رفعت الحكومة المغربية وتيرة ضغطها على السلطات الفرنسية، من أجل الحيلولة دون تنفيذ حكم قضائي يرمي إلى "إحراق" جثة رجل مغربي، بناء على رغبة زوجته الفرنسية، التي قالت للمحكمة إنه أوصى بإحراق جثته.
وكان المواطن المغربي "ح.إ"، المقيم في مدينة بوردو والمتزوج بفرنسية، قد فارق الحياة يوم 29 تموز/ يوليو الماضي، بعد خمسة أيام من دخوله المستشفى يوم الثلاثاء 24 يوليو/تموز 2018، بعد أن تعرض للدغة حشرة قاتلة، لتعلن زوجته قرارها "إحراق" جثته، وتندلع معركة قضائية مع أسرته المغربية، تحولت إلى مشكلة سياسية.
رفض حكومي مطلق
ووفرت ندوة وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، الخميس 2 أغسطس/ آب الجاري، فرصة لتعلن الرباط بشكل رسمي وعلني رفضها إحراق جثة المواطن المغربي.
وخرج الضغط المغربي إلى العلن حين أعلن مصطفى الخلفي، أن الحكومة لن تقبل "بالمطلق" حرق جثة مهاجر مغربي بفرنسا.
وسجل الوزير بلغة صارمة: "لا يمكن قبول الأمر تحت أي ظرف من الظروف".
وقال الوزير إن "القطاع الحكومي المعني (وزارة الخارجية) يتابع الموضوع، ونرجو أن تقع مراجعة الحكم القضائي الابتدائي، لأن الأمر فيه مس صريح بكرامة المواطن المغربي وبشعور عائلته".
مساع ديبلوماسية
وقبل أن يعلن الناطق باسم الحكم، رفض بلاده المطلق إحراق جثة المواطن المغربي، كانت الرباط قد أجرت محاولات لحل القضية مع نظيرتها الفرنسية.
وكشفت "اليوم24" عن مصدر ديبلوماسي في الرباط، أن السلطات المغربية تجري اتصالات سياسية، وديبلوماسية، رفيعة المستوى، لإيجاد حل لقضية المهاجر المغربي في فرنسا، المهددة جثته بالحرق.
وزادت نقلا عن مصدرها، أن المغرب يراهن على إيجاد حل خلال الساعات القليلة المقبلة، في انتظار قرار محكمة الاستئناف في مدينة بوردو الفرنسية التي ستبث في الملف، مساء الجمعة.
دعم وتطمينات
الديبلوماسية المغربية، في شخص وزير الخارجية، سارعت إلى طمأنة أسرة الراحل المغربي المهددة جثته بالإحراق، عبر إجراء اتصالات للمواساة والدعم.
وقال مصدر من أسرة المهاجر المغربي الراحل، إن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قدم كل الدعم لأسرة الراحل المهاجرة، والتي تسابق الزمن من أجل تجنيب جثة ابنها، عملية الحرق، التي تصر عليها زوجته الفرنسية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث تلقت الأسرة كذلك اتصالا من السفير المغربي في باريس مع أسرة الراحل، يشدد على الوقوف مع الأسرة في محنتها ودعمها في حقها.
مسلم وليس مسيحيا
رفضت أسرة المواطن المغربي المهددة جثته بالإحراق رواية زوجته الفرنسية، وشددت على أن ابنها لا يمكن أن يوصي بدفنه على غير الطريقة الإسلامية.
وحاولت "عربي21" الاتصال بأحد إخوة المواطن المغربي غير أن هاتفه ظل يرن دون جواب.
وقال أخوه "حفيظ"، في تصريحات للصحافة: "أجزم أن أخي لا يمكن أن يوصي بحرقه".
وأضاف: "أخي توفي، بداية الأسبوع الماضي، بعدما دخل المستشفى، وظل في الإنعاش 5 أيام، إثر لسعة بعوضة سامة".
وتابع: "أخي متزوج بامرأة فرنسية، وتوفي عن سن يناهز 47 سنة، نشهد نحن إخوته، ووالدته بأنه مسلم، وتوفي مسلما، كان يزورنا باستمرار، ونحتفل جميعا بالمناسبات الدينية، ومنها عيد الأضحى".
بانتظار الحسم
وتحبس الرباط وباريس الأنفاس بانتظار قرار محكمة الاستئناف ببوردو قرارها بخصوص مصير جثة المواطن المغربي.
وتعقد المحكمة جلسة استئنافية لتحسم قرارها النهائي في الجثة، بعدما كانت المحكمة الابتدائية لنفس المدينة قد قضت بإحراق الجثة بناء على شهادة زوجته الفرنسية التي قالت إنها وصيته.
وبانتظار الحكم النهائي، تم الاحتفاظ بجثة المهاجر المغربي في مستودع للأموات في أحد مستشفيات المدينة الفرنسية، وتُصر الأسرة على حقها في تسلمها، ودفن ابنها على الطريقة الإسلامية في أحد المقابر المخصصة لأموات المسلمين.
وزير أوقاف الجزائر يدافع عن إمام متهم بمعاداة السامية بفرنسا