اهتمام إعلامي عالمي كبير باختفاء خاشقجي.. أصدقاؤه كتبوا عنه

انتقدت صحف أجنبية عدة في عددها الصادر اليوم الخميس، المملكة العربية السعودية، بعد اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، منذ يومين، بعد مراجعته لقنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.

وأوردت الصحف الأجنبية وفق تغطية "عربي21"، تساؤلات عن مصير خاشقجي، مشيرة إلى تزايد الغموض بشأن اختفائه، وسط انتقاد لطبيعة تعامل السعودية مع ملف حرية الرأي والتعبير.

من جهتها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعدته مراسلتها من إسطنبول كارولوتا غال، تساءلت فيه عن مصير خاشقجي، الذي وصفته بأنه "الناقد الحاد للقيادة السعودية".

وهاجمت الصحيفة قيام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتدعيم سلطته، من خلال اعتقال المئات من العلماء والناشطين ورجال الأعمال، حيث اعتقل بعضهم قسرا ونقلوا إلى المملكة من الخارج.

اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: تزايد الغموض حول مصير خاشقجي.. ماذا حدث؟


من جهتها، أوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مخاوف من أن يكون خاشقجي مختطفا من النظام السعودي.

وأفادت الصحيفة بأن من بين المعارضين الآخرين الذين سجنهم النظام السعودي؛ الاقتصادي عصام الزامل، وهو صديق لخاشقجي. وقد اتُهم هذا الأسبوع بالانضمام إلى منظمة إرهابية والاجتماع بدبلوماسيين أجانب والتحريض على الاحتجاجات.

وأورد الموقع انتقادات لحرية الصحافة في السعودية، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية، تحتل المرتبة 169 من أصل 180 دولة صنفت بحسب مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة.

اقرأ أيضا: "ديلي ميل": هذا ما جرى للصحفي خاشقجي بإسطنبول

بدورها، هاجمت صحيفة "التايمز" البريطانية وعود السعودية بالإصلاحات، لا سيما ولي العهد السعودي الذي روج لذلك.

ونقلت عن الصحفي وكاتب الرأي في الصحيفة جيسون رضائيان، قوله في مقال كتبه: "احتجاز صحفي ومعلق في بلد أجنبي دون أي داع سيكون تذكيرا بالنفاق وفراغ وعود انفتاح المجتمع السعودي". 

وأشار إلى أن ما تقوم به السعودية بحق المعارضين في الخارج يشابه ما تفعله إيران غريمتها في الإقليم، تماما كما اعتقل النظام الإيراني رضائيان، وهو أمريكي إيراني، لأنه "نشر الدعاية ضد المؤسسة". 

اقرأ أيضا: التايمز: هل تم ترحيل المعارض السعودي خاشقجي من تركيا؟

وفي "واشنطن بوست"، أوردت الصحيفة مقالا متضامنا مع خاشقجي، لمحررة مقالاته في الصحيفة كارين أتياه، التي قدمت نقدا لاذعا لإخفاء السعودية خاشقجي تحت عنوان: "إسكات جمال خاشقجي".

ونقلت عن خاشقجي قبل اختفائه، أنه "لطالما كان جمال خاشقجي يقول لي: لم أكن أريد أبدا أن أُصنّف كمعارض منفيّ. عندما كنا نلتقي شخصيا أو نتحدث عبر تطبيق “واتساب”، فقد كانت مهمة جمال واضحة جدًا: كان يريد فقط أن يكتب وأن يكون صحفيا". 

وأضافت: "كوني محررة مقالاته، فأستطيع أن أقول إن ما يتبين من خلال الحديث معه هو مقدار حبه الصادق للسعودية وشعبها، ويشعر أنه من واجبه أن يكتب ما يرى أنه الحقيقة حول ماضي المملكة وحاضرها ومستقبلها".

وهاجمت ابن سلمان، معتبرة أنه يقود القمع في بلاده، مشيرة إلى تدني مستوى الحرية الصحفية في السعودية.

ووصفت خاشقجي بأنه "شخص طيب للغاية"، مضيفة: "كصحفية ومحررة، فقد تعلّمتُ الكثير منه ومن تجاربه. أنا أراه ليس فقط زميلًا في مجالنا، ولكن أراه مصدر إلهام أيضا".

اقرأ أيضا: مقال مؤثر لمحررة مقالات خاشقجي في "واشنطن بوست"

أما صحيفة "وول ستريت جورنال"، فتوقعت أن يحدث اختفاء خاشقجي خلافا بين تركيا والمملكة العربية السعودية. 

واعتبرت الصحيفة أن القضية تهدد العلاقات بين القوتين الإقليميتين.

وأوردت الخميس، أن "اختفاء الصحفي خاشقجي أصبح نقطة خلاف جديدة تشتعل بين تركيا والمملكة العربية السعودية، اللتين تتنافسان على النفوذ في المنطقة". 

وأشارت إلى أن التوترات بين البلدين تصاعدت منذ أن دعم أردوغان قطر في نزاعها مع السعودية العام الماضي.

وفي موقع "الجزيرة" باللغة الإنجليزية، كتب الصحفي الأجنبي، بيل لاو، تحت عنوان "أخشى على جمال خاشقجي"، عن اختفاء الأخير، ومعرفته الشخصية به.

وكتب وفق ما ترجمته "عربي21": "بالنسبة للذين يعرفون خاشقجي شخصيا، فإن ما حصل مقلق للغاية، خاصة في سياق الحملة المستمرة على المعارضة في السعودية، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان".

وقال: "لقد عرفت جمال خاشقجي أكثر من ستة عشر عاما. التقيت به في جدة في عام 2002 في زيارتي الأولى للمملكة. في ذلك الوقت كان نائب رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، الصحيفة الرئيسية باللغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية".

وأضاف: "أتذكره مع وميض في عينه (وأي شخص يعرفه سوف يدرك ذلك الوميض)".

وقال إن "إحدى مفارقات نظام محمد بن سلمان أن الأفراد الذين كانوا يدعمون رؤية 2030، برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، سرعان ما اكتشفوا نظرة مشبوهة لهذا الشاب المتهور".

وأوضح أن من بين أولئك كان خاشقجي. وخوفا من الاعتقال في أي لحظة، غادر المملكة العربية السعودية في أيلول/ سبتمبر 2017.