ذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن الباحثين العلميين يطورون تلسكوبا بكلفة 4.9 مليون دولار.
وتقول الصحيفة إن تطوير هذا التلسكوب يهدف لكشف الأسرار الفضائية المشفرة، التي تنتشر يوميا في الكرة الأرضية من مناطق عميقة ومجهولة في الفضاء.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مشروع كثافة الهيدروجين والتحليل في الزمن الحقيقي أو "هيراكس" يهدف للكشف عن الانبعاثات المشعة السريعة، أو "أف آر بي"، لافتا إلى أن هذه الإشارات اللامعة والسريعة تظهر بشكل مؤقت وعشوائي، بحيث يكون من الصعوبة دراستها والعثور عليها، فيما لم يتم الكشف إلا على 20 إشارة منذ اكتشافها في عام 2001.
وتقول الصحيفة إن الباحثين العلميين يأملون في الكشف من خلال تلسكوب "هيراكس" عن 12 إشارة مشعة في كل يوم، التي من الممكن أن تلقي ظلالا على أصل الانبعاثات الإشعاعية.
ويلفت التقرير إلى أن جهاز تلسكوب "هيراكس" سيكون قادرا على الإمساك بالانبعاثات المشعة السريعة عندما تلمع في السماء؛ وذلك بسبب المدى الذي يمكن أن يغطيه التلسكوب، مشيرا إلى أن الخبراء يتوقعون أن يكون أصل الانبعاثات المشعة السريعة من عدة مصادر، وبتفسيرات عدة، منها حضارات فضائية متقدمة، أو حطام من الثقوب السوداء المنفجرة.
وتفيد الصحيفة بأن الباحثين يأملون أنه من خلال مشروع "هيراكس"، الذي يشمل على سلسلة من الصحون الفضائية، حجمها ألف متر، وتوزع على النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أن يقدم إجابات، مشيرة إلى أن اللواقط الفضائية ستتعاون على تشكيل مجموعة من المعلومات المتداخلة، التي تجمع فيما بينها عدد من الإشارات الملتقطة من عدة تلسكوبات، وتزود حزما لتلسكوب أكبر.
وينوه التقرير إلى أن الباحثين قاموا ببناء أربعة لواقط فضائية في كارو في جنوب أفريقيا، وثلاثة أخرى لتنصب في غرب أستراليا، لافتا إلى أن "هيراكس" سيقوم بمحاولة الكشف عن مميزات الطاقة الغامضة للكون، التي تعود إلى ما بين 7- 11 مليار سنة.
وتبين الصحيفة أنه من أجل التوصل لهذا الأمر فإنه ينبغي العمل على بناء قوة تتراوح ما بين 800 – 400 ميغا هيرتز (مليون ذبذبة)؛ لترسم صورة عن الهيدروجين المحايد في الكون.
وبحسب التقرير، فإن الباحثين يعتقدون أن الهيدروجين المحايد متناسب مع حجم المواد المظلمة الموجود في المجرات، التي تنبعث منها إشارة بذبذبة 1420 ميغا هيرتز، وهو التردد ذاته المنبعث من الهاتف النقال والتلفاز، إلا أن هذه الإشارة تتوسع لتصل إلى التردد المتدني بسبب توسع الكون، مشيرا إلى أنه من خلال هذا التردد البطيء، فإن الباحثين العلميين سيتمكنون من رسم صورة عن الهيدروجين المحايد في الكون في فترة تمتد من 7- 11 مليار سنة.
وتشير الصحيفة إلى أن الباحثين عادة ما يطلقون مصطلح "الطاقة الداكنة" لوصف "أي شيء" يتسبب بأشياء غير عادية في الكون، لافتة إلى أن الباحثين يأملون بأن يتمكن التلسكوب من تحديد مكان صدور الانبعاثات المشعة السريعة من عدة مجرات ولأول مرة.
ويذكر التقرير أن الفريق سيقوم بالبحث عن الانبعاثات المشعة السريعة، التي يمكن تحديدها باستخدام "هيراكس"؛ نظرا لمساحة النظر الواسعة فيه، مشيرا إلى أن جزءا من صعوبة تحديد الانبعاثات أنها تظهر لفترة قصيرة، ومعظم التلسكوبات تستطيع مراقبة جزء من السماء في مدة معينة.
وتقول الصحيفة إن تلسكوب "هيراكس" يستطيع الإمساك بالانبعاثات المشعة السريعة عندما تنبعث في السماء يوميا، ويتوقعون دراسة عدد منها كل يوم، مشيرة إلى أن التلسكوب سيكون قادرا بما يحتويه على قدرات استثنائية على تحديد مكان ظهور الانبعاثات المشعة السريعة في السماء، من خلال العمل مع عدد من دول جنوب أفريقيا، وبناء صف مكون من 8 لواقط فضائية.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أنه بالتعاون مع الصف الرئيسي من اللواقط فإن الباحثين العلميين سيتمكنون من تحديد مكان صدور هذه الانبعاثات في المجرات.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا