كشف قيادي عسكري في المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها تركيا، الثلاثاء، أن أكثر من 20 ألف من قوات فصائل المعارضة قد انتشرت قرب منبج، وسط حالة تأهب، استعدادا لعمل عسكري ضد وحدات الحماية الكردية في مدينة منبج في ريف حلب الشرقي.
وأعلن رئيس المجلس العسكري التابع للمعارضة السورية في مدينة منبج، عدنان أبو فيصل، أن أكثر من 20 ألف مقاتل مستعدون لمواجهة وحدات الحماية الكردية في منبج، لافتا إلى أن القوات التركية مع قوات الجيش السوري الحر، دخلت حالة تأهب على سبع نقاط قرب منبج.
وفي تصريحات لصحيفة "يني شفق" التركية، اعتبر رئيس مجلس منبج العسكري، التابع للمعارضة السورية، أن عناصر وحدات الحماية الكردية يعيشون حالة من الرعب والخوف، معتبرا أن مصدر الأمان الوحيد بالنسبة لهم القوات الأمريكية والأسلحة التي دعمتهم بها.
اقرأ أيضا: لماذا أجلت أمريكا تنفيذ اتفاقها مع تركيا حول منبج السورية؟
وأضاف: "نستعد لتطهير المنطقة ابتداء من منبج حتى حدود العراق"، موضحا أن عناصر الوحدات الكردية في منبج يبلغ عددهم قرابة 5 آلاف، بينما هناك أكثر من 20 ألفا من قوات الجيش الحر انتشرت فعلا على خط طويل يبدأ من شرق منبج.
وفي هذا الصدد، قال الناطق الرسمي باسم "المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية" مضر حماد الأسعد، إن تركيا تدرك بلا شك الخطر الذي يهدد أمنها القومي من الوحدات الكردية الجناح السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني المصنف على قوائم الإرهاب في تركيا ودول أخرى.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن القيادة التركية عملت وبالتعاون مع قيادة الجيش السوري الحر على توحيد كل كتائب الجزيرة والفرات وشرق الفرات عامة في جيش أحرار الشرقية مع بعض الكتائب الثورية الأخرى بحدود 22 ألف مقاتل، حيث تم تسليحهم بأنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة كافة، من أجل تحرير المنطقة الشرقية كاملة من منبج إلى الحدود العراقية ونهر دجلة إلى البوكمال.
اقرأ أيضا: ترقب عسكري تركي لتطورات وتحركات الأحزاب الكردية بمنبج
وأوضح الأسعد أن تركيا تريد إبعاد خطر الوحدات الكردية من أجل عودة اللاجئين السوريين من أبناء المناطق الشرقية التي سيطر عليها العمال الكردستاني، الذين يقدر عددهم في تركيا بـمليوني نسمة، حيث إن هؤلاء عندما يتم طرد "قسد" منها سيعودون إلى ديارهم.
واعتبر أن العملية العسكرية المقبلة ضد وحدات الحماية ستساعد في استقرار المنطقة وعودة اللاجئين، وفي أن تحفظ تركيا أمنها القومي، من خلال التعاون مع العشائر والقبائل السورية العربية والتركمانية والكردية التي ترفض وجود العمال الكردستاني والنظام السوري في المنطقة.
عملية مرتقبة
من جهته، يرى الناشط السياسي السوري، جاسم المحمد، أن العملية العسكرية للجيش التركي وفصائل المعارضة السورية ضد وحدات الحماية الكردية قد اقتربت للسيطرة على مدينة منبج.
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن تصريحات المسؤولين الأتراك تشير بوضوح إلى نفاد صبر القيادة التركية من الوعود الأمريكية التي لم تنفذ بشأن اتفاق منبج، وبالتالي، فإن العملية العسكرية ضد وحدات الحماية الكردية قادمة خلال فترة قريبة، وفق اعتقاده.
لكنه في المقابل، استبعد أن يشن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية هجوما ضد القوات الكردية دون وجود توافق وتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الأمر، حيث يعتقد أن هذا التفاهم أصبح في مراحله الأخيرة، خاصة في ظل تحسن العلاقة بين أنقرة وواشنطن بعد إفراج تركيا عن القس الأمريكي قبل أيام.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قد صرح في وقت سابق، بأن بلاده تهدف لتطهير بعض المناطق السورية، بدءا من منبج، وحتى الحدود السورية العراقية.
هل ماطلت واشنطن بتطبيق خطة منبج ردا على اتفاق سوتشي؟