قال الأمين العام السابق لحزب الاستقلال (معارض)، حميد شباط، إن واقع البلاد اليوم، أليم بل وخطير، على مختلف الأصعدة والنواحي، وسجل أن السياسة هي أصل الداء، ودعا الدولة المغربية إلى قبول الانتقاد، عوض فتح السجون.
جاء ذلك في رسالة نشرها الموقع الرسمي لحميد شباط، فيما يعد الخروج الإعلامي الرسمي الأول لحميد شباط، بعد سنة من اختياره الانقطاع عن الحياة العامة في البلاد، بعد الإطاحة به من الحزب والنقابة في 2016/2017 على التوالي.
وأعلن حميد شباط في الرسالة التي حملت عنوان: "رسالة إلى الأخوات والإخوة الاستقلاليين: لنتعبأ جميعا، إن واقع البلاد اليوم، أليم بل وخطير، طال مختلف المجالات: الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وبالطبع السياسية منها التي تعتبر المدخل الرئيسي لبواعث الأزمة، حيث أصبحت المؤسسات السياسية وما يتفرع عنها أجسادا بلا روح".
وسجل: "ففي المجال الحقوقي والحريات العامة فقد بلغ حدا مأساويا لا يمكن القبول به، وإن مسؤولية الدولة تقتضي فتح المجال للانتقاد بدل فتح السجون والمحاكم في وجه كل من انتقد التسيير الحكومي، حتى أصبحت سمعة البلاد الحقوقية في تراجع خطير بل تستغل من طرف الخصوم قبل الأعداء".
واعتبر أن ما "حبلت به الساحة الوطنية من وقائع وأحداث مؤسفة ومؤلمة بل محزنة ابتليت بها فئات عريضة من الشعب المغربي، وخاصة الضعيفة والفقيرة والمهمشة، والتي امتدت لتمس الطبقة الوسطى النازلة نحو الانحدار".
وزاد: "فتردي مستوى الخدمات والمناهج التعليمية والتربوية تجاوزت كل الحدود لتمس عمق هويتنا ومقوماتنا الراسخة، ولعل النقاش الأخير حول تدليس العامية في اللغة العربية يعتبر ذبحا للفكر وقتلا لروح المسؤولية".
وتابع: "ناهيك عن معاناة خريجي الجامعات الذين أصبحوا يحملون شواهد عنوانها الكفاءة وواقعها البطالة".
وأفاد: "أما على مستوى الصحة فأصبحت أغلب مستشفياتنا خالية من الأدوات الطبية الأساسية وتعاني الخصاص في الموارد البشرية مما يمس في العمق كرامة المواطن".
وأوضح: "أما على مستوى السكن، الذي يعتبر حقا من حقوق المواطنين فإن صرخة مواطنة من سكان أحياء الصفيح، يوضح أن معالجة السكن العشوائي تقتضي مقاربة وطنية شاملة عميقة أساسها كرامة المواطن أولا".
وشدد على أن "قضية وحدتنا الترابية (قضية الصحراء) تعاني كذلك من تقصير، ولا يجب أن نعلق عليه بنفاق سياسي أو إعلامي، وإنما بمعالجة مكامن الخلل بعيدا عن المزايدات السياسية خاصة في ظل وضع إقليمي متوتر وانقسام ملحوظ في المجتمع الدولي".
وخلص إلى أن "الوضع المأزوم في بلادنا، ليس في حاجة لمزيد من التشخيص، لكونه أصبح حالة شعورية تتجذر يوما بعد يوم في عمق كل مواطنة ومواطن".
ووجه كلامه لأعضاء حزبه (حزب الاستقلال): "نعم إن الوضع خطير، والحمل ثقيل، والمسؤولية ملقاة علينا جميعا، انطلاقا، مما قلته وأكرره من جديد، بعودتنا جميعا للاشتغال في خلايا الحزب ومؤسساته المحلية والإقليمية جنبا إلى جنب مع المواطنين، حتى نحقق أهداف رسالة الحزب الخالدة وشعاره الثابت "مواطنون أحرار في وطن حر"".
وناشد: "جميع الاستقلاليات والاستقلاليين، اليوم قبل الغد، أن يتعبؤوا، تعبئة شاملة، ويلتفوا بكل وطنية صادقة، ونضالية فاعلة، حول القيادة الحزبية بزعامة الأمين العام للحزب، وليتحمل كل واحد وواحدة منا مسؤوليته التاريخية والنضالية، كل من موقعه".
ويعتبر حميد شباط من أكثر الشخصيات جدلا في المغرب، حيث قاد خروج حزبه من حكومة عبد الإله بن كيران في 2013، بعيد انتخابه أمينا عاما للحزب، قبل أن يتحالف مع ابن كيران في 2016 ويرفض الانقلاب على نتائج الانتخابات البرلمانية، قبل أن تتحول تصريحاته حول موريتانيا إلى أزمة بين البلدين يتم بعدها إخراج حزبه من الحكومة، لتتم السيطرة على مقر نقابته، وتجري الإطاحة به من الحزب، ويقرر بعدها "الصمت".
رئيس حكومة المغرب يتجه للاستغناء عن 8 كتاب دولة
العثماني يكشف حجم الفساد بالمغرب والمشاريع التي يؤخرها
المغرب يرفع المستفيدين من دعم الدراسة إلى مليوني تلميذ