تناول موقع "دويتشه فيله" الألماني الأزمة السورية وطرح تساؤلات عن مدى نجاعة المنطقة العازلة منزوعة السلاح في محافظة إدلب شمالي سوريا والتي تم الاتفاق عليها بين الرئيس التركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الموقع في تقرير موسع -ترجمته "عربي21"- إنه "رغم أن مختلف الأطراف أشادت بالاتفاق الروسي التركي، إلا أن المخاوف من وقوع حمام دم في مدينة إدلب لم تتلاش نهائيا، خاصة وأن الميليشيات المسلحة المتمركزة هناك قد تخرق الاتفاق المبرم بين أردوغان وبوتين في أي وقت".
ويورد الموقع أن النظام السوري وإيران "أعلنا موافقتهما على إنشاء هذه المنطقة"، حيث وصفت وزارة خارجية النظام السوري الاتفاق "بالمبادرة التي من شأنها أن تجنب إدلب حمام دم وأن تنشر الأمن والاستقرار هناك".
فيما علق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على الاتفاق في حسابه على موقع تويتر بالقول إن "تركيا وروسيا نجحتا عن طريق الدبلوماسية المسؤولة في الحيلولة دون اندلاع حرب في محافظة إدلب".
نجاح دبلوماسي
وأشار الموقع إلى أن الاتفاق الروسي التركي "يعد بمثابة نجاح دبلوماسي، حيث من شأن هذه المنطقة الآمنة، التي تمتد على مسافة 20 كيلومترا والتي سيتم إنشاؤها في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، أن تجهض الهجوم العسكري على محافظة إدلب".
ونقل الخبير المختص في شؤون الشرق الأوسط، فولكر بيرتس، قوله إن "المخاوف من اندلاع حرب في محافظة إدلب لم تتلاشى بشكل نهائي خاصة وأن هذه المحافظة تضم عددا كبيرا من الميليشيات المسلحة، ولا يتعلق الأمر هنا بالسوريين فحسب، بل تضم المنطقة حوالي 2000 فردا روسيا ينتمون إلى تنظيم القاعدة وجبهة النصرة".
وأضاف بيرتس أن "السلطات الروسية شددت خلال الأشهر الأخيرة على أنها ترفض عودة أفراد الميليشيات إلى أراضيها أو إلى الأراضي السوفياتية السابقة"، موضحا أنه "بعبارة أخرى، أحالت موسكو مهمة التعامل مع أفراد الميليشيات الروسية أو قتلهم إلى أنقرة".
شكوك تركية
وأضاف الموقع أن "تركيا التي احتفلت بالاتفاق بشأن إنشاء منطقة عازلة في إدلب، لم تخف شكوكها حول نجاح هذه الاتفاقية، وهو ما أكده الباحث في الشؤون الأمنية، متين غورجان، الذي قال إن تركيا تريد من خلال اتفاقها مع روسيا ربح الوقت. وفي نطاق الوعود التركية لروسيا، ستعمل أنقرة على حث الميليشيات المتطرفة على التخلي عن أسلحتها في حال أرادت البقاء في إدلب أو مغادرتها".
وتابع غورجان أن "تركيا لن تنجح في إقناع الميليشيات المتطرفة بمغادرة إدلب خاصة وأن أنقرة تعد بمثابة قوة ضامنة بالنسبة لهذه الميليشيات، وفي حال لم تقتنع هذه المجموعات بمغادرة المحافظة، فقد ينفذ النظام السوري وحليفه الروسي الهجوم العسكري المرتقب".
مخاوف حقوقية
بدورهم يعبر نشطاء حقوقيون عن خشيتهم من "اندلاع أم المعارك في محافظة إدلب"، حيث ينقل الموقع عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط لدى منظمة العفو الدولية، إلياس صليبا، قوله إن "قوات النظام السوري تمثل مشكلة في أغلب الصراعات العسكرية. فخلال الحرب الأهلية السورية، لم يعر النظام السوري أي اهتمام لحماية المدنيين، وهو ما ينطبق على بقية أطراف الصراع".
ويضيف صليبا أن "القوات الجوية السورية انتهكت في عديد المناسبات القانون الدولي في غاراتها الجوية، التي استخدمت فيها الأسلحة المحرمة دوليا"، لافتا إلى أن منظمة العفو الدولية "راقبت عن كثب الغارات الجوية، التي شنتها القوات الجوية السورية على قرى في جنوب إدلب باستخدام البراميل المتفجرة. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 14 مدنيا وجرح 33 آخرين".
ويختم الموقع تقريره بالقول إن الاتفاق الروسي التركي "قد يحول دون شن هجوم عسكري على إدلب، لكن مخاوف الخبراء الأمنيين من نجاعة هذا الاتفاق تحيل إلى مدى هشاشة الوضع في هذه المحافظة، التي تضم ملايين المدنيين، نصفهم من اللاجئين".
فيلت: هل أجهض الاتفاق الروسي التركي الهجوم على إدلب؟
صحيفة روسية: 3 سيناريوهات لمعركة إدلب.. أيها تفضل إيران؟
"بيلد": هل يشن الجيش التركي هجوما ضد قوات نظام الأسد؟