دعا 170 من أئمة وعلماء موريتانيا، الأربعاء، رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز، إلى التراجع عن قرار إغلاق "مركز تكوين العلماء" الذي يرأسه العالم الإسلامي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محمد الحسن ولد الددو.
وكانت السلطات الموريتانية أغلقت "مركز تكوين العلماء" يوم 24 أيلول/ سبتمبر الماضي، ثم أغلقت بعد ذلك "جامعة عبد الله بن ياسين" التي يرأسها أيضا العلامة الشيخ الددو.
وبرر المتحدث باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ، قرار إغلاق "مركز تكوين العلماء" و"جامعة عبد الله بن ياسين" بالقول، إن المركز والجامعة يكرسان يوما بعد يوم منهجية تخالف المنهجية الموجودة بالبلد إضافة إلى الملاحظات المتعلقة بالتمويلات ومصدرها وكيف تأتي.
وأضاف في مؤتمر صحفي قبل أكثر من أسبوع، أنه خلال الحملة الانتخابية الماضية لوحظ بعض الفتاوى للقيادة العلمية والتوجيهية لهاتين المؤسستين حيث نشرت فتوى في وسائل التواصل الاجتماعي بأن حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"(إسلامي / معارض) هو الذي يدافع عن المظلومين والتصويت له طاعة، بحسب قوله.
دعوة للرعاية بدل الإغلاق
ودعا العلماء والأئمة في بيانهم اليوم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى وقف كل الإجراءات الصادرة عن وزارة الشؤون الإسلامية اتجاه "مركز تكوين العلماء".
ووصف البيان الذي وصلت نسخة منه لـ"عربي21" المركز بأنه أهم "معلمة محظرية (مدرسة لتدريس العلوم الشرعية) عصرية تشكل اليوم بحق مفخرة البلاد وأملها الكبير في استعادة ريادتها في الإشعاع العلمي والدعوي عبر العالم".
وشدد البيان على أن واجب الدولة هو "الاعتزاز بمثل هذه المؤسسات والإسهام في رعايتها وتمويلها وتذليل كل العقبات التي قد تعيقها أو تحد من عطائها".
ونبه العلماء والأئمة في بيانهم إلى أنه "لا يوجد سبب أنجع في صناعة التطرف والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار من مضايقة أهل العلم والاستقامة المجمع على عدالتهم وسعيهم في ترسيخ قيم الحق والوسطية".
وخلص البيان مخاطبا رئيس البلاد بالقول: "إن ثقتنا بحرصكم على مصلحة البلد ويقيننا بخطورة عواقب هذا التصرف الدنيوية والأخروية هي التي جعلتنا نبادر برفع القضية إليكم شخصيا".
رد على الشائعات
وفي أول تعليق له على البيان الصادر عن العلماء والأئمة، قال المتحدث الرسمي باسم "مركز تكوين العلماء" إبراهيم ولد أعمر، إن هذا البيان يعد ردا واضحا من علماء موريتانيا وأئمتها على كل الشائعات بشأن مناهج المركز وحقيقته.
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن بيان العلماء والأئمة كان واضحا في أن المركز مفخرة لموريتانيا وإن من واجب الجميع المحافظة عليه وحمايته وتقديم الدعم له، بدل إغلاقه ومضايقته.
ونبه إلى أن الجميع بات يدرك أن "مركز تكوين العلماء" يساهم بشكل كبير في تحصين الشباب ضد التطرف وفي نشر العلم والوسطية.
ودعا السلطات الموريتانية إلى الاستجابة لدعوات العلماء والأئمة والتراجع بشكل سريع عن قرار الإغلاق، حتى يتسنى لطلاب المركز مواصلة دراستهم دون تأخر.
حراك مستمر
وعلى مدى الأسابيع الماضية، استمرت الاحتجاجات في العاصمة نواكشوط وعدد من محافظات البلاد الأخرى للمطالبة بالتراجع عن قرار إغلاق المركز، فيما استمرت الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بفتح المركز.
ومن جهته يرى الكاتب والإعلامي الموريتاني، أحمد ولد محمد فال، أن استمرار الاحتجاجات والرفض الشعبي الحاصل قد يدفع الحكومة لمراجعة قرارها بشأن إغلاق المركز.
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن قرار إغلاق المركز شكل صدمة للكثيرين في موريتانيا، وقوبل برفض واسع، مضيفا أن البيان الصادر اليوم عن العلماء والأئمة والاحتجاجات المستمرة في عدد من مدن البلاد دليل على الرفض الواسع لقرار إغلاق المركز.
"تكوين العلماء" يقاضي حكومة موريتانيا.. والغضب يصل للشارع