفجار الذي لا تريده أغلب الاطراف.
وفي السياق ذاته، أشار سويرجو، إلى أن الأيام القادمة قد تحمل جهود بهدف كسب الوقت، حتى الوصول لحل مرض يبعد الأطراف من شبح الحرب.
تحذير من دعوة "ثوري فتح" لحل "التشريعي" وإجراء انتخابات
هكذا قرأ مختصون دعوة عباس لحلّ "التشريعي" وإجراء انتخابات
محللون يقرأون تداعيات قرار قطر بإدخال شاحنات الوقود لغزة