قالت رونيت ميرزان، الباحثة الأكاديمية في الشؤون الفلسطينية بجامعة حيفا، إن "الخطاب السياسي الذي أعلنه خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس، مؤخرا يحمل مضامين متشددة، ما قد يعدّ ذلك توجها جديدا".
وأضافت في مقالها بصحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21"، أنه "في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، فإن هناك بعض الملفات التي يديرها مشعل في الخارج، وهو يرى أن الكرامة الفلسطينية هي أساس الصراع مع إسرائيل، وأن بناء الاقتصاد الوطني هو الطريق التي يمكن من خلالها إعادة الاعتبار للفلسطينيين".
وأشارت ميرزان، التي خدمت 13 عاما في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، و19 عاما في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إلى أنني "لاحظت في المؤتمر الأخير الذي نظمته حماس في غزة كيف جاء خطاب مشعل ذا أبعاد قومية إستراتيجية، ولم يركز على القضايا التكتيكية المحلية، والصراع الناشب مع فتح".
وأضافت أن "مشعل لم يأت للمؤتمر ليتحدث للحضور عما قدمته حماس للشعب الفلسطيني والقضية الوطنية، وإنما ليستحث باقي التجمعات الفلسطينية الموزعة على مستوى العالم كي يعملوا من أجل فلسطين".
وأوضحت أن "مشعل أورد ثماني توصيات أساسية في خطابه، بينها إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة تقييم دور السلطة الفلسطينية، وإيجاد توازن بين احتياجات المقاومة ومتطلبات الشعب وصموده، وإبراز الحاجة لتجديد الدماء في قيادات الفصائل الفلسطينية من خلال استقطاب الأوجه الشابة والنسائية إلى المواقع القيادية".
وطالب مشعل "بضرورة تضمين المعاني الديمقراطية في إدارة هذه التنظيمات، والعمل على إحداث مبادرة جديدة لتوسيع رقعة المقاومة في المديات الجغرافية لها، وضرورة التوصل إلى حل للانقسام القائم في الساحة الفلسطينية".
وأشارت ميرزان، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط، وتتقن اللغة العربية، إلى أن مشعل طالب "بإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتمام الأمة العربية، والعمل على اختراق الساحة الدولية على أساس مقدرات الفلسطينيين المنتشرة حول العالم، بعيدا عن الجهود التطوعية، وإنما ضرورة أن يأخذ كل فلسطيني دوره".
ونوهت الكاتبة بأن مشعل "دعا إلى ضرورة انتهاج إستراتيجية أكثر فعالية في أربع قضايا أساسية: القدس والأماكن المقدسة، اللاجئين والمهجرين، والمستوطنات، والأسرى".
وأكدت الكاتبة أنه "يمكن قراءة توصيات مشعل على أنها عودة للخطاب المتطرف الراديكالي الذي تتبناه حماس، وفي الوقت ذاته يمكن رؤية خطا فيها قد يشير للبدء بعملية سياسية، حيث يدرك مشعل جيدا أنه من الصعب عليه أن يفرض قناعاته السياسية على المفاصل القيادية داخل حماس، لكنه في الوقت ذاته يدرك أنه محظور عليهم أن يأخذوا به إلى الزاوية التي يريدونها".
واستدركت قائلة إن "ما ذكره مشعل من توصيات تأخذ بحماس وباقي الفصائل لمحاولة تغليب البعد الوطني القومي الفلسطيني على المصالح الحزبية التنظيمية، صحيح أنه قد يكون لهذه التوصيات أبعاد سلبية على مستقبل الصراع مع الإسرائيليين، لكنها في الوقت ذاته قد تعدّ روافع جديدة للدفع باتجاه اتخاذ قرارات شجاعة في المسار السياسي بين الجانبين".
وأشارت إلى أنه "لا يبدو أن مشعل بصدد كسر كل الأواني مع السلطة الفلسطينية، ومن يقف على رأسها، باعتبارها المفتاح الرئيسي أمام إسرائيل والدول العربية التي تعترف بها عند كل تسوية سياسية إقليمية، لكنه لن يسمح في الوقت ذاته بالتنازل عن مفهوم الشراكة مع باقي القوى الفلسطينية داخل منظمة التحرير والسلطة".
وختمت بالقول إن "وجود ومشاركة كل الفصائل الفلسطينية قد يكون له آثار سلبية على صيرورة الصراع مع إسرائيل، باتجاه تطرفه أكثر، لكنه في الوقت ذاته قد يشكل فرصة تاريخية لتجسيد التعاون بين مشعل وأبو مازن للأخذ بالفصائل الفلسطينية للتنازل عن اعتباراتها الحزبية، لصالح تشكيل حكومة وحدة وطنية، تقرر في شؤون الحرب والسلام".
تقرير إسرائيلي يحذر من تعاظم القدرات العسكرية البحرية لحماس
البقاء للأقوى.. هكذا ينظر سفير أمريكا بإسرائيل للشرق الأوسط
تحذير إسرائيلي: إغلاق الأونروا يعني حلول حماس بدلا منها