تحدثت صحيفة إسرائيلية الاثنين، عن الأزمة التي نشبت بين موسكو "وتل أبيب"، عقب إسقاط طائرة الاستخبارات الروسية في سوريا؛ والتي تعاملت معها "إسرائيل" بغطرسة واستهانة.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في
تقرير أعده يعقوف (ياشا) كدمي، أن النقاش العام في أزمة إسقاط طائرة الاستخبارات
الروسية في سوريا هو "نقاش ضحل، سطحي، يجانب الواقع، ويقود إلى تحليل خاطئ
وإلى استهانة بحياة الجنود الروس".
ولفتت الصحيفة إلى أن "روسيا توقعت من إسرائيل
ردا على ثلاث أسئلة مصيرية"، موضحة أن "الأول يتعلق بأنه رغم التعهد
الإسرائيلي بعدم تنفيذ عمليات من شأنها أن تعرض حياة الجنود الروس للخطر، لماذا
قامت إسرائيل بالهجوم قرب القاعدة الجوية الروسية حميميم، التي منها تنفذ عشرات
حالات الإقلاع والهبوط في اليوم لطائرات النقل، المسافرين والاستخبارات؟".
وأما الثاني: "لماذا نفذ سلاح الجو الإسرائيلي
الهجوم، بالرغم من أنه كان يعلم أن طائرة الاستخبارات الروسية كانت في
الجو؟"، وفق الصحيفة التي ذكرت أن السؤال الثالث هو: "ذكر الإنذار
الإسرائيلي أن هجوما في طريقه للتنفيذ في شمال سوريا، فلماذا نفذ في الغرب؟".
وأشارت إلى أنه "في أعقاب الإنذار على هجوم
متوقع في الشمال، أمرت القيادة الروسية طائرة الاستخبارات التي كانت في جولة في
شمال سوريا فوق إدلب، وقف الجولة والعودة إلى قاعدتها التي ضربت إسرائيل بالقرب
منها"، مضيفة: "وهكذا دخلت الطائرة الروسية لمنطقة الهجوم الإسرائيلي
وكشفت أمام النيران".
اقرأ أيضا: أزمة إسقاط الطائرة الروسية إلى أين؟.. تقدير إسرائيلي يوضح
وأكدت "هآرتس"، أن "إسرائيل لم تجب
عن كل هذه الأسئلة؛ لا أثناء زيارة قائد سلاح الجو الجنرال عميقام نوركين إلى
موسكو ولا في أي منتدى آخر"، منوهة إلى أنه "حتى في النقاش العام في
إسرائيل لم يكن هنالك أي تطرق لهذه الأسئلة المهمة جدا في نظر الروس".
كما أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شفيغو، "لم يجد إجابة على سؤال: هل إسرائيل فعلت
ذلك بالخطأ أو عن قصد؟"، موضحا أن "الموقف الإسرائيلي الذي أوضح أنه لم
يكن هناك أي خطأ، قاد القيادة العسكرية والسياسية الروسية إلى الاستنتاج، أن الأمر
يتعلق بعمل متعمد ومخطط وردها كان طبقا لذلك".
وذكرت الصحيفة أنه في الأسئلة الثلاث السابقة الذكر،
"لم يكن هناك خلاف في مسألة التعهد الإسرائيلي لروسيا بإبلاغها بكل ما يتعلق
بالعمليات في سوريا، وهو تعهد مكن تل أبيب طوال ثلاث سنوات من حرية العمل في
مهاجمة البنى التحتية الإيرانية، ولكن حسب رأي الروس، فقد تم خرق هذا التعهد هذه
المرة".
وبشأن النقاش العام الدائر في "تل أبيب"
حول تزويد روسيا سوريا بمنظومة الدفاع الجوي إس-300، والتي بدورها تحسن من القدرات
الدفاعية لسوريا، نبهت الصحيفة أن هذا النقاش "يعتريه القصور، والغطرسة والاستهانة،
مثل تلك التي سبقت حرب أكتوبر 1973"، بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى أن "منظومة إس-300، ستشمل على
صواريخ ذات مدى أقصر وأنظمة مدافع أوتوماتيكية، وستزود بأنظمة قتال إلكترونية،
للتشويش على أجهزة الملاحة والتوجيه للطائرات والصواريخ"، مؤكدة أن المنظومة
ستكون "فعالة وأكثر خطورة؛ سواء على الطائرات أو على التسليح الموجه والدقيق،
بما في ذلك صواريخ كروز، وطائرات بدون طيار".
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، المنظومة يمكنها توفير
دفاع إلكتروني جوي لمدى 70 كم، ودفاع ضد الطائرات لمدى نحو 200 كم، وفق ما أوردته
الصحية التي قالت: "بهذا تحول نظام الدفاع الجوي السوري للنظام الأقوى في
الشرق الأوسط بعد اسرائيل".
وزعمت أن "الجيش الإسرائيلي قادر على تدمير
النظام المقام، ولكن هذا في إطار هجوم منظم وشامل لأن تكنولوجيا النظام تمنع تدمير
قاذف وحيد"، منوهة إلى أنه "دون تدمير النظام بالكامل، فإن عملية لسلاح
الجو الإسرائيلي في سوريا ستكون أكثر خطورة بكثير على الطائرات، مع قدرة تدمير
للأهداف أقل بكثير".
وفي هذا الشأن، نبهت الصحيفة أن وزير الدفاع
الروسي، "بث أكثر من إشارة استعداد روسيا للرد على هجوم كهذا"، مبينة أن
"هذه هي المواضيع الأساسية التي حددت التعامل الروسي مع حادث إسقاط الطائرة،
وهي لم تحظ بتطرق إسرائيلي".
مسؤول إسرائيلي: سنتعامل مع منظومة إس-300 بطرق خاصة
ليبرمان: لا نتدخل في حرب سوريا ومستعدون لفتح معبر القنيطرة
خبير إسرائيلي: هكذا استغلت روسيا حادثة الطائرة لمصالحها