قال مسؤولون في إقليم ننكرهار بأفغانستان، الثلاثاء، إن انتحاريا قتل 22 شخصا على الأقل في هجوم على تجمع احتجاجي على الطريق السريع بين مدينة جلال آباد في شرق البلاد ومعبر إلى باكستان المجاورة، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
وأكد عطاء الله خوجاني المتحدث باسم حاكم الإقليم أن 23 شخصا آخرين أصيبوا في الهجوم، فيما قال سهراب قادري، عضو المجلس المحلي، إن 45 شخصا على الأقل بين قتيل وجريح نقلوا لمستشفيات محلية مضيفا أن العدد قد يرتفع.
وقال مسؤولون محليون إن الهجوم استهدف حشدا من المتظاهرين ضد قائد ميليشيا محلية وكان مئات الأشخاص موجودين عندما وقع الانفجار.
وإقليم ننكرهار الواقع على الحدود مع باكستان كان من أكثر المناطق اضطرابا في أفغانستان هذا العام فشهدت عاصمته جلال آباد سلسلة من التفجيرات الانتحارية والهجمات.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداءات، لكن حركة طالبان والفرع المحلي لتنظيم الدولة ينشطان في ننغرهار المحاذية لباكستان.
وأدت موجة من أعمال العنف في مختلف أنحاء أفغانستان في الأسابيع الماضية إلى مقتل مئات المدنيين وعناصر الأمن حيث تحقق حركة طالبان مكاسب ميدانية وبعدما شن تنظيم الدولة هجمات دامية.
ويأتي تصاعد الهجمات في وقت يبذل اللاعبون الأفغان والدوليون فيه جهودا لإجراء محادثات سلام مع طالبان التي تمت إزاحتها من حكم البلاد على يد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة في العام 2001.
وأثار وقف غير مسبوق لإطلاق النار في حزيران/يونيو تلاه لقاء بين مسؤولين أميركيين وممثلين عن طالبان في قطر في تموز/يوليو، آمالا في أن تنهي المفاوضات المعارك. وأشارت تقارير إلى أن الطرفين سيلتقيان مجددا هذا الشهر.
وتصر طالبان على عقد مفاوضات مباشرة مع واشنطن وترفض إجراء أي مفاوضات مع الحكومة الأفغانية المعترف بها دوليا والتي تعتبرها غير شرعية.
وقال مسؤول غربي في كابول رفض الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد المكلّف بإدارة جهود السلام في أفغانستان ألغى المباحثات مع المسلحين حتى يتمكن من مراجعة الإستراتيجية الأمريكية بخصوص أفغانستان".
ولا يمكن تأكيد هذه المعلومات بشكل مستقل. وأبلغ مسؤول كبير في طالبان للوكالة الفرنسية، أنه يتوقع عقد مزيد من المباحثات "فريبا".
وخليل زاد أحد أبرز شخصيات الدبلوماسية الأميركية ومعسكر المحافظين الجدد في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، من أصول أفغانية وكان سفيرا للولايات المتحدة في كابول وبغداد والأمم المتحدة.
"كارثة"
وأثار القتال العنيف مخاوف من قدرة السلطات على إجراء الانتخابات التشريعية التي تأجلت كثيرا والمقررة في 20 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وسيقع على كاهل قوات الأمن، المنهكة بالفعل، تأمين آلاف مراكز الاقتراع فيما تحاول التصدي للمتمردين.
وحذّر مسؤولون من أن نقل بطاقات الاقتراع ومراقبة التصويت، الذي يعد اختبارا للانتخابات الرئاسية العام المقبل، ستمثل تحديا كبيرا أمام قوات الأمن التي تفتقر للخبرات والأفراد.
وخلال اليومين الماضيين، قتل نحو 60 عنصرا من قوات الأمن الأفغانية في سلسلة هجمات في شمال البلاد لمقاتلي حركة طالبان، فيما تتزايد المساعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما.
واندلع قتال عنيف ليل الأحد الاثنين في أربع ولايات في أعقاب تصاعد العنف في أرجاء البلاد في الأسابيع الأخيرة، ما أسفر عن مقتل مئات من المدنيين والشرطة والجيش.
وبعد سيطرتهم على قاعدة سار-اي-بول العسكرية، أصبح مقاتلو طالبان يهددون عاصمة الولاية، في وضع قد يسفر عن "كارثة" إذا لم تصل تعزيزات، حسبما حذّر قائد الشرطة في المنطقة عبد القيوم باقي زوي الاثنين.
وقتل 17 عنصرا في الأمن على الأقل قرب سار-اي-بول بعد أن استولى المسلحون على نقطة أمنية وأحرقوها، بحسب حاكم الإقليم زهير وحدات.
والثلاثاء، تمكنت قوى الأمن من دفع مقاتلي طالبان للخلف بضع كيلومترات، على ما أفاد سكان محليون ومسؤولون للوكالة الفرنسية.
والأحد، فجّر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه قرب موكب سيارات كان يجوب كابول إحياء لذكرى مقتل القائد العسكري أحمد شاه مسعود، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 24 آخرين.
مقتل 10 أفغانيين في هجوم مسلح وتفجير وسط كابول
تنظيم الدولة يتبنّى تفجيرين في كابول أسفرا عن 20 قتيلا
قتلى وجرحى في انفجار قرب مكتب انتخابي شرق أفغانستان