نشر موقع "دويتشلاند فونك كولتور" الألماني تقريرا، تحدث فيه عن الأسباب التي تشجع السياح الألمان على قضاء عطلتهم الصيفية في تركيا. ووفقا لتصريحات بعض السياح الألمان، فإنهم يعتبرون الأسعار المقبولة أهم حافز لزيارة تركيا. بالإضافة إلى ذلك، لعب تخفيف تحذيرات السفر إلى تركيا دورا بارزا في تدفق السياح الألمان إلى المناطق السياحية التركية بشكل كبير.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من أن حجوزات السياح الألمان في نزل مدينة أنطاكيا بلغت ذروتها منذ شهر أيار/ مايو، إلا أن السياح لا يشعرون بالتذمر، بل يقضون أمتع الأوقات على الشواطئ. وفي هذا الصدد، قالت إحدى السائحات الألمانيات، التي تدعى باترسيا: "قررت رفقة زوجي أن نستمتع لمدة أسبوع بشمس أنطاكيا المشرقة، ومسابحها الرائعة، وشواطئها الجميلة".
وفي السياق ذاته، أضاف زوجها روبرت قائلا: "أشعر بمتعة منقطعة النظير عندما أستلقي تحت ظلال الأشجار الفارهة، أو أسبح في مياه البحر الدافئة، أو أتناول بعض المأكولات اللذيذة. في الحقيقة، قررنا السفر إلى تركيا لنسيان مشاكل السياسة".
ونقل الموقع ما جاء على لسان مدير أحد النزل، نهاد توم كايا، الذي أفاد بأن القرار الذي اتخذته الحكومة التركية، والمتعلق بتخفيف تحذيرات السفر في تركيا، ساهم في انتعاش السياحة هناك. في هذا الصدد، صرح توم كايا بأنه "في هذا النزل، لا نتحدث كثيرا عن السياسة. في هذا المكان، يفضل السائح أن يقضي عطلته في كنف الهدوء؛ للتعرف على مدينة أنطاكيا ومتساكنيها، بالتالي يتم يتجنب التطرق إلى المواضيع السياسية".
وأشار الموقع إلى أن السائحة الألمانية المنحدرة من مدينة كولونيا، غيزيلا، قدمت إلى تركيا منذ سنوات. كما زارت هذه الدولة عندما كانت تعيش على وقع سلسلة من الهجمات الإرهابية. وفي هذا الشأن، أوردت غيزيلا أنه "قبل السفر إلى تركيا، فكرنا في الوضع العام هناك. ومن الواضح أن الأتراك لا يستطيعون تغيير أوضاعهم. ولعل الأمر المثير للاهتمام هو أننا ننسى جل المشاكل حينما نكون في مدينة أنطاكيا أو في النزل الذي نقيم فيه".
وفي السياق نفسه، تابعت هذه السائحة الألمانية قائلة: "لا ندلي بمواقفنا السياسية هنا. وببساطة، نحبذ الذهاب إلى مدينة أنطاكيا؛ نظرا لأن أهاليها لا يهتمون مثلي بالشأن السياسي، علما أنني لا أخشى التطرق إلى المسائل السياسية".
وأضاف الموقع أن السياح الألمان يرتدون في تركيا ملابس غير محتشمة بكل حرية. في هذا الإطار، صرحت سائحة سويسرية، تدعى كان، أن "هذا النزل لا يلتزم بالتعاليم الإسلامية المحافظة، التي يتبعها المجتمع التركي". وفي سياق متصل، تابعت كان قائلة إن "الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لا يكترث لما نقوم به هنا. وفي الليلة الماضية، حضرنا حفل "سامبا شو". وعلى الرغم من أن الحفل لا يتماشى مع تقاليد المجتمع التركي، إلا أن الجماهير لم تهتم لهذا الأمر".
وتابع الموقع بأن السلطات التركية رفعت مؤخرا حالة الطوارئ سارية المفعول منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة خلال سنة 2016. ومن وجهة نظر أصحاب النزل، أضر قرار حالة الطوارئ بالسياحة التركية.
وفي هذا الشأن، أورد السائح الألماني روبرت أنه "على الرغم من أن أردوغان أقر نظاما رئاسيا وسن قانون الإرهاب، إلا أنه منح نفسه المزيد من الصلاحيات لاتخاذ قرارات، حتى في حال تم رفع حالة الطوارئ، لكننا كسياح لا نكترث كثيرا لهذا الأمر".
وذكر الموقع أن روبرت لا يريد التطرق إلى الأحداث العالمية خلال أيام العطلة. في هذا الصدد، أورد هذا السائح الألماني قائلا: "أريد أن أستمتع بعطلتي هنا. لهذا السبب، أتجنب الحديث عن الشأن السياسي. وعلى الرغم من أنني لا أؤيد كل القرارات التي يتخذها الرئيس التركي، إلا أن وجهات نظرنا لا تختلف كثيرا. وفي حين لا تخلو السياسة من العديد من الجوانب السلبية، إلا أنني لا أحبذ مقاطعة الشأن السياسي بشكل عام".
وبين الموقع أنه مقارنة مع السنة الماضية، استقبلت تركيا عددا كبيرا من السياح الألمان منذ مطلع السنة الحالية. وفي الوقت الحالي، لا تقبل أسعار النزل التركية المنافسة. وفي هذا الإطار، أفاد رئيس إحدى الشركة السياحية، قدير أوغور قائلا: "ننصح أصحاب النزل بعدم رفع الأسعار، بل من المستحسن أن يتم ذلك شيئا فشيئا، وعلى امتداد سنتين متتاليتين".
وفي الختام، أبرز الموقع أن السائحة الألمانية غيزيلا استمعت بعطلتها رفقة ابنتها في مدينة أنطاكيا. وفي هذا الصدد، قالت غيزيلا إن "هذه المدينة تتميز بأهاليها الطيبين وطقسها الجميل. كل شيء رائع، لذلك سنعود إلى هنا في مناسبات قادمة".
لهذه الأسباب.. السياحة العربية تبدأ موسم الزحف إلى تركيا
ارتفاع ضحايا حادث قطار بتركيا إلى 24 قتيلا و124 مصابا