قال دبلوماسي إسرائيلي إن "السياسة الخارجية الإسرائيلية تواجه تحديات جدية على الصعيد العالمي عموما، وفي القارة الآسيوية خصوصا، في ظل صعود قوى عالمية إلى سدة صناعة القرار في الكرة الأرضية مثل الهند والصين، ما يتطلب سلوكا دبلوماسيا مغايرا".
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية في جامعة حيفا، إيهود عيران، أن "الأيام الزاهرة لوزارة الخارجية الإسرائيلية التي عاشتها في سنوات وعقود ماضية انتهت، وطويت صفحتها، حين تولاها رموز الدولة الإسرائيلية مثل موشيه شاريت، إسحاق شامير، إيهود باراك، أريئيل شارون، وحتى بنيامين نتنياهو الذي تولى عددا من الحقائب الدبلوماسية في السنوات السابقة، واليوم يتولى وزارة الخارجية بجانب موقعه رئيسا للحكومة".
وأشار في مقاله التحليلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21"، إلى أنه "منذ العام 2015 ليس في إسرائيل مسمى واضح لوزير الخارجية، وباتت الوزارة تتراجع أهميتها وقيمتها في بحث القضايا الخارجية والأمنية للدولة، فقد تدهورت أجور العاملين فيها وموظفيها بصورة مريعة، وأصبحت الوزارة صلاحياتها ومسؤولياتها مقسمة بين وزارتي الشؤون الاستراتيجية وشؤون الشتات".
اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية من مشروع طريق الحرير الصيني.. لماذا؟
وأوضح عيران أن "إسرائيل تبدو اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتطوير علاقاتها الدبلوماسية في ظل التغيرات الجوهرية التي تشهدها المنظومة الدولية".
وأكد أنه "في ضوء التقديرات الآخذة بالتزايد حول الضعف الذي سيصيب الولايات المتحدة وظهور لاعبين جدد في الكرة الأرضية مثل الهند والصين وروسيا، فقد بتنا ننتقل من عالم تقبض عليه أمريكا بسطوتها الأحادية، ما شكل راحة لإسرائيل مع تواجد جالية يهودية واسعة في واشنطن، إلى عالم متعدد القوى العظمى".
وزاد عيران، عضو اللجنة العليا لمعهد "ميتافيم" المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية، أنه "في حين كانت إسرائيل تجد في الولايات المتحدة حليفا مركزيا تساعدها وقت الحاجة، وتقف بجانبها في الأمم المتحدة، لكنها في الوضع الجديد ستكون إسرائيل بحاجة للمزيد من الطواقم الدبلوماسية والعاملين في الأروقة السياسية للتعرف على حلفاء جدد، ومحاولة العثور على مكان آمن لإسرائيل في موازين القوى العالمية".
اقرأ أيضا: هل تنافس الصين الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
وأوضح أنه "بعد أن عاش العالم خمسمائة عام في ظل السيطرة الأوروبية، ثم جاءت القوة الأمريكية، فمن المتوقع أن يشكل القرن الحادي والعشرين ساحة للقوى الآسيوية، فالصين اليوم تنافس الولايات المتحدة في ساحات ومجالات عدة، وبعد أن عرفت إسرائيل جيدا العالم الأمريكي، بل إنها تعتبر نفسها جزءا منه، لكنها أقل معرفة بالوضع الآسيوي، سواء في المسألة التاريخية أم القيمية أم الثقافية، وهي كلها أمور غريبة على الإسرائيليين".
وأضاف أنه "من أجل التأقلم مع العالم الآسيوي الجديد فإن إسرائيل تحتاج لمزيد من الخبراء والدبلوماسيين ذوي المعرفة الواسعة بهذه القارة، ومن أجل التذكير فقط، فقد نجحت الحركة الصهيونية في تحقيق طموحاتها في ذروة حكم الإمبراطورية العثمانية من خلال معرفتها بتفاصيل الحكم فيها، ومفاصل القوة، وموازين العلاقات الداخلية".
ولفت إلى أن "الأمر تكرر لدى إصدار وعد بلفور عبر الإمبراطورية البريطانية، ثم جاءت الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة، كل ذلك يؤكد أن لدى إسرائيل اليوم تحديا من نوع جديد، ووزارة الخارجية تبدو اللاعب الأوفر حظا في القدرة على مساعدة إسرائيل للتعامل مع هذه المتغيرات".
مخاوف إسرائيلية من مشروع طريق الحرير الصيني.. لماذا؟
صحيفة إسرائيلية: عقوبات أمريكا تعزز من نفوذ إيران عالميا