قال البروفيسور عيدان زيلكوفيتش، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، إن "المصلحة الأساسية التي يعمل على تحقيقها الرئيس الفلسطيني اليوم هي إسقاط حماس في غزة؛ لأنه لا يبدي أي تأثر بما تشهده غزة، ولعله يرى أن عملية عسكرية إسرائيلية ضدها قد تخدم مصلحته هذه تمهيدا لعودته لحكم القطاع".
وأضاف في مقال تحليلي مطول ترجمته "عربي21" أنه "لا يمكن الفصل بين الطريق المسدود الذي وصلته مفاوضات المصالحة الفلسطينية المتعثرة، وبين حالة التصعيد العسكرية الآخذة بالتزايد على حدود غزة، في الوقت الذي تعاني فيه حماس من تراجع مريع، وباتت كل محاولاتها للتوصل لترتيبات إقليمية لتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور في القطاع، والمحافظة على قدراتها الإستراتيجية العسكرية تبوء بالفشل".
وأوضح رئيس قسم الشرق الأوسط بالكلية الأكاديمية، عيمك يرزعائيل، أن "مصالحة حماس وفتح باتت هي ترموميتر قياس الاستقرار الإقليمي، فكلما استمر حوارهما، وأعطى ضوءا بآخر النفق، وأملا بتغيير في المستقبل، ساهم ذلك بتخفيف حدة التوتر مع إسرائيل، ورغم أن حماس أبدت رغبتها الجدية بالتنازل عن السيطرة على غزة، ونقلها للسلطة الفلسطينية، لكن أبو مازن لم يتشجع لذلك، بل أعلن حربا لا هوادة فيها على الحركة".
وأشار إلى أن "سلوك عباس القاسي تجاه عزة تجسيد لإرثه التاريخي والسياسي المتمحور حول عدم أهمية غزة بالنسبة له منذ انتخابه في 2005 رئيسا للسلطة، بعكس تعلق ياسر عرفات بها، فيما ركز عباس على إقامة مشاريع الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، وترك غزة خلف ظهره، وبعد ثلاث حروب مع إسرائيل يبدو قطاع غزة مرهقا ومتعبا، دون أن يغير أبو مازن موقفه من الناحية الإستراتيجية تجاهه".
وأضاف زيلكوفيتش، وهو زميل باحث في معهد ميتافيم للسياسات الإقليمية الإسرائيلية، أن "عباس أعلن سلسلة من العقوبات الاقتصادية ذات التأثير الكبير على حياة سكان غزة، من أجل زيادة الضغط الاجتماعي والشعبي على حماس، وإقناعهم بأن الحركة الإسلامية لا تستطيع أن توفر لكم احتياجاتكم الأساسية".
وأكد أن "عباس بعد أن أخفق بمساره السياسي مع إسرائيل حول حل الدولتين، بات الملف الداخلي بالنسبة له أكثر حيوية، بالتزامن مع رؤية حماس لنفسها البديل القادم لوراثة قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية؛ لأن فقدان أبو مازن لقطاع غزة قد يتبعه فقدان فتح لموقعها المفصلي والمركزي في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية".
وقال إن "الفشل السياسي الذي صاحب مسار العملية التفاوضية، والشكوك المتبادلة مع حماس، جعلت مواقف عباس أكثر تطرفا تجاهها، من خلال اشتراطه نزع سلاحها قبل الدخول بأي مصالحة، مع أن حماس من دون سلاحها ستفقد هويتها الأيديولوجية، بل وتأثيرها السياسي أيضا".
وأوضح زيلكوفيتش، الباحث في مركز عيزري لدراسات إيران والخليج العربي بجامعة حيفا، أنه "في ظل قناعة أبو مازن بأن حماس لن تلبي مطلبه بالتنازل عن سلاحها، فقد قرر مواصلة الضغوط الاقتصادية عليها على أمل أن تؤدي لاندلاع مظاهرات جماهيرية ضدها، ما قد يمهد الطريق لعودته للقطاع منتصرا".
وختم بالقول إن "زيادة مستوى التدهور الأمني والاقتصادي في غزة يزيد فرص الاحتكاك بين حماس وإسرائيل، لأن حماس مستعدة لتصدير أي غضب داخلي باتجاه الخارج، مع أن مواجهة عسكرية كهذه قد تؤدي لنزع سلاحها، وتفكيكه، ورغم أن السلطة الفلسطينية نفت في الماضي إمكانية حدوث هذا الخيار المتمثل بالعودة لغزة عقب حرب إسرائيلية على حماس، لكن أبو مازن قد يراها اليوم طريقا معقولة".
خبراء إسرائيليون: لماذا أوقف الجيش التغطية الصحفية لمسيرات العودة؟
تقديرات إسرائيلية: حماس والجيش يشدان الحبل أكثر من اللازم
الجيش الإسرائيلي يُصيب 11 فلسطينيا قرب حدود غزة