بدأت عائلات
فلسطينية لاجئة من
المخيمات السورية والمقيمة في لبنان بإجراءات التسجيل
لدى مكاتب منظمة التحرير تمهيدا لعودتها إلى
سوريا وفق التفاهمات التي جرت بين وفد
المنظمة والنظام السوري في الـ20 من تموز/ يوليو الماضي.
وكان وفد رفيع المستوى
من منظمة التحرير ترأسه عزام الأحمد، قد وصل إلى العاصمة دمشق منتصف الشهر الماضي
لإجراء مباحثات مع الحكومة السورية بشأن ترتيبات إعادة إعمار المخيمات الفلسطينية
في سوريا تمهيدا لعودة
اللاجئين لهذه المخيمات.
المرحلة الأولى
من جانبه أوضح مدير
العلاقات العامة والإعلام في دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير، رامي
المدهون، أن "مكاتب اللجان الشعبية التابعة للمنظمة في لبنان بدأت بتنفيذ
المرحلة الأولى من التفاهمات التي جرت بين المنظمة والحكومة السورية بتسجيلها
لبيانات العائلات التي نزحت بفعل الأزمة السورية، وتم تسجيل بيانات 4 آلاف أسرة
فلسطينية نزحت إلى لبنان وترغب بالعودة لمخيماتها في سوريا بعد إعادة إعمار مخيمات
اليرموك والنيرب ودرعا بداية العام القادم".
وأضاف المدهون في حديث
لـ"عربي21" أن "القرار يشمل بالإضافة للعائلات المقيمة في لبنان،
العائلات التي نزحت لقطاع غزة، ومن المقرر أن تبدأ مكاتب منظمة التحرير باستقبال
طلباتهم للعودة إلى مخيماتهم في سوريا أواخر الشهر الجاري".
وكشف المدهون أن
"الحكومة السورية تعهدت بتسوية الأوضاع الأمنية للنازحين الذين تورطوا في
القتال مع جماعات مسلحة، سواء داخل المخيمات أو في باقي الأراضي السورية".
في المقابل شكك
مراقبون في إمكانية نجاح منظمة التحرير في إعادة الفلسطينيين لمخيماتهم خصوصا مع
عدم وجود ضمانات حقيقية تسمح لهم بالعودة دون تعرضهم للقصف، بالإضافة إلى عدم قدرة
المخيمات على إيواء هذه العائلات بفعل الدمار الذي طال أكثر من 80 بالمئة منها وفقا
لإحصائيات مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
مصلحة النظام
من جهته اعتبر رئيس
قسم الدراسات والأبحاث في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، إبراهيم العلي، أن
"سعي منظمة التحرير لتصدر المشهد السياسي بعد غياب سبع سنوات من بداية الثورة
يشير إلى عجز المنظمة عن القيام بدور حقيقي لمساعدة الفلسطينيين في الشتات، لأن
عودة النازحين لمخيماتهم هي مصلحة للنظام الذي يحاول أن يستغل ورقة الفلسطينيين
لتحقيق مكاسب سياسية تخدمه في مفاوضات التسوية مع الأطراف الدولية والإقليمية".
وأضاف العلي في حديث
لـ"عربي21" أن "المخيمات الفلسطينية في سوريا لم تعد صالحة للسكن
فقد دمرت بشكل كامل بفعل الغارات الجوية التي شنها النظام بحجة القضاء على
الإرهابيين ومسألة الإعمار تحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل. بالإضافة إلى ذلك فقد فقد
الفلسطينيون الثقة في النظام السوري بعدم استهدافهم وهذا سبب كاف لعدم نجاح المشروع
الذي تخطط له منظمة التحرير بالتعاون مع النظام السوري".
وتضم سوريا نحو 14
مخيما للاجئين الفلسطينيين، تعترف وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بتسعة منها، من
أبرزها مخيم اليرموك الذي يعد أكبر مخيمات الشتات الفلسطيني، وكان يضم أكثر من 250
ألف فلسطيني.
صفقة سياسية
من جهته اعتبر عضو
الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، محمد مشينش، أن ما يجري من
تفاهمات بين منظمة التحرير والنظام السوري هو "صفقة سياسية بامتياز تأتي ضمن
سياسة ملء الفراغ ومنعا لأي تقارب متوقع مع حركة حماس، فسوريا ساحة رئيسية من
ساحات الشتات ووجود المنظمة وإشرافها على هذا الملف يقطع الطريق على حماس، وإن
عادت حماس لسوريا فلن يكون لها دور مع اللاجئين".
وتابع: "الوجود
الفلسطيني في سوريا بوابة مهمة لعودة سوريا بنظامها الحالي إلى الساحة السياسة
العربية والإقليمية، خصوصا مع ما يطرح من صفقة القرن، ووجود هذا الكم من
الفلسطينيين على أراضيها يجعلها لاعبا مهما في هذه المساحة".
وأضاف مشينش في حديث
لـ"عربي21" أن "مسألة إعادة الإعمار ستكون على سلم الأولويات خصوصا
أن بعض المخيمات تم تدميرها بالكامل مثل مخيم درعا واليرموك الذي لم يعد لهما أي
ملامح كما كانا عليه في السابق، وهذا الأمر سيعيق عودة اللاجئين، ويبقى التحدي
قائما في أخذ الضمانات الأمنية لمن سيعود، فهناك الكثير ممن كان له ارتباط بالثورة
السورية وهناك من ينتمي لتنظيمات فلسطينية لا يرغب النظام بوجودها على أراضيه".