نشرت صحيفة "كمسمواسكايا برافدا" الروسية تقريرا يقارن وضع الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، وبين وضع
روسيا في
سوريا.
وقال الصحيفة في التقرير الذي نشرت "روسيا اليوم" مقتطفات منه: "بدأت روسيا عمليتها العسكرية في الشرق الأوسط، قبل 3 سنوات بالتمام. كانت تلك أول عملية عسكرية ينفذها الجيش الروسي في الخارج بعد انهيار الاتحاد السوفيتي".
وأضافت: "طبعا لم يصدق الكثيرون حينذاك، أن الطيران الحربي الروسي، سيتمكن خلال الفترة القصيرة نسبيا، من قصم ظهر "داعش" الذي ابتلع في تلك الفترة نصف أراضي سوريا".
وتحدثت الصحيفة عن الطرح السياسي الذي شبّه التدخل الروسي في سوريا بالحملة السوفيتية في أفغانستان، مشيرة إلى تعاطي وسائل الإعلام الغربية مع هذا الطرح "بسرور، عبر الترويج لهذا التشبيه، وتوقعت مع الكثير من الخبراء، هزيمة روسيا الحتمية وفقا للسيناريو الأفغاني".
وترى الصحيفة أن نظرة "إلى قائمة الدول التي دعمت بشكل مباشر أو غير مباشر المسلحين في أفغانستان في ثمانينيات القرن العشرين"، ستكشف عدم "وجود اختلاف كبير عن التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا والذي يعتبر روسيا، منافسا له وليس حليفا، في سوريا".
ولاحظت الصحيفة "وجود نفس اللاعبين الذي زودوا المسلحين الأفغان "بصواريخ ستينغر"، يقومون في سوريا، بتزويد "المعارضة المعتدلة" بقذائف مضادة للدبابات من طراز "تاو"، في مقارنة غريبة بالطبع، لأن حرب روسيا في سوريا جوية، ولو توفّر مضاد للطيران بيد المعارضة لاختلف المشهد.
ولكن موسكو، برأي الصحيفة الروسية "استنتجت من الدرس الأفغاني، العبر الجدية والكبيرة، وبذلت كل الجهود الممكنة كي لا يتكرر "المستنقع الأفغاني" مرة أخرى في سوريا".
وفي تفصيل ذلك قالت الصحيفة إن روسيا "بالمقام الأول، لم تتورط في عمليات برية، ونشرت فقط الخبراء والمستشارين في قطعات الجيش السوري، ومن حيث الواقع كل الانتصارات التي تحققت في سوريا، كانت من تخطيط الضباط الروس، ونفذت تحت إشرافهم المباشر".
وتضيف: "لقد خاطر المستشارون والخبراء الروس بحياتهم في جبهات القتال، تماما مثل العسكريين السوريين".
وأجرت الصحيفة مقارنة بين المشهد السوري والأفغاني قائلة: "خلال 3 سنوات من الحرب في سوريا، فقد الجيش الروسي، 101 عسكري و8 طائرات حربية و7 مروحيات، أما في أفغانستان، فقد بلغت الخسائر خلال 9 سنوات، 15 ألف قتيل و118 طائرة وأكثر من 300 مروحية، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الدبابات والأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى".
وتنتهي الصحيفة إلى القول: "باختصار؛ لقد تعلمت روسيا، كيف تحافظ على أرواح أبنائها وعلى أموالها".