قلّلت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" من أهمية
تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لها، وأكدت بأنها لن تكسر إرادة الشعب
الفلسطيني"، مبينةً أنها ستشكل حافزًا لمزيد من الانخراط في مسيرات العودة واستمرارها وتطوير أدواتها.
وقالت حركة "حماس" في بيان لها اليوم: "إن على الاحتلال إنهاء حصاره على أهلنا في غزة بدلاً من التهديدات الفارغة وخلق مزيد من الأزمات".
وقال القيادي في "حماس" سامي خاطر في حديث مع "
عربي21": "التهديدات الإسرائيلية لنا ليست جديدة، ونحن متعودون عليها، وهي لا تخيفنا ولا ترهبنا".
وأشار خاطر، إلى "أن الأرجح أن تكون التهديدات الإسرائيلية لحماس جزءا من صراع بين القوى السياسية الداخلية ولها علاقة بالأنباء المتزايدة عن التذكير بالانتخابات الصهيونية في الداخل".
وأضاف: "كل المؤشرات تتجه إلى أن الاحتلال ليس من مصلحته الآن الدخول في حرب ضد الشعب الفلسطيني لأنه سيدفع الثمن غاليا".
وتابع: "نحن نفهم ذلك جيدا، ونعلم أن عدونا لئيم، ونحن معنيون بحلّ مشكلات قطاع غزة والتخفيف من معاناة هذا الشعب المظلوم الذي يتعرض لحصار ظالم من أطراف متعددة، لكننا أيضا جاهزون للدفاع عن شعبنا".
على صعيد آخر أكد خاطر أن "حماس ملتزمة بتنفيذ كل ما تم التوافق عليه بشأن المصالحة، وأن يكون الصف الفلسطيني موحدا في مواجهة الاحتلال"، لكنه قال: "أما إذا كان للرئيس محمود عباس وقيادة حركة فتح موقف آخر فهذا يبقى شأنهم".
واعتبر خاطر أن "التهديدات التي أطلقها الرئيس محمود عباس وعدد من قادة فتح بشأن تسليم القطاع بالكامل لحكومة الوحدة الوطنية وإلا فإن هناك عقوبات جديدة سيتم فرضها على القطاع، هي جزء من استرضاء الاحتلال والقوى الغربية التي تلوح للسلطة بأنها قد تتجاوزها".
وأضاف: "للأسف الشديد الرئيس محمود عباس بدل أن يرد على التجاهل الصهيوني والغربي للشعب الفلسطيني ومعاناته، بالتوجه إلى الداخل وتوحيد الصف الفلسطيني فهو يهدد شعبه، وهذا لا يخدم في نهاية المطاف إلا العدو"، على حد تعبيره.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد قال إن حكومته لا توافق على مطالب "حماس" برفع القيود عن قطاع غزة مقابل تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع.
وقال ليبرمان في مؤتمر نظمته صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الإثنين: "على النقيض من أولئك الذين يعتقدون أن التفاهم ممكن مع حماس، فأنا لا أعتقد أن هناك أي فرصة لهذا".
وأضاف: "لا تستطيع إسرائيل الموافقة على شروط حماس لوقف إطلاق النار، لأن هذه المطالب تشمل رفع جميع القيود الإسرائيلية على حدود غزة".
وتابع ليبرمان: "إن الصفقة في ظل هذه الظروف لن تحدث أبدا".
وكانت مؤسسات فلسطينية وإسرائيلية ودولية حذرت من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع.
وتطالب حركة "حماس" برفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لكي يكون ممكنا التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
كما تطالب مؤسسات دولية، بما فيها الأمم المتحدة، برفع الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة.
ولكن ليبرمان رأى أنه من الممكن دفع "حماس" للقبول بوقف إطلاق النار في حال توجيه ضربة عسكرية قاسية للحركة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال: "لا يمكن التوصل إلى تفاهم لوقف إطلاق النار في غزة إلا بعد أن يوجه الجيش الإسرائيلي ضربة عسكرية قاسية لحركة حماس".
وألمح ليبرمان إلى استعداده للقبول بتفاهم لوقف إطلاق النار مع "حماس"، على غرار ما حدث بعد حرب غزة عام 2014.
ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي أضاف: "يجب توجيه أقسى ضربة إلى حركة حماس من أجل دفعها للقبول، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة شاملة، علينا أن نوجه ضربة مؤلمة".
وتم في العام 2014 التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية من خلال وساطة مصرية.
وتؤيد حركة "فتح" جهود التهدئة لكنها تتمسك بالمصالحة أولاً وترى أن التهدئة عمل وطني وليس فصائليا يجب أن يلي المصالحة، وتكون مهمة التوقيع عليها من مشمولات الحكومة.