واصل مسؤولون إسرائيليون تحريضهم ضد غزة، داعين إلى شن هجمات مكثفة ضد المقاومة الفلسطينية بهدف استعادة سياسة الردع، ومن ثم الذهاب إلى تهدئة.
واقترح وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أثناء جلسة المجلس السياسي والأمني المصغّر (الكابينيت)، الخميس الماضي، تشديد الردّ الإسرائيلي على حماس، معتبرا أن التوصّل إلى إنهاء "جولة القتال" الحاليّة يعني إضرارًا إضافيًا بقدرة الرّدع الإسرائيليّة.
وأيّد في ذلك وزير البيئة، زئيف إلكين، الذي طالب بضرورة توسيع الهجمات على غزّة قبل التوصّل إلى وقف إطلاق النار.
من جهته شنّ رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لابيد، هجومًا على رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، بسبب التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، قائلًا إنه لو أن الأمر بيده لتوجه بضربة قاسية إلى حماس، ثم توصل لوقف إطلاق نار من منطلق قوّة وليس ضعف.
رئيس بلديّة سديروت ألون دافيدي قال إن الحرب المتقطّعة أضرّت بإسرائيل، واصفًا وقف إطلاق النار بالخطأ الفادح، أما رئيس المجلس الإقليمي "سدوت هانيغيف" قال إن القبول بوقف إطلاق النار يعني القبول بأن تحدّد حماس للإسرائيليين متى تبدأ الحرب، ومتى تنتهي.
من جهته، قال كبير المحللين العسكريين في صحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي إن "إسرائيل لا تؤمن بأن تهدئة طويلة الأمد مع حماس واردة ومتوقعة في المدى القريب، كما أنها ليست مستعدة لتقبل صيغة جولات التصعيد المتقطعة بين حين وآخر".
ووصف يشاي في تحليل ترجمته "عربي21" الحديث عن تلك التهدئة بأنها "لم تكن سوى حرب نفسية شنتها الحركة على إسرائيل، لكنها في الحقيقة تواجه بالكثير من العقبات، أهمها معارضة السلطة الفلسطينية لها".
اقرأ أيضا: صحيفة: إسرائيل وحماس على بعد خطوة من التدهور للمجهول
وأضاف أنه في حال استمرت حماس بالتحرش بإسرائيل انطلاقا من قناعتها بأنها لا تريد عملية عسكرية برية في القطاع، فإنها قد تفاجأ برؤية ما لدى الجيش الإسرائيلي من إمكانيات تفوق ما حصل عليها إبان حرب الجرف الصامد 2014، وتشمل قدرات تكنولوجية وعسكرية وعملياتية تجعله يحقق أهدافه دون الحاجة للبقاء في غزة.حسب قوله.
في سياق متصل قال البروفيسور إيال زيسر في مقال أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21" إن "إسرائيل وحماس موجودتان على مسافة خطوة من التدهور إلى المجهول"، محذرا حماس بالقول: "إن جولة العنف ستجلب الخراب والدمار إلى القطاع، وستترك في نهاية المطاف الفلسطينيين وقادة حماس في المكان ذاته، الذين يوجدون فيه اليوم، بل وربما في مكان أسوأ منه".
وقال زيسر إن إسرائيل تبدي ضبطا أقصى للنفس في ضوء الصواريخ التي لا تتوقف من قطاع غزة، معتبرا أن "ضبط النفس يشير إلى الثقة بالنفس والقدرة على التفكير وإدارة الموقف الذي تبديه القيادة الإسرائيلية"، حسب قوله.
جنرال إسرائيلي يستعرض الخيارات "غير المجدية" تجاه غزة
كاتب إسرائيلي: مصر أقرب لحماس رغم عدائها.. تصعيد قادم من غزة
ما هو أثر المواجهة الاستخبارية بين حماس وإسرائيل؟