أعربت فصائل وشخصيات وطنية فلسطينية الثلاثاء، عن رفضها للتمثيل الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة رئيس السلطة محمود عباس.
وتصدرت حركة حماس المواقف الرافضة، وبرر عضو مكتبها
السياسي موسى أبو مرزوق ذلك بالقول إنه "كان الأجدر بأبي مازن قبل ذهابه إلى
الجمعية العامة، أن يوحد الجبهة الداخلية خلفه، ويتحدث باسم الشعب الفلسطيني من
خلال خطوات يعرفها الجميع".
وأوضح أبو مرزوق في تغريدة نشرها في موقع
"تويتر"، أن "هذه الخطوات تتمثل في رفع العقوبات عن قطاع غزة، ووقف
كل الإجراءات المقيدة للحريات ووقف التنسيق الأمني، إلى جانب ضرورة عقد لقاء مع
الجبهتين الديمقراطية والشعبية وحركتي حماس والجهاد فرادى أو مجتمعين".
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم حركة حماس عبد
اللطيف القانوع إن "إرادة شعبنا وتضحياته العظيمة هي أكبر من أن يمثلها رئيس
السلطة في خطابه المرتقب في الأمم المتحدة".
وبين القانوع في تصريح وصل "عربي21" نسخة
منه، أن "الذي يقوض صمود شعبه ويفتقر للدعم الفصائلي والالتفاف الشعبي لا
يستحق تمثيل شعبنا العظيم، وعقد المجلس الوطني بالتزامن لن يمنحه الدعم أو
التأييد، لأنه فاقد للشرعية وأحد أدواته الانفصالية"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: حماس توجه انتقادات حادة لعباس وتشكك بتمثيله للكل الفلسطيني
وفي سياق متصل، قال النائب الثاني لرئيس المجلس
التشريعي حسن خريشة في تصريح مقتضب اطلعت عليه "عربي21"، إنه "لا
قيمة لأي خطاب لمحمود عباس، في ظل استمرار الانقسام واستمرار وفرض العقوبات على
قطاع غزة".
بينما، دعا النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني
يونس أبو دقة إلى "عدم التعامل والتعاطي مع محمود عباس بوصفه رئيسا للسلطة،
لأنه فاقد للشرعية الدستورية والقانونية منذ يناير 2009م حسب القانون الأساسي
الفلسطيني وتعديلاته".
وأكد أبو دقة في تصريحات صحفية، أن انعقاد المجلس
الوطني الفلسطيني بمكوناته الحالية "لا يمثل الكل الفلسطيني وما سيصدر عنه من
قرارات وتوصيات باطلة"، لافتا إلى أن المجلس التشريعي هو "الشرعية
الوحيدة الباقية وفق القانون الأساسي الفلسطيني".
واعتبر أن خطاب الرئيس عباس المرتقب في الأمم
المتحدة الخميس المقبل "مجرد سراب وتلميع إعلامي وسيكون امتثالا للأوامر
الصهيونية والأمريكية ولا قيمة له"، مستنكرا استمرار العقوبات "الإجرامية"
التي يفرضها الرئيس عباس على قطاع غزة منذ أبريل 2017.
كما اعتبرت النائبة في المجلس التشريعي نجاة أبو بكر
في تصريحات صحفية، أن "خطاب عباس لن يحمل جديدا سوى التمنيات والاستجداءات
ليس أكثر"، مؤكدة أن "العالم ليس منشغلا بنا، وإذا انشغل بنا سينحاز
لإسرائيل".
اقرأ أيضا: أبو ردينة يتحدث عن خطاب عباس المرتقب أمام الجمعية العامة
وفي الإطار ذاته، قال القيادي الفتحاوي حسام خضر إن
"حديث عباس في واشنطن لن يكون أفضل من خطاباته السابقة، فهي مكررة ولا أهمية
لها"، مضيفا أن "توجهه للأمم المتحدة من عدمه سيان، فقد أشبعنا بما
يسميها بالخطابات التاريخية ولا تحمل في مضمونها سوى الاستجداء والضعف".
وأكد خضر في تصريحات خاصة لموقع "الرسالة
نت" أن "من تخلى عن الوحدة الوطنية وحارب القوى السياسية والوطنية لن
يغدو بمقدوره أن يحقق شيئا"، لافتا إلى أن "عباس من خلال سلوكه على
الأرض لم يعارض الولايات المتحدة بشيء من قراراتها أو رؤيتها المتعلقة بصفقة
القرن".
وتابع أن "إجراءات عباس وفريقه كانت ترجمة
عملية لمضامين ما تسمى بصفقة القرن، فحاصر غزة ومنع أي حراك لمواجهة الاستيطان
بالضفة، ورفض تعليق الاعتراف أو حتى مجرد تجميد القنوات الأمنية والاقتصادية مع
الاحتلال".
وذكر القيادي الفتحاوي أن المطلوب هو القيام بإعادة
النظر في وجود السلطة أساسا، والبدء في إنجاز كيان فلسطيني قوي وقادر على مواجهة
الاحتلال وفرض شروط الشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضا: أردوغان يهاجم إسرائيل ويدعو إلى إصلاح الأمم المتحدة
في المقابل، تحدث الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية
نبيل أبو ردينة الثلاثاء، عن خطاب رئيس السلطة محمود عباس المرتقب أمام زعماء
ورؤساء دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمقرر الخميس القادم.
وقال أبو ردينة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء
الفلسطينية (وفا)، إن "خطاب عباس في الجمعية العامة، قد يكون الفرصة الأخيرة
للسلام"، مضيفا أن "الخطاب سيمثل مفترق طرق، ويمهد لمرحلة جديدة في
مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه شعبنا".
وأشار إلى أن "الخطاب سيتضمن رؤية استراتيجية
وطنية شاملة ستترك أثرها العميق على مجريات الأحداث هنا، وفي الإقليم،
والعالم"، مشددا على أنه "لا شرعية لأية صفقات أو قرارات أو إجراءات
يرفضها الشعب الفلسطيني وقيادته، ودون الالتزام بالشرعية الدولية والعربية".
الكشف عن نفقات السلطة لغزة خلال الأشهر الماضية (وثيقة)
بعد فشل المصالحة والتهدئة.. ما هي خيارات حماس لإدارة غزة؟
هل تُدفع حماس لمواجهة مع إسرائيل بعد انهيار جهود التهدئة؟