أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية حملة لرفض التنمر، في المجتمع بدءا بالمدارس والجامعات وأماكن العمل ووصولا إلى الفضاء الإلكتروني.
وكانت اليونسيف قد أصدرت تقريرا مطلع الشهر الجاري عن تعرض 150 مليون طالب حول العالم من عمر 13 – 15 عاما فقط للتنمر في مدارسهم أو في محيطها.
وأضاف التقرير: "يتعرض الأولاد والبنات لمخاطر التسلط بالقدر ذاته، إلا أن الاحتمال أكبر بأن تقع البنات ضحايا للأشكال النفسية للتسلط وأن يتعرض الأولاد لخطر العنف البدني والتهديدات".
اقرأ أيضا: أحمد حلمي بحملة ضد التنمر يتحدث عن تجربته الخاصة (شاهد)
أما عن التنمر في الفضاء الإلكتروني فقد أضاف تقرير اليونيسف: "في عالمنا الذي تنتشر فيه الوسائل الرقمية باطراد، بوسع المتسلطين أن يبثوا المحتوى العنيف والمؤذي والمهين بكبسة واحدة على لوحة المفاتيح".
وفي السياق ذاته، كانت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، قد صرحت، في بيان صحفي في السادس من أيلول/ سبتمبر الجاري "أن المدارس أصبحت غير آمنة بالنسبة لملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم".
وأضافت، أن الأطفال باتوا يواجهون يوميا مخاطر متعددة، بما في ذلك العراك، والضغط للانضمام إلى العصابات، والتنمر (بنوعيه الشخصي وعبر شبكة الإنترنت)، والعقاب العنيف، والمضايقات الجنسية، والعنف المسلح، مما يؤثر على تعلمهم على المدى القصير، ويؤدي على المدى الطويل إلى الاكتئاب والقلق وحتى الانتحار.
اقرأ أيضا: بمناسبة العودة للمدارس: كيف تكافح التنمر على طفلك؟
وتزايد الاهتمام بقضايا التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العام الأخير بعد رفع السيدة الأسترالية "كاترينا كوليدز" عريضة عبر موقع "change.org" وقع عليها قرابة 470 ألف شخص لمطالبة شركتي "آبل" و"جوجل" بحذف تطبيق "صراحة" (sarahah) من متاجرهما بسبب تشجيعه على التنمر بين الشباب.
عريضة كاترينا أتت بعدما انتحرت ابنتها في سن الثالثة عشرة إثر رسائل سلبية تلقتها من خلال تطبيق "صراحة"، وقبلها شنق مراهق بريطاني نفسه بعد تعرضه للتنمر عبر تطبيق "sayat.me" والذي تم إيقافه أيضا في حزيران/ يونيو 2017، بينما نجحت حملة "كاترينا" في آذار/ مارس الماضي بعدما استجابت "آبل" و"جوجل" لطلبها وقامتا بحذف التطبيق من متجريهما، مما أثار ضجة واسعة بين النشطاء آنذاك.
وقد أطلقت اليونيسف الشهر الجاري حملة لمقاومة العنف والتنمر بالتعاون مع وزارة التنمية الدولية البريطانية، واليونسكو لتسليط الضوء على هدف القضاء على العنف في المدارس وحولها.
اقرأ أيضا: تقترن العودة المدرسية غالبا بالحديث عن التنمر.. فما هو وكيف يمكن مقاومته؟
واليوم شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية تفاعلا واسعا مع وسم #لا_للتنمر حيث طالب المئات بنشر الوعي بين طلاب المدارس وذويهم بضرورة القضاء على سلوك التنمر، وانتقاد التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.