بعد خروج علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس المخلوع من السجن الذين قضوا بداخله خمسة أيام على ذمة قضية "التلاعب بالبورصة"، يثار التساؤل حول مدى انتهاء معركة نجلي مبارك مع النظام الحالي.
ويرى محللون ومتابعون أن المعركة بدأت للتو، وأن نظام السيسي لم ينجح في السيطرة على ابني الرئيس المخلوع، وأنهما وجها للاقتصاد المصري المهترئ ضربة عبر البورصة المصرية بعد حبسهما، لتخسر نحو 74 مليار جنيه، كما يعتقدون أن النظام لن يصمت على تلك الضربة وسيحاول تجريد عائلة مبارك من عناصر قوتها كما فعل مع جماعة الإخوان المسلمين وبقية المعارضين.
2020 وقت الصدام
ويعتقد نائب رئيس حزب الجبهة، مجدي حمدان، أن "خسارة البورصة متعمدة، ورسالة قوية للنظام بعدم الاقتراب من عائلة مبارك مرة أخرى"، متوقعا ألا يقف الصدام عند هذا الحد.
وأوضح السياسي المصري، لـ"عربي21"، أن "فكر عائلة مبارك تعامل مع الموقف (حبس علاء وجمال) بمعنى أنهم يدركون تخوف السيسي من المنافسة والظهور المتعمد وغير المتعمد لنجلي مبارك"، مؤكدا أنه "ولذلك فسيكون هناك ما يشبه الهدوء والبيات الشتوي لعلاء وجمال، وعدم ظهور صورهم على صفحات التواصل، لفترة حتى انتهاء كل المتطلبات القانونية بصددهم".
اقرأ أيضا: علاء مبارك يغرّد بآية قرآنية بعد إخلاء سبيله (صورة)
وأكد حمدان، أن رغبة جمال مبارك بتقلد كرسي الحكم؛ ستكون ظاهرة وملحة بشكل كبير مع انتهاء عام 2020 (نهاية فترة السيسي الثانية)، ومع تكرار الفشل في إدارة الدولة من قبل النظام الحالي، مبينا أنه "سيكون الصدام حينها".
طموح جمال مقابل فشل السيسي
من جانبه يرى المنسق العام للتجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام، محمد سعد خيرالله، أن "المواجهة مع عائلة مبارك لا تنتهي طالما هناك طموحات لجمال كي يتولى الحكم، ويقطن الاتحادية"،
وأضاف، أنه "لو أقيمت انتخابات حقيقية والمتنافسون يمثلون الأطياف السياسية فمن حق جمال الترشح".
وأشار خير الله، في حديثه لـ"عربي21"، إلى شعبية الأخوين مبارك، قائلا: "مرات وعبر سنوات يذهبان لأماكن عامة وشعبية، ويجدون ترحيبا عفويا وغير منظم، ومواطنون يتسابقون لالتقاط صور السيلفي معهما".
وأوضح أن "أحلام جمال بالرئاسة من وجهة نظره تأتي كونه معدا لهذا المنصب عبر مدرسة حزب العمال البريطاني، بالإضافة لإعداده بمصر وترؤسه لجنة السياسات بالحزب الوطني ودوره السياسي لسنوات"، مشيرا إلى أن جمال أيضا "يعتقد أن هناك فاتورة دفعها وشقيقه ووالدهما في السجن بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من وجهة نظره لتولي السلطة".
ويعتقد خيرالله، أن طموح جمال هذا سيكون مبررا لمواجهته مع النظام الذي قد يجرده من نقاط قوته، قائلا: "الأيام القادمة سيتم تجريد عائلة مبارك من الآليات المستخدمة للتحكم بالبورصة"، متوقعا فشل النظام لسببين: "أولهما ارتباط بورصة مصر بالبورصات العالمية، التي تسن أطرا وقوانين خاصة بالتداول والتملك صعب الالتفاف عليها"، موضحا أن "هذا مكمن قوة جمال وملعبه".
اقرأ أيضا: انهيار كبير للبورصة المصرية.. ما علاقة نجلي مبارك؟
وأضاف: "وثانيا: عدم وجود رجال داخل المطبخ السيسي، (طهاة) قادرون على ذلك"، مشيرا لضعف إمكانيات وقدرات من هم حول السيسي، واصفا إياهم بقوله: "وكأنهم هاربون من مستشفى الأمراض العقلية"، متسائلا: "فكيف لهم حسم مواقف لا تحسم إلا بمنتهى الذكاء والعقل والوعي، وهي أمور لو كانت موجودة ما وصلنا لحالنا الآن".
وتوقع المعارض المصري للنظام، أن "ما سيتم اللجوء له لوقف طموح جمال، هو تهديد الأخوين مبارك، لوقف ظهورهما وتواجدهما مع العامة وإلا سيتم ممارسة القمع ضدهما".
وحول احتمالات أن يجمع عداء السيسي بين جمال مبارك والإخوان المسلمين، يعتقد خيرالله، أن "كل شيء وارد بالسياسة، ولا توجد صداقة أو عداوة دائمة بل مصالح دائمة"، مضيفا أنه "لو شرعت انتخابات حقيقية بين السيسي وجمال مبارك فقط، ووعد الأخير بالإفراج حال فوزه عن المسجونين، وعودة من بالمنافي، فمن الطبيعي توجيه الإخوان الكتل التصويتية للرهان عليه بلا جدال".
وأكد السياسي المصري، أنه من المهم أن نضع بالاعتبار أن الوقت الذي ستحدث فيه انتخابات حرة "هو الوقت الذي لن يتواجد فيه السيسي، وحينها سنجد جمال مبارك، ونجد من يمثل مصر الجديدة التي نتمناها عبر رمز أو أكثر ممن ضحوا لأجل مبادئ ثورة يناير".
اقرأ أيضا: تقرير يكشف تورط زوجة علاء مبارك في "تلاعبات البورصة
انتهى طموحهما
وعلى الجانب الآخر، يتصور نائب رئيس حزب الغد السياسي، أيمن حسن، أن التحقيقات بهذا النوع من القضايا (التلاعب بالبورصة) تأخد وقتا كبيرا، مبينا أن "التحري ما زال مستمرا والدليل عليه، هو وجود أرصدة مالية في سويسرا لعائلة مبارك أعلن عنها الجانب السويسري، ولم يتم استردادها ولا التصرف فيها من قبل الدولة".
وحول احتمالات المواجهة، أو سعي النظام لتجريد عائلة مبارك من نقاط قوته للسيطرة على طموح جمال وعلاء، قال الأكاديمي المصري، لـ"عربي21": "لا أعتقد أن لهما طموحا سياسيا؛ انتهى ذلك تماما، والأمر منظور أمام القضاء ليقول كلمته".
مستشار السيسي يدعو لزيارة القدس.. هل يمهد لقرار سياسي؟
لهذا السبب حلت روسيا "الفيلق الخامس" بدرعا
هل تستهدف روسيا المواقع التي سلمتها الأمم المتحدة بإدلب؟