تحدث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، عن صعوبة المحادثات مع الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب، ومجريات الأحداث على الساحة السياسية الفلسطينية.
وقال عريقات في حواره مع الصحفي الإسرائيلي، بن كاسبيت، والذي نشر على موقع "المونيتور" النسخة العبرية، "الرئيس ترامب قطع الدعم عن المستشفيات وعن الأونروا والسلطة، وفي النهاية أقول لكم إسرائيل هي من سيدفع الثمن".
وأوضح المسؤول الفلسطيني الذي يوصف بأنه كبير المفاوضين، أن أمام رئيس السلطة محمود عباس "خيارين هما؛ القتال من أجل كرامته وتراثه، أو طرده من مكتبه من قبل الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن "إسرائيل تتابع أفعال ترامب".
وأضاف: "واشنطن قطعت الدعم عن المركز الوحيد لعلاج مرضى السرطان، وقطعت بالضغط من بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) قرابة خمسة ملايين دولار من ميزانية هذا المركز".
وتساءل: "لماذا يلحقون الأذى بالمواطنين العاديين، المستشفيات، العيادات ومراكز الرعاية؟"، لافتا أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية "أمر غير مسبوق، وإسرائيل لا تسمع ولا ترى، وهي غير مهتمة".
وألمح عريقات إلى خطوات "مثيرة للاهتمام"، سيقوم بها رئيس السلطة، حيث من المخطط أن يلقي عباس خطابا يوم 27 أيلول/ سبتمبر الجاري، أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وقال: "أنا متأكد من أن ما سيقوله سيثير اهتمامك"، لكنه وفق تعليق الصحفي الإسرائيلي؛ رفض أن يقول بشكل صريح أن "عباس سيعيد مفاتيح السلطة الفلسطينية".
وأشار كبير المفاوضين، إلى عقد عشرات الجلسات مع فريق ترامب الذي يضم جاريد كوشنر ومبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وقال: "جلست نحو 35 مرة مع فريق ترامب، ولدي سجل لكل اجتماع، وأظهرت صبرا غير مسبوق، ومنذ اللحظة الأولى طلبت من كوشنر وغرينبلات مقابلتي مع الإسرائيليين؛ لكنهم رفضوا".
اقرأ أيضا: عريقات: انحياز أمريكا لإسرائيل يقضي على أي فرصة للتسوية
وكشف قائلا: "طلبت منهم السماح لنا بالتفاوض مباشرة، ورفضوا هذا الطلب أيضا"، مضيفا: "في 3 أيار/ مايو 2017، تلقيت وعدا شخصيا من الرئيس ترامب في البيت الأبيض، بأنه سيخصص سنة واحدة لعملية السلام، وبعد ذلك العام، فإن الطرف الذي سيتسبب بنسف العملية سيدفع الثمن، وستكون لها عواقب وخيمة".
وذكر عريقات الذي تبسم عقب تهديد ترامب، وقال ردا على سؤال الرئيس الأمريكي "لماذا تبتسم؟"، فقلت له: "هذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها رئيس أمريكي بأن إسرائيل ستتحمل المسؤولية والعواقب الوخيمة".
وتابع: "طلبت منه أن يعدني بشيء واحد وفقا للمادة 7 من الاتفاقية المؤقتة؛ بأنه لا يمكن لأي من الطرفين اتخاذ خطوات أحادية الجانب يمكن أن تقوض اتفاقية الوضع النهائي".
وأضاف: "سألت الرئيس ترامب؛ ما إذا كان يمكن أن يعدنا بأنه لن يتخذ مثل هذه الخطوات؛ قلت له، أنا أستمع إليك، أستمع إلى شيلدون أديلسون، السفير هيلي، وأتساءل عما إذا كنت تستطيع التأكد من أنك لا تلمس القضايا المتفجرة، وخاصة في القدس، قبل أن نبدأ النقاش، وقد وعد".
وأعاد عريقات التأكيد خلال الحوار أنه في حال "قطع الدعم المالي، فإن إسرائيل سوف تدفع الثمن"، مضيفا: "إسرائيل تستغلنا منذ 24 عاما، نحن ندفع من أجل تقديم جميع الخدمات للفلسطينيين، وهناك تعاون أمني بالكامل، وفي الوقت نفسه يجري توسيع المستوطنات، ومصادرة الأراضي، وتدمير أملنا".
اقرأ أيضا: كوشنر يبرر قطع المساعدات عن الفلسطينيين.. ماذا قال؟
وفي ختام الحوار، علق الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، بقوله: "لقد هدد الفلسطينيون بإعادة المفاتيح عدة مرات، في ضوء الوضع المتفاقم بسرعة، والعمر المتقدم لرئيس السلطة عباس من المستحسن أن تؤخذ التهديدات الفلسطينية بجدية هذه المرة".
وفي تعليقه على ما نشر، ذكر عريقات في توضيح له وصل "عربي21" نسخة منه، أن "المقابلة مع بن كاسبيت؛ لم تكن مقابلة صحافية وإنما نقاش ليس للنشر (off the record) وقد أخرجت وحرفت"، وفق قوله.
خبير إسرائيلي يستبعد نجاح صفقة القرن.. والبديل في سوريا
هكذا علق وزراء إسرائيليون على حديث ترامب عن القدس
مناظرة إسرائيلية مؤيدة ومعارضة لاتفاق أوسلو مع الفلسطينيين