أثار الصحفي الفرنسي، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، آلان غريش، من جديد قصة الوثائقي الذي تعمل عليه
قناة
الجزيرة حول اللوبي
الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال غريش، بحسب ما نشر
موقع "
مونت كارلو" الإخباري الفرنسي، إنه كان يتوقع أن نعيش حدثا
إعلاميا خطيرا، وسجالا عنيفا، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث؛ بسبب تأجيل الجزيرة بث
الفيلم الوثائقي إلى أجل غير معلوم دون تبرير رسمي.
ولفت إلى أنه تمت
التضحية بالتحقيق بسبب المعركة الطاحنة الدائرة بين
قطر وجيرانها، من أجل كسب ود
الولايات المتحدة الأمريكية في النزاع الخليجي، لكون أفضل سبيل لخطب ود واشنطن هو
اللوبي الإسرائيلي المعروف بتأثيره على القرارات الأمريكية.
ومقابل وقف بث
الوثائقي، توقف الجناح الأيمن للوبي الصهيوني عن التحريض على قطر داخل الإدارة
الأمريكية.
وكشف غريش أن
"دفن" العمل أثار تململا داخل القناة ما ولد رغبة لدى البعض، لم يكشف
عنهم الكاتب، إلى عدم ترك هذه الحقائق تضيع في الرمال الجيوسية، وأتاح لغريش فرصة
لمشاهدة الحلقات الأربع من الوثائقي في شكلها شبه النهائي، والتي كانت
"مدهشة"، بحسب وصفه.
وتابع بأن الحلقات
تكشف حالة من التوتر السائد في أوساط اللوبي منذ سنوات، وخوفا دفينا من فقدان
النفوذ، وهاجس المقاطعة الذي يطارد إسرائيل، والذي تتصدره حركة "بي دي
إس".
"كما يكشف الفيلم الوثائقي أسرارا أخرى، كالطريقة التي يجري فيها الاضطلاع بكل معاملات ونفقات الصحفيين الأمريكيين في
القدس من قبل منظمة (المشروع الإسرائيلي)، ومرافقتهم عن كثب في كل تحركاتهم، بل
وتزويدهم بالصور الجاهزة التي يكفي إرسالها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف
يتم تمويل إجازات فاخرة لأعضاء الكونغرس الأمريكي في إسرائيل، وبالتحايل على
القانون الأمريكي. وكذلك كيف يتم الضغط على وسائل الإعلام ووكالات الأنباء حتى تغير
بياناتها الصحفية أو مقالاتها".
في نيسان/ أبريل
الماضي، أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية رفضها لاتهامات رئيس المنظمة الصهيونية
الأمريكية، مورتون كلاين، بأن تحقيقها الصحفي الاستقصائي عن اللوبي الإسرائيلي في
الولايات المتحدة "معاد للسامية".
وقالت الشبكة في بيان
لها إن ادعاءات كلاين بأن الجزيرة أجبرت على إلغاء بث الوثائقي كاذبة.
وتابع البيان بأن
التحقيق الذي تعمل عليه يبحث في المنظمات الأمريكية الموالية لإسرائيل، والتي تعمل
على تعزيز مصالح دولة أجنبية على الأراضي الأمريكية.
وأشار البيان إلى أن
النسخة البريطانية من التحقيق، تم بثها في 2017، وتلقت الاتهامات ذاتها.