نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا لمراسلها مارتن شولوف، يقول فيه إن تركيا بدأت تمارس الضغط على الحكومة السعودية بشأن اختفاء الصحافي المعروف جمال خاشقجي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الصحافي المعروف قتل على يد فرقة موت أرسلت من الرياض، وسط دعوات دولية للتحقيق في اختفائه الذي هز المنطقة.
ويورد الكاتب نقلا عن مسؤولين، قولهم بعد مزاعم يوم السبت بأن الصحافي قنل من خلال عملية دعمتها الدولة السعودية، ونقلت جثته من مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثلاثاء، التي كان فيها لإنهاء معاملة تتعلق بطلاقه، إنهم بنوا رؤيتهم استنادا إلى تحقيقات الشرطة والمخابرات، الذين فحصوا لقطات عديدة للكاميرات التي تراقب القنصلية، وتحدثوا إلى مخبرين داخل القنصلية.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدث في لهجة حذرة يوم السبت، وعبر عن "حزنه" لاختفاء خاشقجي، قائلا إنه ينتظر نتائج التحقيق، مشيرة إلى أن نبرة الرئيس التركي كانت واضحة في أنها تحاول تأجيل أزمة دبلوماسية قد تتبع حالة وضع ثقله وراء المزاعم بشأن مقتل خاشقجي.
وينقل التقرير عن مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، قوله في وقت سابق لمحطة "سي أن أن" التركية، إن "هناك معلومات قوية، ولن تبقى قضية دون حل، وإن اعتقدوا أن تركيا هي كما كانت في التسعينيات فإنهم مخطئون".
ويقول شولوف إن المسؤولين الأتراك من مختلف المستويات الأمنية واصلوا تسريت المعلومات التي زعمت أن الصحافي قتل من خلال عمل مدبر؛ بسبب تعليقات الكاتب المشهور بنقده لبعض ملامح الإصلاحات التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتذكر الصحيفة أن المحققين لم يقدموا أي مزاعم حول المكان الذي نقل إليه خاشقجي بعد مقتله، فيما قالت الشرطة إنها لا تملك أي أدلة قطعية للقول بأن الصحافي البالغ من العمر 59 عاما ميت، لكنها تعتقد أنه اختطف في عملية قد تترك أثرها على تركيا وخارجها.
ويفيد التقرير بأنه في مركز الاتهامات ضد الرياض هو وصول وفد سعودي من 15 مسؤولا إلى إسطنبول السبت الماضي، الذين تقول تركيا إنهم كانوا مسؤولين عن اختطاف خاشقجي ومقتله، مشيرا إلى أن الرياض اعترفت بأنها أرسلت وفدا أمنيا إلى إسطنبول، لكن لا علاقة له باختفاء خاشقجي.
وينوه الكاتب إلى أن السعودية نفت بشدة أي دور لها في اختفاء الصحافي الذي شوهد آخر مرة عندما دخل القنصلية ظهر الثلاثاء الماضي، وأصدرت القنصلية بيانا نفت فيه أي دور لها في اختقاء خاشقجي، وأنكرت المزاعم "التي لا أصل لها" التي نشرت في الإعلام.
وتورد الصحيفة نقلا عن أصدقاء الكاتب السعودي، الذي كان يكتب في "واشنطن بوست"، قولهم إنه حاول الحصول على تطمينات قبل دخوله القنصلية التي دخلها مترددا لتوقيع الأوراق التي يحتاجها للزواج مرة ثانية من امرأة تركية تدعى خديجة جنكيز.
وبحسب التقرير، فإن خاشقجي ظل في منفى اختياري منذ العام الماضي، وكتب في صحيفة "واشنطن بوست" سلسلة من المقالات انتقد فيها مسار الإصلاح في بلاده، لافتا إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" دعت إلى تحقيق شفاف في ظروف وفاته.
وينقل شولوف عن مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة لي ويتسون، قولها: "في ضوء الانتهاكات للأعراف الدبلوماسية والقيم الدبلوماسية كلها، من خلال اختطاف شخص وقتله في القنصلية، يجب أن يكون هناك طلب دولي للتحقيق فيما حدث"، ويجب ألا يبقى الأمر في يد السعوديين أو الأتراك.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول ويتسون، إن "اختطاف خاشقجي وقتله في داخل القنصلية السعودية هما استراتيجية مقصودة لزرع الخوف في قلب كل سعودي انتقد عيوب الحكومة، مهما كان النقد صغيرا أو لطيفا، وتريد الحكومة السعودية منهم أن يعرفوا أنهم ليسوا آمنين في داخل السعودية أو خارجها، وأن لا قانون أو حكومة يمكنهما حمايتهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
نيويورك تايمز: مقتل خاشقجي حادث دبلوماسي خطير
صندي تايمز: مقتل خاشقجي جريمة مدبرة
إندبندنت: هكذا تضامنت "واشنطن بوست" مع كاتبها خاشقجي