تكررت مؤخرا حوادث اختطاف مسؤولين ليبيين وأجانب في غرب وجنوب ليبيا على يد مجموعات مسلحة، وسط تساؤلات عن غياب قوات حكومة الوفاق، وهوية من يقومون بذلك.
وكانت آخر هذه الحوادث، اختطاف رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة الوفاق، عباس القاضي في العاصمة طرابلس، صباح اليوم السبت، من أمام مقر عمله دون أن تعلن جهة بعينها عن مسؤوليتها.
إحراج ليبيا
وخطف ثلاثة فلبينيين وكوري جنوبي في السادس من تموز/ يوليو الماضي في هجوم على مشروع مياه في غرب ليبيا. وأعلنت كوريا الجنوبية أنها "أرسلت سفينة حربية إلى ليبيا للمساعدة في إطلاق سراح مواطن كوري جنوبي تم اختطافه مع 3 مهندسيين فلبينيين جنوب غرب ليبيا، بعدما قام المختطفون بإرسال مقطع "فيديو" يستغيثون فيه بحكوماتهم لإنقاذهم من أيدي مجموعة مسلحة".
وقالت البحرية الفلبينية، اليوم السبت، إن أسطولها البحري يُجهز لتشكيل قوة مناسبة عقب خطف 3 مهندسين فلبينيين وكوري جنوبي في ليبيا.
وتسببت هذه الحوادث من عمليات خطف أو استهداف لمسؤولين محليين أو أجانب في إحراج ليبيا أمام العالم، وسط تساؤلات عن ضعف القوات الموالية لحكومة الوفاق المدعومة دوليا، وتكهنات عن هجرة عدد كبير من الخبراء الأجانب لليبيا"، وفق مراقبين.
والسؤال الآن: لمصلحة من تتم هذه العمليات؟ وأين القوات الحكومية من تأمين هؤلاء؟
قوات غير محترفة
من جهته، قال الضابط برئاسة الأركان الليبية، العقيد محمد بادي: "لا أعتقد أن هناك قوات أمن محترفة في الغرب الليبي الآن حتى تمنع تكرار هذه الظاهرة أو تحمي المسؤولين أو الخبراء الأجانب".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21"، أن "ظاهرة الاختطاف عبارة عن جرائم لمجموعات مسلحة ولا علاقة لها بمواقف معينة أو بالخطاب الديني، هي جرائم وفقط"، وفق تعبيره.
وقال الناشط الليبي، محمد خليل إن "الخطف سيستمر غربا وشرقا وجنوبا حتى يتم إنهاء الانقسام وبناء مؤسسات مهنية ولاؤها للدولة وليست لأشخاص وتيارات وحكومة الوفاق الوطني وغيرها من الأجسام في السلطة كلهم مسؤولون عن استمرار هذا العبث"، وفق وصفه.
وأوضح خليل في حديثه لـ"عربي21"، أن "هناك صراعا منذ فترة بين هيئة الأوقاف وبين تيار "المداخلة" وجناحها المسلح قوات الردع الخاصة، وهم يريدون السيطرة على الأوقاف والمساجد والمنابر في البلاد لنشر فكرهم "المتطرف" المستورد".
وتابع: "ويبدو أن اختطاف رئيس هيئة الأوقاف والذي لم يتأكد حتى الآن، جاء نتيجة قرار الهيئة "السيء" بمنع المرافقين من الذهاب مع الحجاج كبار السن".
وأكد الناشط الليبي، عبدالناصر بالخير أن "أغلب عمليات الخطف في الغرب يقف وراءها فعلا التيار المدخلي الذي يريد الذهاب إلى الحج سنويا على نفقة الدولة، ويشجعهم في ذلك سيطرتهم على جهاز مكافحة الإرهاب في طرابلس"، وفق قوله لـ"عربي21".
تخبط أمني
ورأى المدون الليبي، فرج فركاش أن "ما يحدث من فوضى الآن من عمليات قبض واختطاف كما حدث لرئيس هيئة الأوقاف يعبر عن التخبط الأمني وضعف الحكومة بعد أن سيطرت مجموعات بعينها على الأجهزة الأمنية تحت غطاء الحكومة وفرضت نفسها بقوة السلاح".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "ومهما كانت دوافع الاختطاف فهو لا يقتصر على طرابلس فقط بل يتكرر في مدن أخرى شرقا وجنوبا، وهو يختصر الوضع الأمني المتأزم في ظل الانقسام والتشظي السياسي الحاصل وسيتكرر السيناريو في المستقبل مالم يوضع حل جذري لإنهاء هذا الانقسام العبثي"، كما قال.
وأشار الكاتب الليبي، نصر عقوب إلى أن "ظاهرة الاختطاف قديمة ومتجددة، وتتنامى باستمرار، وعادة ما تستهدف المسؤولين ورجال المال والأعمال، طلبا للفدية أو لتصفية الحسابات، واختطاف رئيس هيئة الأوقاف دافعها الابتزاز لتحقيق مصالح فئوية لمجموعة مسلحة، أو لزعزعة الأمن والاستقرار".
وقال لـ"عربي21": "الاختطاف واحتجاز الرهائن والتعذيب والقتل ستتكرر ما لم تتضافر القوى المحلية والدولية لردع كل من يقوم بها، واعتبارها جرائم حرب، والواجب على السلطات اتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء هذا المسلسل المروع وإلا فالقادم سيكون أسوأ".
وقال مستشار مجلس شباب الوادي بالجنوب الليبي، طاهر النغنوغي إن "الحكومة لا تمتلك قوة عسكرية، وكل الجهات العسكرية التابعة للحكومة تتحرك وفق مصالح تربطها بالحكومة وهي نفسها غير واثقة بالحكومة"، حسب رأيه.
وبخصوص تكرار اختطاف الأجانب في الجنوب الليبي، قال: "في الجنوب بالتحديد لا توجد سيطرة لأي حكومة هناك، ولا يمكن السيطرة إلا إذا توحدت هذه المؤسسات".
السراج يتهم أطرافا إقليمية بعرقلة السلام في ليبيا.. من هم؟
ليبيا تطالب بلجنة دولية لمراجعة معاملات بنكيها المركزيين
احتجاجات في طرابلس الليبية بعد تكليف مسؤول بجهاز أمني